الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«التانجو» يعثر على نفسه مع «الماجيك سابيلا»

«التانجو» يعثر على نفسه مع «الماجيك سابيلا»
9 يوليو 2014 04:41
ربما لا يكون أليخاندرو سابيلا مدخن سيجار، ويضع الأقراط في أدنيه على غرار الأسطورة دييجو مارادونا الذي درب الأرجنتين في مونديال 2010، لكن بوصوله إلى نصف نهائي كأس العالم 2014، نجح حيث فشل الآخرون في السنوات الـ24 الأخيرة. أبرز ما قام به سابيلا مع الأرجنتين، هو تعزيز موقع الموهبة ليونيل ميسي، فقبل وصوله في 2011، طرح أبناء البلد السؤال الشهير: كيف يتألق ميسي إلى هذا الحد الخرافي مع برشلونة الإسباني، ولا يسحب براعته الى منتخب بلاده؟. في التصفيات الأميركية الجنوبية سجل «البعوضة» 10 أهداف في 14 مباراة، وأعاد عقارب الساعة الأرجنتينية إلى مكانها الصحيح على الخريطة العالمية. صحيح أن سلفه مارادونا أعطى الكثير من الصلاحيات لميسي في مونديال 2010 عندما كان في الثالثة والعشرين من عمره، فشارك في معظم الأهداف، لكن لم يهز الشباك كما النسخة الحالية، حيث سجل أربع مرات، في ثلاث مباريات، ومنح تمريرة حاسمة لأنخل دي ماريا سجل فيها هدف الفوز على سويسرا في الدور الثاني. عندما تسلم سابيلا المنتخب خلفا لسيرخيو باتيستا، كانت المجموعة تملك طاقة رهيبة، لكن ميسي بدا ضائعاً داخلها، شع نجم ميسي مجدداً مع سابيلا فمرر، وسجل بعدما وضع المدرب الجديد كل التكتيك في خدمته، يقول سابيلا عن ميسي: «هو قائد الفريق والكل خلفه، هو حامل رايتنا ونقطة ثقلنا». وأضاف بعد الفوز الأخير على بلجيكا: «كل تحركاته ذكية، ويضع الفريق المنافس تحت الضغط كل ما سار بالكرة أو تحرك، ليست الأهداف وحدها التي تهمني، فهو لا يخسر الكرة أبداً، ويصنع المساحات، هذا اللاعب مثل الماء في الصحراء، يجد الحلول عندما تعتقد أنها قد نفذت». ارتبط اسم سابيلا في الأرجنتين باستوديانتيس دي لابلاتا، أحد أندية الصف الثاني، ويتهمه البعض بتفضيل لاعبين من فريقه القديم على غرار الظهير الأيسر ماركوس روخو وفيديريكو فرنانديز. يملك شخصية قوية، ولم يساوم في موضوع إقصاء كارلوس تيفيز برغم تألقه الكبير مع يوفنتوس الإيطالي الموسم الماضي، فلم يكترث لحملة إعادة الأباتشي إلى منتخب التانجو. عندما رست بورصة أسماء المدربين على سابيلا، بعد خيبة باتيستا في كوبا أميركا 2011، تخلى عن تدريب الجزيرة الإماراتي، لكن لم يقتنع كثيرون بأنه الرجل المناسب لهذا المنصب، وقال سيزار مينوتي مدرب المنتخب الفائز بلقب 1978: «لا أعرف لماذا تم اختياره، لا أعرف ما هو مشروعه»، بعدها بثلاث سنوات، بدا أن تعيين سابيلا كان ضربة بالغة الذكاء من مسؤولي الاتحاد الأرجنتيني. تحت إشراف «أل ماغو» (الساحر)، وهو لقبه عندما كان لاعبا، تطورت الأرجنتين إلى فريق رائع فرض ثقله مجدداً على الساحة، جاءت النتائج بسرعة فألهب ميسي حماسة الجماهير بعدما وضعه سابيلا (59 عاما) وراء سيرخيو أجويرو، وجونزالو هيجواين، فقاد الأرجنتين لأول مرة في تاريخها الى تحقيق 5 انتصارات متتالية في مونديال واحد، ولو بفارق هدف بسيط في كل مباراة. استهل لاعب الوسط السابق مسيرته مع ريفر بلات بين 1974 و1978 فطار بعدها إلى شيفيلد يونايتد الإنجليزي، وآنذاك فضله هاري هاسلام مدرب شيفيلد على دييجو مارادونا بسبب ارتفاع ثمن الأخير. لم ينجح كثيراً بعدها في ليدز يونايتد فعاد إلى بلاده ليبقى خمس سنوات مع استوديانتيس، انتهت مسيرته، بعد فترة قصيرة مع ايرابواتو المكسيكي في 1989 فانتقل إلى التدريب. عمل مساعدا لدانيال باساريلا لسنوات عديدة، وكان ضمن الجهاز الفني لمونديال 1998 ثم التحق بباساريلا، عندما أشرف الأخير على بارما، الأوروجواي، مونتيري المكسيكي وكورنثيانز البرازيلي. أصبح مدرباً حقيقياً في 2009 مع استوديانتيس، فقاده إلى كأس ليبرتادوريس ولقب الدوري الختامي في 2010 فأصبح آنذاك مرشحاً قوياً لتولي مهام المنتخب الأول. يقول سابيلا الذي حصل على رشة مياه طريفة من مهاجمه ايزيكييل لافيتزي في المونديال الحالي سامحه عليها: «أنزعج من أمرين: أن يصل الفريق الخصم بسهولة أمام دفاعنا، وألا نتمتع بقوة التسديد، الأصعب أن نحصل على لاعبين قادرين على صناعة الفرق في الأمتار الثلاثين الأخيرة، نحن نملكهم ،ويجب وجود التوازن بينهم». يضيف أحد اتباع كارلوس بيلاردو، المدرب الذي قاد الأرجنتين إلى لقب 1986: «أنا شخص متوازن وأحب الفرق المتوازنة». فاز خارج أرضه على البرازيل 4-3 في جولة الولايات المتحدة، وألمانيا 3-1 في فرانكفورت، وإيطاليا 2-1 في روما، وتبقى مواجهته المقبلة مع هولندا على أراضي البرازيلية ليكمل نشوته أمام المنتخبات الكبيرة. (ريو دي جانيرو - أ ف ب) هدفه نسف خطط «المعلم السابق» ديميكيليس.. «سنوات الظلام»! كان مارتن ديميكيليس خارج حسابات الأرجنتين في مونديال البرازيل 2014 حتى قرر المدرب أليخاندرو سابيلا الاحتكام الى خبرة في مباراة الدور ربع النهائي ضد بلجيكا 1- صفر، وها هو الآن يستعد لتعكير خطط «معلمه» السابق في بايرن ميونيخ الألماني لويس فان جال. غاب مدافع مانشستر سيتي «33 عاماً» عن جميع المباريات الأولى لمنتخب بلاده في النهائيات البرازيلية، بعدما فضل عليه سابيلا مدافع نابولي الإيطالي فيديريكو فرنانديز في قلب دفاع «لا البيسيليستي» إلى جانب إيزيكييل جاراي، لكن المدرب المحنك علم أنه بحاجة إلى خبرته ضد شباب بلجيكا الرائعين، ولم يخب ظنه بتاتاً لان مدافع بايرن السابق عرف كيف يتعامل مع المباراة ومنع «الشياطين الحمر» من الوصول الى الشباك. وفي الوقت الذي يتساءل فيه الجميع عن قدرة ليونيل ميسي على حمل عبء المنتخب الأرجنتيني بأكمله وقيادته للفوز باللقب للمرة الأولى منذ 1986 وعلى الأقل الوصول الى النهائي للمرة الأولى منذ 1990، فسيكون ديميكيليس ورفاقه في خط الدفاع أمام مهمة شاقة جداً في مواجهة الهجوم الهولندي «الكاسح» بقيادة الثلاثي أريين روبن وروبن فان بيرسي وويسلي شنايدر. ويعلم ديميكيليس تماما الخطر الذي يشكله أريين روبن، فهو الذي لعب إلى جانبه في بايرن ميونيخ عامي 2009 و2010 قبل انتقال المدافع الأرجنتيني إلى ملقة الإسباني، كما أنه يعرف تماماً مدرب هولندا فان جال إذ وصله معه إلى نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2010 حين كان الأخير مدربا للنادي «البافاري». «انه مدرب رائع»، هذا ما قاله ديميكيليس عن فان جال، مضيفاً «أنه شخص مقتنع تماماً بأساليبه»، وبالتالي يعرف المدافع الأرجنتيني ما هو بصدد مواجهته في مباراة ساو باولو اليوم. ومن المؤكد أن ديميكيليس الذي تألق في موسمه الأول في الدوري الإنجليزي وأسهم بقيادة مانشستر سيتي إلى لقب الدوري، سيحاول الاستفادة من الفرصة المتاحة أمامه بأفضل طريقة ممكنة، خصوصاً أنه كان في «العتمة» الدولية لحوالي ثلاثة أعوام. «الأمر يعني لي الكثير في كل نواحيه»، هذا ما قاله المدافع الأرجنتيني بخصوص عودته إلى الأضواء مجدداً، مضيفاً بعد المباراة أمام بلجيكا التي كانت الأولى له مع المنتخب منذ نوفمبر 2011: «إنها مكافأة لكل من ساعدني». وبعد ان كان من اللاعبين الأساسيين في تشكيلة المدرب السابق دييجو مارادونا التي تلقت هزيمة نكراء على يد الألمان (صفر-4) في الدور ربع النهائي من مونديال 2010، اعتقد ديميكيليس أن مسيرته الدولية قد انتهت خصوصاً بعد خطأ فادح ارتكبه أمام بوليفيا (1-1) في نوفمبر 2011 وأجبر بلاده على الاكتفاء بنقطة في مشوار التصفيات المؤهلة للبرازيل 2014. وكانت الأرجنتين استهلت هذه التصفيات بشكل ضعيف نسبياً بوجود ديميكيليس في التشكيلة، فبعد فوزها الكبير على تشيلي (4-1) سقطت أمام فنزويلا (صفر-1) ثم ارتكب ديميكيليس خطأه أمام بوليفيا ما سمح لمارسيلو مارتينز في وضع الضيوف بالمقدمة، ما أثار سخط الجمهور حتى بعد عادل إيزيكييل لافيتزي النتيجة. «كانت ضربة قاسية جداً»، هذا ما قاله ديميكيليس عما حصل في بوينس آيريس في 11 نوفمبر 2011، مضيفاً «لم يحصل لي أي شيء مماثل طيلة مسيرتي الكروية». وواصل في حديث لمجلة «ال جرافيكو» الأرجنتينية بعد أشهر من الحادثة: «أن اختبر ردة الفعل هذه من الجمهور، من اللحظة التي ارتكبت فيها الخطأ «الدقيقة 55» حتى نهاية المباراة، فتلك كانت الدقائق الأطول، الأكثر حزناً والأكثر صعوبة التي اختبرتها على أرضية الملعب». لكنه اعترف في المقابلة ذاتها أنه ما زال يأمل بالعودة في يوم من الأيام، مضيفاً «ليس هناك اي شيء يجعل اللاعب الأرجنتيني يشعر بالفخر أكثر من ارتداء قميص المنتخب الوطني». وحصلت المفاجأة التي لم يكن احد يتوقعها ولا حتى ديميكيليس نفسه عندما قرر سابيلا استدعائه الى التشكيلة الأولية لمونديال البرازيل 2014 بعد أن قدم أداءً متميزاً مع مانشستر سيتي بقيادة مدربه السابق في ريفر بلات وملقة التشيلي مانويل بيليجريني. وبقي اسم ديميكيليس في تشكيلة «لا البيسيليستي»، بعدما قلصها سابيلا إلى 23 لاعباً، وها هو أمام فرصة قيادة بلاده إلى إنجاز طال انتظاره بعدما أسهم أيضاً في وصولها إلى دور الأربعة للمرة الأولى منذ 1990. (ساو باولو - أ ف ب) كسر صيامه بعد غياب أكثر من 500 دقيقة هيجواين.. الخروج من «القمقم»! استيقظ مهاجم نابولي الإيطالي جونزالو هيجواين في الوقت المناسب وقاد منتخب بلاده الأرجنتين الى الدور نصف النهائي بعدما فك صيامه عن التهديف، وسجل هدف الفوز في مرمى بلجيكا (1-صفر) في ربع نهائي مونديال 2014 لكرة القدم، انتظر هيجواين المباراة الخامسة للتألق، وافتتاح رصيده التهديفي في العرس العالمي ويؤكد في النهاية أن منتخب «لا البيسيليستي» لا يتوقف على نجمه الأوحد ليونيل ميسي. «ميسي، مثل الماء في الصحراء، يجد الحلول عندما نعتقد بانها ليست موجودة» هذا ما قاله مدرب الأرجنتين أليخاندرو سابيلا عقب التأهل الى الدور نصف النهائي، مجاملة لطيفة، ولكن استحضار الصحراء يؤكد إلى أي درجة كانت نتائج المنتخب الأرجنتيني منذ بداية المونديال تتوقف على نجم برشلونة الإسباني ميسي. إصابة أنخل دي ماريا في نصف الساعة الأولى من المباراة كانت ستبخر حلم المنتخب الأرجنتيني في تخطي عقبة دور ربع النهائي للمرة الثالثة على التوالي كون مهاجم ريال مدريد الإسباني كان الوحيد الذي يجاري إيقاع المايسترو ميسي منذ بداية المباراة، لكن المباراة الرائعة التي قدمها هيجواين طمأنت جميع الجماهير الأرجنتينية على قدرة رجالها في الذهاب بعيداً في المونديال الذي تستضيفه الجارة البرازيل. سجل مهاجم نابولي هدف الفوز مبكراً وتحديداً في الدقيقة الثامنة بطريقة رائعة، ودون أن يحكم السيطرة على كرة كان دي ماريا يرغب في تمريرها إلى بابلو زاباليتا المتوغل داخل المنطقة غير أنها ارتطمت بقدم المدافع يان فيرتونجن فسددها مهاجم النادي الملكي سابقا على الطائر وبيسراه في الزاوية اليمنى البعيدة للحارس تيبو كورتوا. فك هيجواين صياماً عن التهديف دام أكثر من 500 دقيقة، فافتتح رصيده التهديفي في مونديال البرازيل، ورفع رصيده إلى 5 أهداف في تاريخ مشاركته في النهائيات متساوياً مع ميسي بالذات، والـ21 في مسيرته الدولية. وقال هيجواين عقب المباراة: «كنت أعمل، كنت أقوم بواجبي في التدريبات وأنتظر هذا الهدف، هذا الهدف كان سيأتي لا محالة. شعرت بأنني في حالة جيدة اليوم». وأضاف هيجواين صاحب 4 أهداف في نسخة 2010 في جنوب أفريقيا بينها ثلاثية في مرمى كوريا الجنوبية جعلته ثالث لاعب أرجنتيني ينجح في تسجيل هاتريك في العرس العالمي بعد جييرمو ستابيلي 1930 وجابريال باتيستوتا 1998: «كانت لدي الثقة في قدراتي، والمدرب الجهاز الفني كانوا يساندونني، وهذا ما يهم بالنسبة لي، جميع المهاجمين يريدون التسجيل، وهذا واجبنا. ولكنني أفكر من الآن في الدور نصف النهائي، لا تزال أمامنا مباراتان لدخول التاريخ». وبرر سابيلا البداية المتعثرة لهيجواين في المونديال الحالي بالإصابة التي تعرض لها منذ أبريل الماضي والتي أربكت موسمه. وقال سابيلا: «كانت نهاية موسمه حساسة مع نابولي، غاب عن جزء من التحضيرات وبعض التدريبات، كنت أنتظر منه الشيء الكثير، ركض كثيراً، وساعد زملاءه كثيرا وسجل هدفاً بالغ الأهمية، هذا ما ننتظره من الهدافين». تحرر هيجواين بعد تسجيله للهدف وقدم مباراة شبه مثالية حيث بذل جهوداً كبيرة هجومياً ودفاعياً أيضاً لأنه لم يتوقف أبداً عن مضايقة مدافعي ولاعبي خط وسط المنتخب البلجيكي. وفضلاً عن ذلك، كان هيجواين قاب قوسين أو أدنى من إضافة الهدف الثاني في الدقيقة 55 من هجمة منسقة تلاعب من خلالها بالقائد فنسان كومباني بحركة فنية رائعة مرر من خلالها الكرة بين قدميه قبل أن يسددها قوية بيمناه ارتطمت بعارضة مرمى تيبو كورتوا الى خارج الملعب. كان هيجواين عند حسن ظن الجماهير الأرجنتينية التي لم تبخل عليه بالتشجيع وهتفت منذ البداية «بيبا ! بيبا !» لتحية جهوده وعروضه التي تحسنت كثيراً مقارنة مع المباريات الأربع الأولى. ويعرف الجمهور الأرجنتيني أيضاً أنه مثلما كان بإمكان دييجو أرماندو مارادونا الاعتماد في مونديال 1986 على خورخي فالدانو «4 أهداف»، فان ميسي لن يشعر بأنه وحيد في صفوف «لا البيسيليستي» الحالي بوجود هيجواين الذي استعاد شهيته التهديفية وعروضه الجيدة. صحوة هيجواين هي أيضاً نبأ عظيم بالنسبة إلى سابيلا، الذي سيفتقد خدمات دي ماريا في المباراة أمام هولندا في دور الأربعة اليوم بسبب الإصابة. لكن يبدو أن المدرب الأرجنتيني وجد ضالته في خليفة لسد الفراغ، والأمر ذاته بالنسبة إلى قطب الدفاع مارتن ديميكيليس الذي بدا أكثر ثباتاً ورزانة من فيديريكو فرنانديز، ولاعب الوسط بيجليا الذي أشركه مكان فرناندو جاجو فتألق في المهام الدفاعية والربط بين الدفاع والهجوم، وحارس مرمى متألق في شخص روميرو. كلها عوامل تؤكد بان الأرجنتين موجودة في العرس العالمي من أجل الفوز وليس الإمتاع، وبالتالي فهي تؤمن في قدراتها على تحقيق الهدف الأسمى وهو اللقب. (برازيليا - أ ف ب)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©