حاتم فاروق (أبوظبي)
استطاع منصور سالم بن عوض الكعبي منذ التحاقه بجامعة الإمارات، وتخصصه في إدارة العمليات اللوجستية والإمداد، أن يلفت الأنظار باهتمامه الدائم بالعمل التقني والتطبيقات الإلكترونية على الهواتف الذكية، حتى أصبح من الطلاب المشاركين بصورة دائمة في الفعاليات والأنشطة الطلابية المتنوعة.
في عام 2014، تخرج الكعبي من الجامعة ليتم اختياره ضمن فريق عمل دولي للتدريب في شركة بوينج لصناعة الطائرات في ولاية سياتل الأميركية ولمدة عام كامل استطاع خلاله التميز في إعداد برنامج على الحاسب الآلي، قبل أن يلتحق بعد عودته في منتزه العلوم التابع لكلية العلوم بجامعة الإمارات .
يقول منصور الكعبي إن تواجده ضمن فريق منتزه العلوم بالجامعة، ساهم بشكل كبير في صقل مواهبته وإبداعه العمل التقني والاهتمام بالتطبيقات ودعم مهارات التدريب والتعامل باحترافية في سوق العمل المهني، منوهاً بأن منتزه العلوم كان النواة الحقيقية لابتكار تطبيق «دواك»، الذي شارك به ضمن مسابقة «رواد القصر» في نسختها الإماراتية التي أقيمت للمرة الأولى في العاصمة أبوظبي، وأضاف الكعبي، أن المشروع الذي تقدم به لمسابقة «رواد القصر» عبارة عن تطبيق على الهاتف المتحرك يحمل اسم «دواك» ومهمته تذكير صاحب التطبيق بمواعيد أخذ الدواء في الوقت المحدد من قبل الجهات الطبية المتخصصة سواء الطبيب المعالج أو المستشفى أو مراكز الخدمة الصحية، أو الصيدلية التي قامت بصرف الدواء.
وحول فكرة التطبيق، قال الكعبي إن فكرة «دواك» جاءت عندما كان طالباً في جامعة الإمارات، وارتبط ارتباطاً وثيقاً بأحد الأساتذة الذي كان يعاني مشاكل صحية نتيجة عدم تناول الدواء في موعده، وعندما ساءت حالته الصحية لجأ إلى تطبيق يذكره بمواعيد الدواء إلا أن هذا التطبيق كان ينقصه الكثير لصعوبة استخدامه، ومن هنا جاءت الفكرة بضرورة تسهيل استخدام التطبيق لكل المستخدمين خصوصاً كبار السن الذين ليس لديهم معرفه قوية بالتعامل مع الهواتف الذكية.
وأضاف أن الدراسات التي أجريت في الولايات المتحدة تؤكد أن أكثر من 125 ألف شخص يموتون سنوياً نتيجة عدم تناول الدواء في موعده فضلاً عن عدم استخدام الدواء بشكل صحيح، وهو ما يكلف قطاع الرعاية الصحية مليارات الدولارات، منوهاً بأن فريق تطبيق «دواك» مكون من خمس أشخاص من خلفيات مهنية مختلفة في تكنولوجيا المعلومات والاستشارات التجارية وكذلك التغذية والصيدلة، وأوضح الكعبي أنه بمجرد الإعلان عن إطلاق المسابقة كان حريصاً على المشاركة في المسابقة التي بدأت في شهر يوليو الماضي وحتى إعلان النتيجة النهائية في 4 أكتوبر الجاري، حيث تمت المشاركة خلال تلك الفترة في دورتين تأهيليتين، نظمهما صندوق خليفة لتطوير المشاريع بجامعة خليفة في أبوظبي، وفي مركز شراع بالشارقة، فيما تم تنظيم الحفل الختامي في قصر الإمارات، وإعلان الفائزين بتمثيل الإمارات في المسابقة الدولية التي تقام في قصر بكنجهام في لندن.
وأعرب الكعبي عن تقديره لمنظمي هذه المسابقة التي أصبحت نافذة إماراتية للتعرف على الابتكارات الحديثة والتكنولوجيا والتقنية التي تخدم البشرية في مختلف نواحي الحياة، مؤكداً أن صندوق خليفة يعكف دوماً على تطوير مهارات المتقدمين وتوجيهم نحو الطريق الصحيح لنجاح ابتكاراتهم التي تخدم في المقام الأول الحياة الإنسانية.
وقال الكعبي، إن المشاركة في مسابقة «رواد القصر» في نسختها الإماراتية تعد حدثاً مهماً في حياتي العملية والمهنية، مؤكداً أن الدورات التدريبية ومعسكرات التأهيل التي نظمها صندوق خليفة لتطوير المشاريع بالتعاون مع جامعة خليفة كان لها دور كبير في تأهيل الأعمال المتقدمة للمسابقة الدولية، خصوصاً تلك المشاريع والابتكارات المقدمة التي تتميز بطابعها المميز في خدمة البشرية والتي تستكشف التأثير المحتمل للتكنولوجيا على الحياة اليومية للبشر بمختلف نواحي الحياة.
وقال الكعبي، خريج إدارة الموارد اللوجستية بكلية الاقتصاد بجامعة الإمارات، إن فوز مشروعه التكنولوجي بعضوية برنامج «رواد القصر» يعد شرفاً كبيراً يساهم في انتشاره لخدمة قطاع عريض من المترددين على العيادات والمراكز الصحية خصوصاً المرضى من كبار السن، مؤكداً أهمية وجود مسابقة «رواد القصر» في دولة الإمارات للمرة الأولى وبمنطقة الخليج والشرق الأوسط، معرباً عن أمله في تمثيل الدولة خير تمثيل في المسابقة الدولية التي ستقام في لندن خلال شهر ديسمبر المقبل.
وأعرب منصور الكعبي، عن تقديره للقيادة الرشيدة على دعم كافة المبادرات التي من شأنها النهوض بمستوى الابتكار، مؤكداً أن دعم القيادة كان ومازال حافزاً للمتابعة في مسيرة التميز والابتكار وصولاً إلى توظيف التكنولوجيا في الحياة اليومية ودعم اقتصاد المعرفة في دولة الإمارات.
وخلال حفل أقيم في قصر الإمارات في أبوظبي مؤخراً تم اختيار فائزين لتمثيل الدولة في مسابقة «رواد القصر العالمية» بعدما تأهل في التصفيات 12 فكرة مبتكرة لرواد أعمال مواطنون، خلال المسابقة التي تنظم لأول مرة في المنطقة العربية وشمال أفريقيا بالتعاون مع صندوق خليفة لتطوير المشاريع.
كيف يعمل تطبيق «دواك»؟
تخيل أنك تأخذ وصفة طبية إلى الصيدلية، وفي الصيدلية قمت بتحميل تطبيق «دواك»، ومن خلال مسح الباركود الموجود على الدواء، على الفور سوف تحصل على التذكير على هاتفك، من دون أي جهد منك ولا فرصة لحدوث خطأ.
كما يوفر تطبيق «دواك» الإجابات اللازمة عن الدواء المستخدم خصوصاً فيما يتعلق بسبل الاستخدام ومواعيد تناول الدواء، وبإمكان التطبيق ان يجيب عن استفساراتك الإضافة من خلال عرضها بشكل مباشرة إلى الصيدلية في حال كنت بحاجة إلى التحدث إلى خبير، كما يقوم التطبيق بالتذكير في حال انتهاء الدواء ويحتاج المريض إلى تكراره.
مشاركات جامعية
شارك منصور الكعبي في عدد من الأنشطة والفعاليات الطلابية خلال دراسته الجامعية ضمن فرق عمل طلابية منها مشروع «بطاقة الامتياز» وهي عبارة عن بطاقة خصومات خاصة لطلاب وموظفي جامعة الإمارات، وكان دوره منحصر في التنسيق مع الشركات والمحال التي تشارك في تقديم قيمة الخصم المميزة للبطاقة الجامعية ومن ثم اعتمادها من قبل فرق العمل حيث تم الاتفاق مع ما يقارب الـ 150 شركة وعلامة تجارية في وقت قياسي في مرحلته الأولى.
وكان «نموذج الأمم المتحدة» من ضمن الأنشطة الطلابية التي شارك فيها الكعبي وهو عبارة محاكاة تعليمية أو نشاط أكاديمي يعرف الطلاب معلومات تفصيلية عن العمل الدبلوماسي وسبل إتقان العلاقات الدولية، فضلاً عن تعلم مهارات البحث والخطابة والمناظرة والكتابة، بالإضافة إلى التفكير النقدي والعمل الجماعي والقدرات القيادية.
كادر مشاريع «رواد القصر» تخدم البشرية قال منصور الكعبي إن رواد الأعمال والمبتكرين الإماراتيين المشاركين في مسابقة «رواد القصر» حريصون على دعم مشاريعهم الابداعية في المسابقة الدولية التي تعد حدثاً مهماً في حياتهم العملية والمهنية، مؤكداً أن المشاريع والابتكارات المقدمة لها طابع مميز في خدمة البشرية خصوصاً تلك الأفكار التي تستكشف التأثير المحتمل للتكنولوجيا على الحياة اليومية للبشر في مختلف نواحي الحياه
عدد اليوم
