علاء المشهراوي، وكالات (غزة) - كشف المحامي قيس يوسف ناصر المتخصص بشؤون مدينة القدس المحتلة أن “اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء” التابعة لوزارة الداخلية الإسرائيلية، وافقت هذا الأسبوع على مخطط هيكلي جديد لبناء مصاعد وممرات تحت الأرض بين الحي اليهودي في البلدة القديمة وساحة البراق، لربط الحي مباشرة بالساحة، ولبناء مركز لزوار الساحة ومنطقة تجارية قربها. وقال ناصر في بيان صحفي إن شركة إسرائيلية تدعى “شركة ترميم وتطوير الحي اليهودي في البلدة القديمة بالقدس” تدعي ملكيتها للأرض، هي التي أعدت المخطط وقدمته للجنة اللوائية.
ويتطلب المخطط تنفيذ حفريات واسعة تحت الأرض وتحت ساحة البراق، ستنفذها الشركة المذكورة تحت إشراف سلطة الآثار الإسرائيلية، ما يهدد الآثار العربية والإسلامية في المنطقة بالاندثار. ووصف ناصر المشروع بأنه “فصل جديد في تنفيذ المخطط الإسرائيلي الشامل لتحويل ساحة البراق مركزا للشعب اليهودي والسيطرة التامة على هذه المنطقة”. وأوضح أن الجمهور المعني يستطيع تقديم الاعتراضات على المشروع خلال شهرين، وأن المجلس الإسلامي الأعلى داخل الأراضي المحتلة عام 48 برئاسة محمود مصالحة سيتقدم باعتراض مفصل على المخطط.
على صعيد متصل، أكد رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة إسماعيل هنية أن ملف مدينة القدس المحتلة وما تتعرض له من الاحتلال الإسرائيلي كان حاضرا بقوة، خلال اللقاءات التي عقدها وفد حركة “حماس” مع الرئيس المصري محمد مرسي ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مؤخراً. وأوضح في كلمة له بالجامعة الإسلامية في غزة مساء أمس الأول، أن “الحديث كان مفصلاً حول ما يجري في القدس وما يجب عمله تجاه القدس وخاصة بقيادة مصر”، مضيفا أننا “حصلنا على وعد واضح من الرئيس مرسي بأنه سيدعو لمؤتمر دولي في القاهرة من أجل القدس”.
وتابع هنية أن القدس كانت حاضرة أيضا خلال اللقاء مع رئيس الوزراء التركي، مضيفا لقد “تناولنا تبني تركيا موضوع مصاطب العلم في المسجد الأقصى، ليصل عدد طلاب هذه المصاطب إلى الآلاف ليكونوا أكثر قدرة على التصدي لأي محاولة لاقتحام المسجد أو المساس به”.
وقال إن أكثر من 450 طالباً يشاركون في مشروع مصاطب العلم ويوجدون بشكل يومي وعلى مدار الساعة داخل المسجد، وهم الذين يتصدون دائما لمحاولات اقتحام الأقصى وخاصة في الفترات الصباحية.
وأشار هنية إلى ما تتعرض له القدس من مؤامرة ومخاطر، من سياسة التهويد والحفريات والتهجير وهدم البيوت وإبعاد النواب والوزراء، إضافة إلى المؤامرة الخطيرة لتقسيم المسجد. وقال “يريدون تكرير المخطط نفسه الذي نفذوه في الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل بتقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا”، مضيفا “لقد بنوا حول المسجد ما يقرب من 100 كنيس يهودي”. وحذر هنية من أن الاحتلال يريد تغيير معالم القدس وانتزاع القدس من محيطها العربي والإسلامي واستباحة المسجد الأقصى.
إلى ذلك، قمعت قوات الاحتلال صباح أمس مسيرة احتجاجية أمام حاجز الأنفاق، في بيت جالا، تحت عنوان “فلنطرق أبواب القدس”. وأفاد منسق اللجنة الوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان في محافظة بيت لحم حسن بريجية لـ«وفا»، بأن مسيرة جماهيرية انطلقت من بلدة الخضر عبر المركبات وصولاً إلى الحاجز القريب من بيت جالا، في محاولة من المشاركين فيها للدخول إلى مدينة القدس، فاعترضهم جنود الاحتلال واعتدوا عليهم. وكان المشاركون قد حملوا الأعلام الفلسطينية واليافطات المنددة بالإجراءات القمعية للاحتلال، والتي يفرضها على مختلف الأرض الفلسطينية، ودعوا المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف مثل هذه الانتهاكات والممارسات التعسفية التي لا تخدم العملية السلمية المأمولة.
عدد اليوم
