الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الولد لأبيه

31 يناير 2010 21:02
كثيراً ما يثار التساؤل حول تضارب مشاعرنا تجاه أطفالنا، والحقيقة تشير إلى عدم وجود ميزان نستطيع أن نقيس به مشاعر البهجة أو الغضب أمام صفات الأبناء، وهل هذه المشاعر متساوية أم لا..؟ إنه نوع من التبسيط المضلل. فلو حاولنا أن نزن مشاعرنا تجاه صفات الأبناء التي تفرحنا، والتي تختلف من ابن لآخر، فإننا سنجد أن كل طفل عبارة عن مجموعة مركبة ومعقدة من الصفات. إن مشاعرنا لا تظل ثابتة بشكل دائم نحو أي إنسان، وإذا أردنا المزيد من الصراحة فإن معظمنا يشعر بالضيق من تصرف شخص في لحظة ما، في حين أن نفس هذا التصرف لا يشعره بالضيق في وقت آخر. فقد نلتقي بأناس جدابين، وفي أيام أخرى لا يبدون لنا كذلك. فالمسألة إذن تتوقف على الحالة المزاجية لكل منا، ولا يمكن أن نفسر هذا التغيير الكامل في معاملة هذا النوع من الآباء لأبنائهم إلا أن الابن نفسه تغير تغيراً كاملاً أو طفيفاً في سلوكه الذي كان يلوم عليه والداه، لكن عادة ما ننسى أن التغيير الكامل حدث أصلاً للوالدين. إنها مسألة ذاتية جداً، وقابلة للتغيير والتبديل، من فترة إلى أخرى. ولنسأل أنفسنا: ما هي جذور أحاسيسنا السلبية والإيجابية؟ لماذا نكره بعض صفات الابن ونحب بعض الصفات الأخرى؟ نحن نتمنى أن نجد في أطفالنا الصفات التي أراد لنا آباؤنا أن نكتسبها، والتي نجحنا في أن نتعلمها وأصبحنا نعتز بها. وكل أسرة تصب كل اهتمامها على خصال محددة تجعلها أهدافاً يجب أن يصل إليها الأبناء. وبالإضافة إلى ذلك، فإن كل فرد في مراحل نموه يختار مُثله العليا الخاصة به على أساس الأفكار والصفات التي يعجب بها في أفراد أسرته الذين يحبهم. فإذا تجلت هذه الأفكار والصفات في أبنائه، فذلك يصبح مصدراً لسعادته تماماً. والعكس صحيح، فإن كل أسرة تستنكر بعض الصفات في أبنائها وتراها غير مرغوبة فيها، وتعتبرها ضد المثل العليا، وينتقل هذا الاستنكار من جيل إلى آخر. إذن لماذا يتعجب الآباء من اختلاف مشاعرهم تجاه الصفات التي تظهر في أبنائهم، ثم هناك مسألة أخرى، هي أن الابن أحياناً في مظهره أو سلوكه يذكرنا ببعض أفراد أسرتنا، فإذا كنا نحب هؤلاء الأفراد نقلنا إعجابنا إلى الطفل وإذا كنا لا نحبهم استنكرنا أي خطأ من الطفل وعرضناه للنقد. تلك هي سنة الحياة التي اعتمد عليها المجتمع ليجعلنا نحن الآباء نعجب بالخصال الجميلة ونحاول أن نجنب أبناءنا الصفات الرديئة. المحرر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©