بيروت (الاتحاد) - انصبت الجهود السياسية والأمنية في لبنان على محاصرة الاشتباكات التي وقعت في الأيام الماضية بين الجيش اللبناني والفلسطينيين، وسط معلومات متطابقة لبنانية فلسطينية تشير إلى أن طرفاً ثالثاً حاول افتعال صدام بين الجيش والفصائل الفلسطينية. وعقدت سلسلة اجتماعات أمنية لبنانية فلسطينية بعيداً عن الإعلام تركزت حول سبل معالجة ذيول ما حصل في مخيمي نهر البارد وعين الحلوة اللذين شهدا أمس هدوءاً حذراً وعادت الحركة الاقتصادية إلى طبيعتها فيهما. وأكدت مصادر فلسطينية في مخيم عين الحلوة الحرص على العلاقة الطيبة مع الجيش اللبناني، مشيرة إلى أن ما جرى في المخيم خلال اليومين الماضيين جاء مخالفاً لما يتطلع إليه الفلسطينيون لجهة العلاقة الجيدة مع مؤسسة الجيش اللبناني.
وأوضحت هذه المصادر التي شاركت في مساعي التهدئة، أن الاهتمام ينصب حالياً على قطع الطريق على القوى المستفيدة من توفير المناخ المتوتر بين المخيمات ومحيطها، خصوصاً في ظل التعقيدات السياسية والأمنية في المنطقة. ونبهت إلى مساع تقوم بها جهات مشبوهة لايجاد شرخ بين الجيش والمخيمات تحت عنوان أمني. وشددت القيادات الفلسطينية المسؤولة على الشباب داخل مخيم عين الحلوة بعدم اللجوء إلى التصعيد أو مهاجمة مواقع الجيش اللبناني في محطيه. واعتبر وزير العدل شكيب قرطباوي أن ما حصل في المخيمات حركة سياسية لإرباك الجيش اللبناني. مشيراً إلى أن البعض حاول وفق خطة سياسية مبرمجة هز الاستقرار الأمني في لبنان، إلا أن هذه المحاولة لم تنجح.
واعتبر القيادي البارز في حركة “حماس” محمود الزهار أنّ ما يتعرض له اللاجئون الفلسطينيون داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان ناتج عن قضايا لبنانية داخلية. ورأى أن مخيم نهر البارد الذي يقطن فيه قرابة 38000 ألف نسمة، لا يصلح للعيش “الآدمي”، على حدّ تعبيره. وقال الزهار “أنا زرت العام الماضي نهر البارد، لا يستطيع بني آدم أن يعيش فيه حياة طبيعية.. الحيوانات لا تعيش فيه حياة طبيعية”. وشدد الزهار على ضرورة أن تتحرك الجهات الفلسطينية كافة في الداخل والخارج لرفع الظلم الملقى على الفلسطينيين في المخيمات وإيجاد حل لأوضاعهم الصعبة. ووجه قائد الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبوعرب رسالة إلى أبناء الشعب الفلسطيني في مخيمات لبنان أشار فيها إلى أن هذه المخيمات ستبقى آمنة ومستقرة وعصية على الفتنة.
رأى قائد كتائب “شهداء الأقصى” اللواء منير المقدح أن هناك اتجاهات لنقل ما يحصل في سوريا إلى لبنان وإلى داخل المخيمات، وشدد على أن الجيش هو حامي أمن لبنان والمخيمات. وأكدت الامانة العامة لقوى 14 مارس أن حوادث المخيمات اطلت برأسها بعد ظهور أحمد جبريل في زيارات خاصة للبنان واستقبال الرئيس بشار الأسد له. وطالبت الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان بنشر الجيش في جميع القواعد الفلسطينية خارج المخيمات تنفيذاً لقرارات طاولات الحوار السابقة.
عدد اليوم
