الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

منطقة اليورو تقاوم الضغوط العالمية لإصلاح أزمتها المالية

منطقة اليورو تقاوم الضغوط العالمية لإصلاح أزمتها المالية
21 يونيو 2012
لوس كابوس (المكسيك) (وكالات) - اعتبر المشاركون في قمة مجموعة العشرين التي اختتمت أعمالها في لوس كابوس بالمكسيك أمس الأول أن دول منطقة اليورو، التي يتهمها بقية العالم بالمساهمة في الركود الاقتصادي، نجحت في مقاومة الضغوط خلال هذه القمة. وصرح الرئيس الأميركي باراك اوباما للصحفيين عقب القمة “أظن، بناء على ما سمعت من القادة الأوروبيين أنهم واعون للتحديات ويدركون لماذا من المهم أن يتخذوا إجراءات طموحة وحازمة”. وأضاف “أنا متيقن انهم يستطيعون النجاح في هذا الاختبار”. وذهب نظيره الروسي فلاديمير بوتين إلى أبعد من ذلك عندما قال انه “متحمس لمقاربة المفوضية الأوروبية التي قلما نتفق معها ومع أهم دول منطقة اليورو حول الطريقة التي تنوي بها حل المشاكل التي تواجهها”. وتعرض قادة دول منطقة اليورو، الذين كان قدومهم إلى القمة غداة الانتخابات التشريعية في اليونان مرتقبا على أحر من الجمر، في مرحلة أولى إلى كثير من اللوم بعبارات ضمنية حول الطريقة التي يديرون بها أزمة الديون التي تهز منطقتهم منذ سنتين. وأعرب قادة الدول الناشئة من مجموعة بريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) عن “أسفهم لعدم اتخاذ تدابير ملموسة” من شانها أن تخفف من حدة أزمة الديون في منطقة اليورو، بحسب الرئاسة الروسية. غير انهم مع الإعراب عن استعدادهم للمساهمة في زيادة موارد صندوق النقد الدولي الذي لجأ إليه الأوروبيون كثيرا خلال الأشهر الأخيرة، وضعوا شروطا قبل تحويل الأموال. ويظل الأوروبيون من قمة إلى أخرى على المحك ويشكل كل موعد جديد بالنسبة لهم فرصة لتجديد التزامهم الحازم بحل أزمة الديون نهائيا. وفي مواجهة “التوتر الجديد في الأسواق” اعرب قادة دول منطقة اليورو الأعضاء في مجموعة العشرين هذه المرة عن استعدادهم لاتخاذ “كل الإجراءات الضرورية للحفاظ على وحدة واستقرار” منطقتهم، كما جاء في البيان الختامي للقمة. ومن أجل مزيد من التأكيد ضمنت مجموعة العشرين -خلافا للقمة السابقة في مدينة كان في جنوب فرنسا في نوفمبر- في البيان الختامي لائحة مفصلة بالإجراءات التي من شأنها أن تخرج القارة العجوز من الأزمة. وجاء في البيان انه بهدف تعزيز “الاندماج المالي والاقتصادي” الضروري لخفض تكاليف القروض العامة، تستعيد مجموعة العشرين مثلا مشروع الاتحاد المصرفي الذي كان الأوروبيون ينوون من خلاله تهدئة الأسواق. واكتفى بيان مجموعة العشرين بالإشارة إلى “بعض الاتجاهات الرامية إلى مزيد من التقدم”، كما قال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي، مشددا على أن “القرارات التي تخص أوروبا يجب اتخاذها في أوروبا”. وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس الأول “يجب أن يكون لأوروبا ردها الخاص”، مؤكدا انه “لا يجوز أن تعطى لنا تعليمات من الخارج”. وأثارت هذه الضغوط انزعاج رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو عندما رد بشدة على صحفي كندي سأله عن مصداقية الأوروبيين. وقال باروزو في مؤتمر صحفي “بصراحة لسنا هنا لتلقي دروس في الديموقراطية أو طريقة إدارة الاقتصاد”. وربما كان رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي هو من أحسن من لخص الشعور الأوروبي عندما قال في لوس كابوس إن كل هذه المناقشة في مجموعة العشرين حول الأوروبيين تعتبر “تقدما حيث أنها تسمح لكل منا، على غرار ما يفعل جهاز تحديد المواقع بالأقمار الاصطناعية، أن يحدد موقفه باستمرار وان نرى كيف ينظرون إلينا نحن ومشاكلنا في بقية أوروبا والعالم”. وقال وزير الخزانة الأميركي تيموثي جايتنر إن تقوية إطار العمل لاتحاد مالي ومصرفي أوروبي لتدعيم العملة الموحدة سيساعد أوروبا على استعادة النمو الاقتصادي وخفض تكاليف الاقتراض المرتفعة للغاية على الدول المدينة. وأشادت كريستين لاجارد مديرة صندوق النقد الدولي بالتقدم الذي تم إحرازه قائلة “جرى غرس بذرة خطة الانتعاش الأوروبية”. وأضافت “لا يهم أن يستغرق ذلك وقتا طويلا يتعين أن يتم بشكل صحيح”. وينتظر زعماء مجموعة العشرين، قمة الاتحاد الأوروبي المقررة الأسبوع المقبل والتي يقول زعماء أوروبا انهم سيطلقون خلالها عملية طويلة الأجل للتكامل تبدأ بالدفع من أجل اتحاد مصرفي بهدف استكمال خطة أوسع نطاقا بحلول ديسمبر. ومن جانبها، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس الأول إن دول منطقة اليورو تعهدت للقوى الاقتصادية الرائدة الأخرى في العالم بحل أزمة الديون. وأضافت ميركل أن أوروبا تطمح إلى خليط من إصلاح المالية ومبادرات لتعزيز النمو الاقتصادي وتحسين التعاون وقالت: “هذا الأمر لقي آذانا صاغية هنا”. وذكرت ميركل أنها أوضحت خلال القمة ضرورة التضامن في أوروبا. وقالت: “الأسواق تنتظر أن نتقارب”، مؤكدة في الوقت نفسه ضرورة مراعاة التوازن بين الرقابة والمسئولية خلال تعزيز التعاون. وذكرت أن هناك “اتفاقا واسعا” على أن تتقدم الحكومة الأسبانية بطلب المساعدات خلال تقديم نتائج تقييم القطاع المالي هناك. ومن ناحية أخرى رأت ميركل أنه بقمة مجموعة العشرين لم يتزايد الضغط على قمة الاتحاد الأوروبي المقررة نهاية الشهر الجاري، مشيرة إلى أن الأوروبيين سيسعون إلى تطبيق حزمة من إجراءات التحفيز الاقتصادي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©