الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البعض يهوى جمع الأغراض من الفنادق والبعض يعتبرها سرقة

البعض يهوى جمع الأغراض من الفنادق والبعض يعتبرها سرقة
31 يناير 2010 21:01
تقدم الفنادق، لا سيما ذات الخمسة نجوم، لضيوفها أدوات مميزة تتيح لهم استخدامها خلال إقامتهم في غرفها، من بينها أنواع «الشامبو» المعبأة في عبوات فريدة من نوعها فضلا عن أدوات تنظيف الأسنان وفرشاة الشعر وغيرها من أغراض أنيقة وضعت لخدمتهم بسهولة ويسر داخل الغرفة، لكن جمال وفخامة هذه الأدوات كثيرا ما توقف الضيف عن استخدامها في الفندق، بل وتغريه باقتنائها وحملها إلى المنزل.. كثيرون من الناس الذين يسافرون كثيرا ويترددون على الفنادق لديهم ولع أو هواية في جمع هذه الأدوات أو الأغراض، وخاصة الولاعات الخفيفة أو «السليبرز» أي الأحذية الخفيفة التي تستخدم داخل غرفة الفندق، أو الصابون و»الشامبو»، سواء لاستخدامها فيما بعد أو للاحتفاظ بها لديهم كدليل يقدمونه للآخرين يثبت ارتيادهم لهذه الفنادق. وإذا كان البعض يعتبر أن كل ما يعجبه في الفندق، أو حتى المطعم الذي يرتاده، من أدوات هو ملك له يمكنه الحصول عليه وحمله إلى المنزل كحق مشروع، فإن البعض الآخر يميز بين هذه الأدوات وأنواعها وبين ما يمكن حمله وما يتوجب إعادته للفندق، فيما يقف آخرون حائرين حول ما يحق لهم أخذه من الفنادق أو المطاعم الفخمة. سرقة غير مشروعة يعتبر محمود شحادة، تربوي، أن أخذ أي شيء من مقتنيات المطاعم أو الفنادق، بصرف النظر عن حجمه وقيمته هو سرقة حقيقة، ناتجة عن شعور بالنقص وضعف في الشخصية لمن يقوم بها، فضلا عن عدم قناعته بما يملك، لافتا إلى أن من يقوم بهذا السلوك هو شخص يعاني من مرض نفسي. ويتابع شحادة كلامه حول هذا الموضوع قائلا: «أنا اعتبر ذلك سرقة علنية، لأن هذا الشخص أخذ لنفسه شيئا ليس من حقه لكي يمتلكه وليس ليستعيره، فضلا عن أنه لم يطلب الإذن بأخذه من الفندق، وأنا شخصيا أعرف العديد من الأشخاص الذين ارتادوا فنادق ثم لدى خروجهم أخذوا معهم الصابون والمناشف وكل ما يمكن حمله بسهولة باعتبار ذلك من حقهم، لكنني شخصيا أعتبر ذلك سرقة وليست من حق الزبون». ويرى أسامة وجيه الشربيني، بائع، أن بعض الأشخاص يحبون أخذ بعض الأشياء من الفنادق أو المطاعم الفخمة التي يرتادونها للاحتفاظ بها كذكرى أو لكي يريها لأصدقائهم ومعارفهم باعتبارها دليلا يثبت ارتيادهم لهذا المكان، خاصة إذا كانوا سياحاً في أماكن ربما لن يرتادوها مرة أخرى، أو أشخاصاً عاديين لا يرتادون الفنادق كثيرا، مثل المناديل التي يكون مكتوبا عليها اسم الفندق أو علب الكبريت أو الولاعات، وأنا من هؤلاء الأشخاص إذ أحب أن احتفظ بهذه الأدوات لدي كذكرى جميلة لدى ارتيادي لأحد الفنادق، خاصة وأنني لا أرتادها كثيرا، وهو أمر مباح إذ وضعت هذه الأدوات لخدمة الزبون داخل غرفته، وإذا لم يستخدمها فهي من حقه وله أن يحتفظ بها كذكرى. لكن هنالك بعض الأشياء، يستطرد الشربيني، التي لا يحق للزبون أخذها من الفندق أو المطعم مثل الفوط أو المناشف، أو الملاعق والشوك، فالفندق أو المطعم قد وضع هذه الأدوات للجميع بهدف الاستعمال وليس من أجل الملكية وعلى الزبون إعادتها لكي ينتفع منها غيره. ويضرب الشربيني مثلا حول ذلك بقوله، إذا نزل أحدهم ضيفا على منزل صديق فهل يحق له أن يأخذ الملعقة أو الكوب معه بعد أن يتناول الطعام؟ بالطبع لا وهذا الحال ينطبق على الزبون لدى دخوله المطعم أو الفندق، فهذه الأدوات وضعت لكي يستخدمها داخل المكان فقط. ويعترف فارس حكيم، موظف بنك، بأنه من هواة جمع الصابون و»السليبرز» من الفنادق، لا سيما وأنه من الناس الذين يسافرون كثيرا ويرتادون الفنادق أكثر سواء داخل الدولة أو خارجها، مضيفا يحتفظ في منزله بالكثير من الأدوات والأغراض التي جمعها من فنادق مختلفة زارها من قبل يضعها في خزانة خاصة ولا يستخدمها مطلقا. ويقول حكيم إنه يعرف جيدا ما هي الأشياء أو الأغراض المسموح أخذها من الفنادق والأشياء التي لا ينبغي أخذها، فهنالك أدوات وضعت خصيصا للزبون، في غرفته، لكي يستخدمها شخصيا وهذه يمكن أن يأخذها معه إذا ما انتهت إقامته في المكان، أما الأغراض التي توضع في حمامات الفنادق أو في المطاعم فبالتأكيد لا يمكن أخذها، وهي تعتبر سرقة تعرض صاحبها للإحراج. هدايا الفنادق من جهته يميز آلان كروف، مدير عام فندق الخالدية بالاس «ريحان روتانا»، بين أخذ الفرشاة أو الصابون أو الكبريت، والكاب، والحذاء «السليبرز» من الغرف، وهي أدوات تندرج ضمن الأغراض التي وضعت خصيصا للضيف لكي تخدمه خلال إقامته في الفندق، وهي له سواء استخدمها أم لم يستخدمها، وضعتها الإدارة لكي تجنب الضيف أخذ شيء من الفندق، وبين أخذ مقتنيات خاصة بالفندق مثل الفوط والأرواب وغيرها. ويقول كروف: في إدارة الفنادق عموما نعمل وفق قاعدة عامة وهي أننا، كإدارة، نكون سعداء بأن نقدم لضيوفنا هدية أو تذكاراً أو دليلاً على ارتياده لهذا المكان، وللضيف كامل الحرية في استخدام هذه الأدوات أو الاحتفاظ بها لنفسه، فهي من حقه كونها وضعت لخدمته. ويشير كروف، مبتسما، إلى أنه عندما كان طفلا كان يحب أن يأخذ معه الشامبو و»السليبرز» المسموح بها من الفنادق، خاصة عندما يسافر إلى بلد آخر مثل فرنسا وروما، وذلك لكي يحتفظ بها كذكرى من هناك. مضيفا أنه كلما يعود إلى بلاده، سويسرا، يجد والديه يستخدمان «السليبرز» الخاصة بمجموعة الفنادق التي يعمل بها، فيكون سعيدا بذلك. لكنه، أي كروف، يميز بين المسموح وغير المسموح من الأغراض التي توضع في الفنادق، فالمناشف والفوط وأرواب الحمامات والوسائد هي من الأغراض التي وضعت لخدمة الضيف وغيره من الضيوف داخل الفندق، ومن واجب الجميع الحفاظ عليها لخدمة الجميع، ولحماية الشركة نفسها أي الفندق، فهذه الأغراض ثمينة وتكلف الفنادق مبالغ باهظة، وهي أشياء يستعملها الفندق عدة مرات بعد غسيلها وتعقيمها، وهي نفقات أقل من شراء أدوات جديدة بالطبع. يستطرد كروف، هنالك بعض الأشخاص الذين يأخذون معهم الملاعق من الفنادق، وخاصة ملاعق «الموكا» الصغيرة، وكونها صغيرة الحجم فإن ذلك يسهل على البعض وضعها في جيبه أو في شنطته بكل سهولة. ولا يحب كروف أن يسمي أخذ أحدهم لبعض الأدوات من الفنادق بالسرقة، قائلا: «في الحقيقة، يحب بعض الناس أخذ هذه الأغراض ليس حبا في السرقة ولكن لأنها أعجبته كثيرا ويريد أن يحتفظ بها كونها لا تتوفر في مكان آخر، ولذلك فنحن لجأنا، كما فعلت بعض الفنادق الأخرى في العالم، لاستحداث خدمة جديدة وهي توفير بعض هذه الأغراض كالأرواب والمناشف للضيوف بحيث يمكنهم شرائها من الفندق بمبالغ زهيدة، بسعر التكلفة، وذلك لكي نجنب الضيوف أخذ مقتنيات خاصة بالفندق». كوادر: - بعض الفنادق العالمية والمحلية لجأت إلى اتباع سياسة جديدة للحد من السرقات التي تحدث داخل الفنادق لا سيما بالنسبة لسرقة أرواب الحمامات، وذلك بوضع لافتة للنزلاء تفيد بتوفر هذه الأغراض بأسعار رمزية بحيث يمكن للزبون شرائها من الفندق بدل أخذها خفية من الغرفة. - تضع ظاهرة اختفاء محتويات الغرف موظفي الفنادق أمام مواقف حرجة جداً مع النزلاء، وتختلف إدارات الفنادق في تعاملها مع الظاهرة فمنها من يتجنب توجيه الاتهام للزبون عند اختفاء الأشياء المفقودة منعاً للحرج، ومنهم من يواجه الموقف ويطالب باسترداد تلك الأشياء أو دفع ثمنها. إلا أن غالبية السرقات يتم اكتشافها بعد مغادرة النزيل للفندق.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©