الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

راية وغاية

29 يناير 2017 23:19
كم هو جميل ذلك الشعور المتبادل بينك وبين كرسيك، ولكن الأجمل أن تخلد تلك الأفعال شاهدة للعيان، فالحب ليس بالقول وإنما بالفعل والإخلاص والتميز، النجاح موجود، ولكن الإبداع الذي لا بد أن نفتش عنه، لا يأتي من فراغ، وإنما يأتي من عزم وإرادة ومثابرة. فلا يهم حجم الكرسي الذي تجلس عليه، ولكن فكِّر بتلك الخدمة التي تقدمها لمجتمعك ووطنك، فكلنا منظومة واحدة، وكلنا نبني الوطن بسواعد صادقة ومخلصة. نجد اليوم من يطالب بالحقوق ويردد كلمة «أريد» و«أرغب» وغيرها من الكلمات والدور الحقيقي الذي يقوم به، متجاهلاً قيمة ذلك المقعد الذي لطالما جلس عليه أعواماً، ربما تكون تلك الأعوام مجرد رقم في عداد النسيان دون ترك بصمة إيجابية له ولوطنه. العمل مهما كان حجمه ومردوده عظيماً. انظر إلى العطاء، انظر إلى كل ما هو جميل بكل حب. اطمح إلى التغيير والتميز وكن مخلصاً وكن مثالاً فريداً للجميع، فلن يتذكرك مَن يأتي بعدك، ولكن سيتذكرون بصمتك التي خلَّدتها لمؤسستك ولوطنك. بين واقع كرسيّ وموظف متذمر، كثيراً ما نرى تلك المواقف ونسمع تلك الكلمات، ولكن لا نفكر كيف نستمتع في العمل وكيف نستقبل يومنا منذ إشراقة صباحه بابتسامة وأمل وطموح أكبر من حجم الكرسي. ففي عملك الأمل وترجمة حبك الصادق وعشقك لوطنك. العمل هو مكان الجد والسعي نحو العلا، بناء دون انثناء. ستكون أحلامنا وطموحاتنا عالية واضحة ستتناغم تلك الأماني وتلك الروح المتفانية، سنكون ملحمة وفاء وإنجاز وإبداع، سيجمعنا حب وطن وسنكون أجمل صفحات كتاب الوفاء. سنصنع المستحيلات، ما أجمل لعبة الكراسي حينما يسودنا الأمل والتفاني حينما نتذكر الغاية ونرفع الراية حين نرسم طموح وطن. فكن مطراً أينما كنت، فما أجمل المطر، وما أجمل أثره. وطني والمطر. قصة عشق أرض. وطني أعطى ولا بد من رد الجميل. سنكون شموسه. سأتذكر ألوان علمي ومقعدي. فقد آن الأوان أن نرسم بسمة وطني وأن نترك بصمة وأثراً. وطني أمانة. تلك العزائم، وذلك الإصرار سيجعلنا نتخطى كل العقبات، فلا تقبل أن تكون هامشاً، بل في المقدمة، لا تفكر في المسميات الوظيفية، لكن فكِّر في ذلك العطاء الرائع. تذكَّر مقعدك الدراسي، وتذكر كل الخدمات التي استمتعت بها في وطنك منذ نعومة أظافرك. تذكر مواقفه معك. العمل هو محرك النهضة ووسيلة استثمار القدرة البشرية في مجالات شتى من أجل الارتقاء بالمجتمع والنهوض به. فليس العمل بعدد الساعات بل بقيمة الإنجاز والإتقان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©