الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مارادونا: الفوز «هولندي» إذا لم تتغير طريقة لعب الأرجنتين!

مارادونا: الفوز «هولندي» إذا لم تتغير طريقة لعب الأرجنتين!
9 يوليو 2014 01:23
علي معالي (دبي) تحمل المواجهة التي تجمع بين منتخبي الأرجنتين، وهولندا مساء اليوم في نصف نهائي المونديال الكثير من المعاني لدى «أسطورة» الكرة الأرجنتينية دييجو أرماندو مارادونا، المحلل الفني لـ «الاتحاد»، حيث وضع مارادونا أكثر من «سيناريو» لكي ينجح منتخب بلاده في تخطي عقبة «الطاحونة» الهولندية، وذلك من خلال تصريحات خاصة أدلى بها أثناء زيارته السريعة إلى دبي أمس الأول لإنهاء بعض الأمور الخاصة، قبل أن يعود مجدداً إلى البرازيل لمتابعة المونديال وتحليل المباريات من هناك للتليفزيون الفنزويلي، وجريدة «الاتحاد» من على أرض الواقع. في البداية يؤكد مارادونا على صعوبة المباراة على المنتخب الأرجنتيني، في ظل المستوى المتميز للمنتخب الهولندي مقارنه بما يقدمه الأرجنتين في البطولة الحالية من أداء ضعيف نسبياً لا يرقى إلى تحقيق طموح كبير يبحث عنه الأرجنتينيون، وهو العودة بحمل الكأس إلى بيونس أيرس، كما أنه يدق أجراس الخطر في أذني المدرب الأرجنتيني سابيلا بضرورة تغيير اللاعبين في أرض الملعب والاستفادة من بعض العناصر والضغط القوي والمناسب على المنتخب الهولندي. يقول مارادونا: «إذا استمر أداء منتخب «التانجو» كما شاهدته في المباريات السابقة، فإنه من الصعب عليه تخطي منتخب هولندا، والذي يختلف كثيراً عن كل المنتخبات السابقة، حيث يمتلك المنافس البرتقالي عدة مفاتيح قوية قادرة على الاختراق والسيطرة والتسديد والمهارات العالية، إضافة إلى قوة التركيز العالية في الهجمات المرتدة السريعة لدى الهولنديين، ونجحوا فيها في كثير من المباريات السابقة، في الوقت الذي يعاني فيه المنتخب الأرجنتيني من مشكلات متنوعة في خط الدفاع». وتحدث مارادونا عن دفاعات الأرجنتيني، وقال ساخراً: «إنه خط خلفي يحتاج إلى ساحر لعلاج ما به من عيوب وثغرات، حيث لا تمتلك الأرجنتين في الوقت الراهن خط الدفاع الصلب أو القوي، الذي يستطيع التصدي للهجمات الخاطفة من عناصر متنوعة في البيت الهولندي، ومنهم روبن وفان بيرسي وشنايدر، ولابد من أن يضع سابيلا العناصر القوية من لاعبي خط الدفاع التي تنجح في رقابة أخطر لاعبي هولندا خاصة روبن وفان بيرسي، ولابد من الحد الكامل من خطورتهما في أرض الملعب». أضاف مارادونا: «لابد على منتخب بلادي أن يغير من طريقة اللعب الأخيرة، التي لعب بها أمام بلجيكا، حيث إن الوضع يختلف اليوم، فالمنتخب البلجيكي لم يقدم العرض المنتظر منه هجومياً، وسمح للتانجو بأن تكون ضربة البداية من صالحه، ولكن أمام هولندا اليوم سيكون الوضع مختلفاً تماماً، نظراً لوجود عناصر هولندية قادرة على صناعة الفارق والاختلاف في نفس الوقت». ورداً على التصريحات التي أدلى بها لاعب الأرجنتين ماسكيرانو عندما قال إن منتخب هولندا متعطش للبطولة يقول مارادونا: «إذا كانت هولندا متعطشة للكأس، فنحن في الأرجنتين أكثر عطشاً من هولندا، لأننا لا نمتلك في خزائننا الكثير من هذه الألقاب، وعلى لاعبي الأرجنتين أن يستفيقوا، ويبحثوا عن الكأس التي غابت عن الأرجنتين لسنوات عديدة، وأن البحث لابد أن يكون بمنتهى القوة أمام هولندا». وقال: «لابد أن تستعيد الكرة الأرجنتينية مجدها من جديد مهما كانت قوة المنافس ونحن نحترمها، ونحترم حقها كذلك في أن تجد لنفسها المكانة اللائقة، وعلى الرغم من تعاطف البعض مع هولندا، كونها تأهلت أكثر من مرة للنهائي، لكنني أقول للاعبي الأرجنتين، يجب أن تشعروا بالفعل بأن الجماهير والكرة الأرجنتينية أكثر عطشاً لكي ترتوي بهذا اللقب المونديالي الجميل». تأثير دي ماريا وعن غياب دي ماريا يقول: «بالفعل سوف يفتقد منتخب «التانجو» عنصراً مهماً للغاية، وهو الذي يشكل ثنائياً متفاهماً مع ليونيل ميسي، ولكن الإصابة التي لحقت باللاعب ستجعل الأمور صعبة عليه للحاق بالمباراة». وأضاف: «بحسب معلوماتي مصاب بتمزق في الفخذ، في أثناء مباراة فريقه ضد بلجيكا، في ربع النهائي، وبالتالي فإن مدرب المنتخب الأرجنتيني مطالب باختيار العنصر المناسب وهو الأدرى بالعنصر الملائم في ظل مرافقة المدرب للاعبيه ومعرفته بكل ما يدور داخل بيت الفريق حالياً، وربما تكون لعودة أجويرو فرصة جيدة لكي يستعيد الهجوم الأرجنتيني قوته وفعاليته، ولكن في كل الأحوال فإن تعويض «دي ماريا» أمر صعب للدور الهجومي المتميز، الذي يقوم به في فتح الثغرات في دفاعات المنافس، وهو لاعب كان مطلوباً بنسسبة مئة في المئة في مباراة بحجم لقاء هولندا». وتابع مارادونا: «لابد أن يمنح سابيلا الفرصة لماكس رودريجيز لكي يكون له دور في لقاء اليوم، وأن يهتم كثيراً باللعب من طرفي الملعب لإحداث الخلل المناسب في دفاعات هولندا، التي تعتبر متماسكة وقوية، وأن يكون هناك تفاهم مناسب بين ميسي، ومن سيلعب في قلب الهجوم، ويعيب الهجوم الأرجنتيني البطء في الحركة وعدم الاستفادة كثيراً مما يصنعه ميسي من كرات ذكية، ولابد أن يفطن سابيلا إلى نقطة مهمة للغاية، وهي ضرورة ابتعاد روبن عن منطقة الـ18 ومعه فان بيرسي لأنهما في غاية الخطورة داخل المنطقة، وأن يتجنب الضربات الحرة التي يستفيد منها سنايدر من خارج منطقة الـ18 والقريبة من مصادر التحديد الأرجنتينية». أضاف: «كرة القدم لا يمكن التحدث فيها بالعواطف، ولكن يجب أن نكون واقعيين، وهذا يدفعني إلى الاعتراف بأنه إذا لم يتم تصحيح الأخطاء الموجودة في منتخب الأرجنتين، فإن الانتصار والتأهل للنهائي سيكون من نصيب هولندا». وعن ضعف الهجوم الأرجنتيني يقول مارادونا: «لا توجد التحركات الجيدة والسريعة من الهجوم الأرجنتيني، وتحركات هيجواين بطيئة مقارنة بالدور الكبير الذي يجب أن يقوم به، وبالتالي فإنه في مثل هذه الحالة، يتطلب أن يتواجد في خط الوسط لاعب يتحرك كثيراً للأمام أفضل مما هو عليه الآن، وأعتقد أن الدفع بماكس رودريجيز سيجعل الجبهة اليمنى أكثر نشاطاً، ولابد من الأداء الجماعي في جميع الخطوط إذا أرادت الأرجنتين الوجود في النهائي الحلم الذي ننتظره جميعاً». تابع مارادونا بقوله: «سمعت أن مدرب هولندا لويس فان جال يقول إن روبن أفضل من ميسي، وبالتالي فأنا أطالب المدرب الهولندي بأن يصحو من نومه لأن ميسي يمتلك موهبة كبيرة مع كل الاحترام في نفس الوقت لروبن». ووجه مارادونا انتقاداً لاذعا إلى فان جال مدرب هولندا عن تغييره لحارس مرماه الأساسي، وأشرك البديل في الدقيقة الأخيرة ضد كوستاريكا قائلاً : «سوف تهتز ثقة الحارس الأساسي في نفسه بكل تأكيد، وهو ما سيظهر عليه في مباراة اليوم، حيث إن ما قام به المدرب بسحب كيلسين وإشراك كرول في الدقيقة الأخيرة من المباراة به نوع من الإهانة وعدم الاحترام للحارس الأساسي، ولو كنت مكان المدرب ما فعلت ذلك مطلقاً، لأن ذلك يعتبر تقليلاً من شأن الحارس الأساسي». بعد 16 عاماً من اللقاء الشهير هدف بيركامب «الأسطوري» يجدد ذكريات مواجهة «الطواحين» و«التانجو» لم يكن الهدف «الأسطوري» الذي سجله دينيس بيركامب لمنتخب بلاده ضد الأرجنتين في الدور ربع النهائي من مونديال فرنسا 1998 مثالًا على مهارة اللاعب وحسب، بل يجسد روح الكرة الهولندية بأكملها، ولذلك كان لابد أن يتذكره الجميع قبل الموقعة المرتقبة بين هولندا والأرجنتين في ساو باولو في نصف النهائي الليلة يعود هذا الهدف، الذي سجله صانع ألعاب أرسنال الإنجليزي سابقاً إلى الأذهان ليذكر بخصائص الكرة الهولندية التي ترتكز على الفنيات وسرعة استغلال المساحات. كانت النتيجة 1-1 في تلك المباراة التي أقيمت تحت الشمس الحارقة لمدينة مرسيليا المتوسطية، وذلك بعدما افتتح باتريك كلويفرت التسجيل لهولندا في الدقيقة 12 قبل أن يعادل كلاوديو لوبيز التسجيل للأرجنتين في الدقيقة 18. وأخذت بعدها هذه المباراة منحى لم يكن في الحسبان إذ رفع الحكم المكسيكي بريزيو كارتر البطاقة الحمراء في وجه الهولندي أرتو نومان في الدقيقة 76 بعد خطأ قاس على دييجو سيميوني، واعتقد الجميع أن الأرجنتين ستستفيد من التفوق العددي لخطف هدف التأهل في ربع الساعة الأخير، لكن سرعان ما لقيت المصير ذاته عندما رفع الحكم البطاقة الحمراء في وجه نجمها أرييل أورتيجا في الدقيقة 87 بسبب نطحه الحارس أديون فان در سار، الذي تقدم نحو للاعتراض على محاولته انتزاع ركلة جزاء غير صحيحة. وكانت جميع المؤشرات تشير إلى أن الفريقين سيحتكمان إلى شوطين إضافيين قبل أن يرفع القائد فرانك دي بوير كرة طولية متقنة من منتصف الملعب الهولندي إلى الجهة اليمنى من حدود المنطقة الأرجنتينية حيث بيركامب، الذي روضها بطريقة رائعة ثم تخطى روبرتو أيالا قبل أن يودعها شباك الحارس كارلوس روا بطريقة فنية رائعة بالجهة الخارجية لقدمه اليمنى إلى الزاوية اليمنى العليا. «يجب أن تحافظ على جمودك بقدر الإمكان، وكأنك واقف في مكانك، لكن يجب أن يكون ذلك وأنت في الهواء ثم تسيطر على الكرة»، هذا ما شرحه بيركامب الذي كان حينها في التاسعة والعشرين من عمره، في وصفه للطريقة التي سيطر بها على الكرة. وتابع: «لم أدرك العلو الذي وصلت إليه في الهواء، لكن كما تعلمون، أنت تريد الكرة في هذا الموقع بالذات، ليس هناك (إلي اليسار أو اليمين) بل هنا، عليك بالتالي أن تقفز عاليا لملاقاتها». وعندما حاول روبرتو أيالا أن يقطع الطريق قبل النجم الهولندي بعد سيطرته المثالية على الكرة، قام الأخير بمراوغته بحركة واحدة من الجهة اليمنى نحو المرمى قبل أن يسددها بالجهة الخارجية لقدمه اليمنى إلى الزاوية العليا البعيدة عن الحارس كارلو روا، وكانت النتيجة، ثلاث لمسات وهدف لا ينسى، للاعب الذي دافع عن ألوان أياكس (1986-1993) وإنتر ميلان الإيطالي (1993-1995) قبل أن يختتم مشواره الكروي مع أرسنال (1995-2006). وتابع النجم الهولندي البالغ من العمر 45 عاماً: «هذا هو الشعور، بعد اللمستين الأوليين، تأتي تلك اللحظة، تقدم كل شيء تماماً، تشعر وكأن حياتك بأكملها قادتك إلى تلك اللحظة التي تحققت في الدقيقة 90 من المباراة، وجعلت الجمهور الهولندي ينفجر فرحاً من خلف المرمى الأرجنتيني وبيركامب واضعاً يديه على وجه، وكأنه غير مصدق لما حدث. يرى بيركامب الذي دافع عن ألوان المنتخب الوطني في 79 مباراة من 1990 حتى 2000 وسجل له 37 هدفاً، وشارك معه في كأس العالم 1994 (وصل إلى ربع النهائي) و1998 (حل رابعاً) إضافة إلى كأس أوروبا 1996 (وصل إلى ربع النهائي)، أن أحداً لا يلعب مباراة مثالية، لكن تلك اللحظة بحد ذاتها كانت مثالية». صحيح أن هذا الهدف ما زال عالقا بالأذهان، لكن مشاركة بلاده في تلك النسخة أصبحت طي النسيان بعد أن انتهى مشوارها في المباراة التالية إذ ودعت من نصف النهائي على يد البرازيل بركلات الترجيح. ويأمل الهولنديون ألا يتكرر السيناريو في النسخة الحالية التي شهدت هدفا آخر من طراز «الروائع» لمنتخب «الطواحين»، وكان بطله روبن فان بيرسي الذي أدرك التعادل لبلاده أمام إسبانيا حاملة اللقب في المباراة الأولى بكرة رأسية رائعة من حدود منطقة الجزاء إثر كرة طويلة أيضاً من الواعد دالي بليند في مباراة حسمها رجال المدرب لويس فان جال 5-1. (ساو باولو - أ ف ب)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©