الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«البرتقالي» ينضج بــ «الخطة البديلة»

«البرتقالي» ينضج بــ «الخطة البديلة»
9 يوليو 2014 01:28
بعدما حالف الحظ المدرب لويس فان جال المدير الفني للمنتخب الهولندي لكرة القدم، وأثمرت التغييرات التي أجراها، تأهل الفريق إلى المربع الذهبي ببطولة كأس العالم للمرة الثانية على التوالي، ويأمل فان جال، الذي أجاد بشكل هائل في الناحية الخططية بالمونديال الحالي، في أن يحالفه الحظ مجددا ليقود الفريق إلى الفوز على نظيره الأرجنتيني اليوم في المربع الذهبي لبطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل، وبلوغ المباراة النهائية المقررة يوم الأحد المقبل. ولجأ فان جال إلى تعديل وتغيير خططه مجدداً في مواجهة المنتخب الكوستاريكي بدور الثمانية للبطولة، وربما يرغب في تعديل جديد خلال المواجهة المرتقبة اليوم. وقدم فان جال «62 عاماً» كل ما هو صائب في المونديال الحالي بداية من الدفع ببدلاء من أجل تسجيل أهداف مؤثرة، وحتى الدفع بالحارس البديل تيم كرول في لقاء كوستاريكا ليتصدى لركلات الترجيح، حيث لعب حارس المرمى البديل دوراً رائعاً في عبور الفريق لعقبة كوستاريكا في مدينة سالفادور يوم السبت الماضي. ولكنها ليست المرة الأولى التي تنقذ فيها الخطة البديلة المنتخب الهولندي خلال المونديال البرازيلي، وفي دور الستة عشر، كان المنتخب الهولندي متأخرا بهدف أمام نظيره المكسيكي، ولكن فان جال لجأ لتغيير خططه في الملعب وذلك خلال فترة الراحة بين الشوطين ليقلب تأخره إلى فوز ثمين 2 - 1 بفضل هدفين أحرزهما ويسلي شنايدر وكلاس يان هونتلار من ضربة جزاء. وفضل فان جال طريقة اللعب 5 - 3 - 2 والتي لجأ إلى تغييرها في وقت متأخر من مباراة المكسيك إلى 4 - 3 - 3 كما لجأ لتغيير آخر في مواجهة كوستاريكا بالاعتماد على ثلاثة رؤوس حربةهم روبن فان بيرسيوآريين روبنوممفيس ديباي لتصبح الخطة 3 - 4 - 3 . كما يجتهد اللاعبان ديرك كويت ودالي بليند في الجناحين الأيمن والأيسر، كما يتراجعان للخلف أحياناً من أجل تعزيز الناحية الدفاعية، وكان أحد أسباب هذا التغيير هو غياب لاعب الوسط نيجل دي يونج بسبب الإصابة، التي حرمته من استكمال المونديال مع الفريق، إضافة إلى الثقة في أن المنتخب الكوستاريكي سيتراجع بشكل كبير للدفاع. وقال فان جال «كان علي إيجاد البديل للاعب دي يونج، وإجراء تغيير في نظام اللعب لأنني شعرت بأن إمكانيات المنتخب الكوستاريكي أقل من نظيرتها لدى المكسيك وتشيلي، اعتقدت أن بإمكاني إصابتهم بشكل أكبر، من خلال الدفع بثلاثة رؤوس حربة، ولكننا لم نر هذا بالفعل لأننا لم نستطع هز الشباك». ولم يكن هذا لافتقاد الفريق الرغبة في الهجوم، ولكنه كان للتألق الرائع من قبل حارس المرمى الكوستاريكي كيلور نافاس الذي حرم الهولنديين من فوز كبير. وتصدت العارضة والقائم لتسديدتين من ويسلي شنايدر، كما أطاح الدفاع الكوستاريكي كرة من على خط المرمى اثر تسديدة من روبن فان بيرسي لترتطم بالعارضة، وتضيع الفرصة. وتمثل المواجهة مع الأرجنتين تحدياً أكثر روعة، ولن تكون مفاجأة أن يلجأ فان جال لتغيير جديد في خطة اللعب خلال مباراة الغد في ساو باولو، ولم ينبهر فان جال كثيرا بما قدمه المنتخب الأرجنتيني في دور الثمانية، والذي فاز فيه التانجو على المنتخب البلجيكي 1 - صفر، بينما اعترف فان جال بعد فوز فريقه على كوستاريكا بركلات الترجيح بأنه شاهد الشوط الأول فقط من مباراة الأرجنتين وبلجيكا، مشيراً إلى أن أداء المنتخب الأرجنتيني تراجع، واقتصر على كبح جماح المنافس، وذلك بعدما تقدم الفريق بهدف مبكر لجونزالو هيجواين في شباك بلجيكا. وقال فان جال «المنتخب الأرجنتيني فريق متميز لديه لاعبون أقوياء يملكون مهارات فردية رائعة مثل ليونيل ميسي، ولكن هذا لم يحدث «من الهجوم الأرجنتيني»، خاصة في الشوط الأول». وبعد أربعة انتصارات متتالية، حقق فان جال الفوز على كوستاريكا بركلات الترجيح بعد تاريخ كبير لخسارة الهولنديين عبر ركلات الترجيح في البطولات الكبيرة. ولكن الفريق الحالي للطاحونة يختلف عن المنتخبات الهولندية في الماضي، حيث لا يتسم لاعبوه بالأنانية، وإنما بحرص اللاعبين الكبار، مثل فان بيرسي، وروبن، وكويت، وشنايدر، ودي يونج على مساعدة اللاعبين الشبان إضافة لوجود الإصرار داخل الفريق على خوض المباراة النهائية باستاد «ماراكانا» الأسطوري. وبزغت الروح الجيدة بالفريق خلال معسكر الفريق بالبرتغال قبل المشاركة في المونديال واستمرت في مقر معسكر الفريق بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلي، وبدا اللاعبون دون حاجة إلى تدخل فان جال في هذه الناحية. ويستمتع فان جال، الذي يترك المنتخب الهولندي بعد المونديال ليتولى تدريب مانشستر يونايتد الإنجليزي، بحظ جيد في المونديال الحالي، بعدما أثمرت تغييراته الخططية وتبديلاته في اللاعبين. ورغم هذا، كان تقييم فان جال لفريقه بأنه «ليس فريقاً مثيراً»، رغم صعوبة التغلب عليه، ولكن فان جال قد يغير رأيه مع بلوغ الفريق للمربع الذهبي للمونديال الثاني على التوالي، وكونه على بعد مباراة من الظهور في النهائي للبطولة العالمية الثانية على الترتيب. (سالفادور - د ب أ) رغم شبابية الخط الخلفي «الطواحين» مطمئن بالدفاع متعدد الأدوار برغم تحقيقها أفضل مشوار من بين المنتخبات الأوروبية المشاركة في تصفيات كأس العالم 2014 لكرة القدم، لم تكن هولندا مرشحة للتألق في النهائيات بسبب قلة خبرة لاعبيها، وخصوصاً خط الدفاع الشاب، لكن اللاعبين الذين لم يحصلوا كثيرا على فرصة إثبات علو كعبهم، ورشحهم كثيرون للوقوع في متاعب بمجموعة تضم إسبانيا بطلة العالم، وتشيلي القوية، تركوا انطباعاً رائعاً، من خلال قدرتهم على التنويع باللعب، وتحمل ضغوط المناسبة الكبيرة. صحيح أن أرين روبن، وروبن فان بيرسي تألقا في الدور الأول، مع خبرة المدرب «اللعوب» لويس فان جال، لكن هولندا تدين بشكل كبير إلى دفاعها بالاستمرار حتى نصف نهائي المونديال البرازيلي. ضربت هولندا بقوة، وسجلت 10 أهداف في الدور الأول، محققة 3 انتصارات على إسبانيا وإستراليا وتشيلي، قبل تخطي المكسيك وكوستاريكا بصعوبة في ثمن وربع النهائي على التوالي. لم يكن أحد يتصور أن فان جال قادر بالتفوق على مدربي بقية المنتخبات بهذه الطريقة، وأن يكون أسرع منهم دوما باقتناص اللحظة المناسبة، ووضع الخطة التي تقود الى الفوز، ففي مباراة إسبانيا مثلاً أطاح الخطة الهولندية المعروفة 4-3-3 معتمداً 5-3-2 ،فجاءت النتائج والتأهل الصارخ الى الدور الثاني. وبرغم تألق فان بيرسي وروبن وسنايدر هجومياً، إلا أن أساس الفريق ينطلق من خط الظهر، في ظل تألق ستيفان دو فري، رون فلار، برونو مارتنس أندي، دالي بليند وداريل يانمات قبل ابتعاد الأخير عن ثمن وربع النهائي، والدفع بالمخضرم ديرك كاوت الذي جسد دور اللاعب المتعدد الوظائف. بفضلهم حصل روبن وفان بيرسي على أريحية، وبتمريرة بليند الخارقة سبح رأس الحربة لتسجيل هدفه الرائع في مرمى إيكر كاسياس، متصيداً أحد أجمل الأهداف في النسخة الحالية. لعب الأجنحة أدواراً دفاعية وهجومية في آن واحد، خلافاً لقلبي الدفاع فلار ودو فري، فلطالما تقدم بليند، يانمات ولاحقاً كاوت للدعم على الجناحين الأيسر والأيمن وكانت مشاركتهم فاعلة في أطنان الهجمات على مرمى كوستاريكا في ربع النهائي، لكن من دون نجاعة قبل تدخل ركلات الترجيح لمصلحتهم. يضيف بليند، نجل داني المدافع الدولي السابق والمدرب المقبل ربما للطواحين، نكهة عملية للدفاع، فإذا أراد فان جال تبديل خطته الى 4-3-3 مثلاً لا يكون بحاجة لإجراء أي تغيير، فمجرد إعادة تمركزه تكون مفيدة لمدرب مانشستر يونايتد الإنجليزي بعد النهائيات. في الظروف العادية، يمكن لبليند أن يشغل مركزاً دفاعياً في الوسط، وهو أمر معتاد عليه مع فريقه آياكس أمستردام، فيما يتقدم مارتنس اندي الذي يلعب جناحاً أو ظهيرا مع فيينورد، إلى الجهة اليسرى، ثم يضع فان جال أحد اللاعبين ممفيس ديباي أو جرماين لنس على الأجنحة، ليعود إلى أسلوب جديد من خلال خطة 4-3-3. بعد انتقادات طالت الدفاع البرتقالي الشاب، أثبت بفضل صلابته ورؤية فان جال التكتيكية أنه قادر على تموين المهاجمين بالأسلحة اللازمة، والحفاظ على نظافة شباكه حتى عندما يكون منجرفاً نحو الهجوم على غرار ما حصل في الفترات الحاسمة من مباراة كوستاريكا (صفر- صفر) في ربع النهائي. من دون الدفاع الصلب برغم صغر سنه وقلة خبرته. (ريو دي جانيرو - أ ف ب) الجناح الطائر تحول إلى معشوق الجماهير روبن.. «في القلب»! يحظى الجناح الطائر أريين روبن بإشادات في الأيام الأخيرة، حيث يعتبر عدد كبير من جماهير المنتخب الهولندي لكرة القدم، أنه أفضل لاعب في النسخة العشرين لنهائيات كأس العالم 2014 المقامة حالياً في البرازيل. «الأرجنتين لديها ميسي، ونحن لدينا روبن، وبصراحة، أريين هو الأفضل»، هذا ما قاله بيرت فان مارفييك، المدير الفني للمنتخب «البرتقالي» في النسخة التاسعة عشرة من نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا، والتي بلغ فيها المباراة النهائية قبل أن يخسر أمام إسبانيا صفر-1 بعد التمديد. وأضاف فان مارفييك في تصريح لقناة «نوس» الهولندية في نهاية الأسبوع الماضي: «عندما أرى روبن اليوم، أعترف بأنني غيور قليلاً، هناك فرق كبير بين أدائه في الوقت الحالي، وما كان عليه في عام 2010». وأضاف «قبل أربعة أعوام، أصيب أريين قبل انطلاق العرس العالمي بفترة قليلة خلال مباراة ودية ضد المجر، عانى تلك الإصابة طيلة النهائيات، ولم يلعب أبداً بمستواه الفني بنسبة 100%، هذا العام، من الصعب إيقافه» ملمحاً إلى أن هولندا كان بإمكانها الفوز باللقب العالمي عام 2010 لو ظهر روبن بمستواه الحالي. في المباراة النهائية، كان روبن سيىء الحظ، وعابته الفعالية خلال انفرادين بحارس مرمى المنتخب الإسباني إيكر كاسياس، وأهدر فرصة منح منتخب بلاده اللقب العالمي الأول في تاريخه. من جهته، اعتبر الدولي السابق ومدرب أيندهوفن حالياً فيليب كوكو أن بإمكان هولندا أن تحلم بإحراز اللقب مع «روبن بمستواه الحالي». وأوضح كوكو في حديث لمجلة «فويتبال» الدولية أن روبن في سن الثلاثين «يوجد في أفضل حالاته في مسيرته الكروية معه، لا يجب أن نخشى الأرجنتين، بالتأكيد أننا نملك الكثير من الصفات أكثر من اللاعبين الأميركيين الجنوبيين». وتابع «عندما أرى الانطلاقات السريعة التي لا يزال أريين قادراً على القيام بها في الشوطين الإضافيين من المواجهة امام كوستاريكا، فذلك أمر مدهش». سجل روبن ثلاثة أهداف منذ بداية كأس العالم، بالإضافة إلى الكثير من المحاولات الهجومية الرائعة، غير أن تألقه له تأثير كبير على اللعب الجماعي للمنتخب «البرتقالي». ويقول مدرب الطواحين لويس فان جال في هذا الصدد: «خلال فترة الوقت المستقطع في الشوط الثاني من المباراة أمام المكسيك في الدور ثمن النهائي «كان المنتخب الهولندي متخلفا صفر-1 وقتها»، كان روبن من أخذ المبادرة، وتحدث إلى اللاعبين لرفع معنوياتهم». أما لاعب الوسط جورجينيو فيينالدوم، فشدد على أن «أريين قائد، وهو قائد حقيقي للرجال»، وأضاف لاعب وسط أيندهوفن: «إنه أحد اللاعبين الذين يسهلون المهمة على اللاعبين الآخرين في أرضية الملعب، كما أنه قائد خارج الملعب يحرص دائماً على أن نكون متيقظين ومركزين على تحقيق الهدف المنشود». وأردف فيينالدوم قائلاً: «لا يتوقف روبن وفي مناسبات عدة، عن تذكير اللاعبين الشباب بخيبة أمل كأس أوروبا 2008 عندما سحقت هولندا منتخبات فرنسا وإيطاليا ورومانيا في الدور الأول قبل أن تودع في الدور التالي»، وتابع «أريين يمنعنا من التخاذل، ويطالبنا دائما بالجدية في التدريبات». لا مجال للشك بأن جميع الهولنديين يعتبرون جناح بايرن ميونيخ الألماني «أفضل لاعب في المونديال»، خاصة بعد توقف مشوار كولومبيا ونجمها وهداف المونديال حتى الآن خاميس رودريجيز (6 أهداف)، وإصابة النجم البرازيلي نيمار وغيابه عما تبقى من مباريات في العرس العالمي. وبالنسبة الى عشاق الكرة المستديرية في هولندا، فإن اللقب الفخري لأفضل لاعب في البطولة انحصر بين روبن وميسي، وسيخوض اللاعبان مواجهة ثنائية اليوم في الدور نصف النهائي للنسخة العشرين في ساو باولو، والأكيد أن النجم الذي سيقوده بلاده الى المباراة النهائية سيكون على الأرجح اللاعب الأفضل في العرس العالمي. (ريو دي جانيرو - أ ف ب)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©