الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

رحلة صحفي أميركي في جبال باكستان بحثاً عن مقابلة مع بن لادن

28 مايو 2006
نيويورك - أحمد كامل:
قرر الصحفي الأميركي المعروف آرنود ديبور شجراف الذي سبق أن عمل رئيساً لتحرير جريدة 'واشنطن تايمز' ويعمل الآن رئيساً لتحرير وكالة 'يونايتد برس انترناشيونال' أن يخوض مغامرة بين جبال غرب باكستان بحثاً عن أسامة بن لادن· وقبل أيام قص ديبور شجراف ما حدث خلال مغامرته الأسبوعية 'إنسايت' التي تصدر في واشنطن بكل تفعيلاتها التي تشبه السير على حافة الهاوية·
بدأ ديبور شجراف قصته بايضاح أنه بدأ اتصالاته بشبكة أسامة بن لادن في باكستان قبل عام كامل وحين وصلت أخيراً اشارة بامكانية التوجه إلى باكستان رحل مع فريق 'يونايتد برس انترناشيونال' إلى هناك· ومن هناك بدأت رحلته مع فريقه حيث ارتدى الجميع الملابس المحلية التي تدعى كاميز شلوار وصاحبهم باكستاني اختار ديبور شجراف أن يعرفه بأنه 'مستشار اعلامي'، كما رافق الفريق 'صديق شخصي' للصحفي لم يشأ الافصاح عن اسمه، وسائق، ومسؤول عن أمن الفريق·
وبدأ الفريق رحلته، ويقول ديبور شجراف 'سرعان ما اكتشفت أن مرافقينا، أن مسؤول الأمن والمستشار الاعلامي والسائقون حددوا مهمتهم بتسليمنا إلى آخرين في نقطة معينة من الرحلة· وأضاف الصحفي أنه أصرَّ على بقاء مسؤول الأمن الذي كان ضابطاً سابقاً برتبة 'ميجور' في القوات الخاصة الباكستانية·
وقال الصحفي إن الضابط عرف باسم المحطة الثانية في رحلتهم عند وصوله إلى المحطة الأولى وليس قبل ذلك· وأن الوصول إلى المحطة الأولى كان عملية شاقة للغاية لم يرغب ديبور شجراف في الحديث عن تفصيلاتها·
سيراً على الأقدام
ووصلت المجموعة إلى المحطة الثانية حيث أبلغت بموقع الثالثة، إلا أن الوصول إلى المحطة الثالثة كان يستدعي ترك سيارة الـ 'لاند كروز' التي كانت المجموعة تستقلها والسير على الأقدام بدلاً من ذلك· وكانت هذه المحطة الثالثة على بعد كيلومترات قليلة من مدينة ميرام شاه عاصمة اقليم شمال وزيرستان·
وفي اليوم الأول للرحلة وصل إلى الفريق خبر مروع· ويقول ديبور شجراف بهذا الشأن 'قال لنا مرافقونا إنه تم العثور على ثلاث جثث لرجال مذبوحين كانوا اتهموا بالتجسس لحساب الاميركيين·
حدث ذلك على بعد 15 كيلومتراً من ميرام شاه· وقد تركت الجثث في العراء مع لافتة كتب عليها: أي شخص يعمل جاسوساً لأميركا سيلقى المصير نفسه'·
وتابع 'انتابنا الوجوم على الفور وتشاورنا مع الميجور الذي قال إنه واثق من أننا لن نتعرض للخطر· ولكن السائق الذي كان من المقرر أن ينتظرنا في مكان معين اتصل بالميجور وأبلغه أنه لن يستطيع الانتظار لمدة الأسبوع المتفق عليه في المكان المحدد الذي سيأخذنا منه عائدين إلى نقطة البداية· وكان ذلك يعني أننا قد نبقى في هذه الأرض التي تنضح بالعداء للغرباء دون وسيلة لإعادتنا'·
مسار جبلي
وأوضح ديبور شجراف أنه كان هناك مشكلة اضافية هي أن مشوار المرحلة الثانية يمضي في مسار جبلي متعرج تطل عليه في بعض النقاط مقرات الجيش الباكستاني· وأضاف 'الجيش الباكستاني زاد عدد قواته المنتشرة على الحدود مع أفغانستان في الآونة الأخيرة إلى 80 ألفاً· وبدا لنا أن المخاطرة أكبر من استيعابنا، إذ لا يوجد ضمان بألا يطلق علينا الجنود الباكستانيون نيرانهم· تداولنا طويلاً في الوضع ثم وصلنا إلى قرار بالغاء الرحلة فقد كانت كل الظروف المحيطة تدعو إلى خوف حقيقي'·
إلا أن المخاطر لم تنته بقرار العودة، إذ يقول الصحفي 'في الطريق بين شمال وزيرستان ومحافظة الحدود الشمالية الغربية كان عليّ أن أجلس بملابس محلية في المقعد الخلفي للسيارة وأن أظل صامتاً لا أتكلم حيث سيقول الميجور الباكستاني إنني عمه· وسارت الأمور على ما يرام في نحو 12 حاجزا أمنيا مررنا منهم بسلام، وساعدتنا أمطار غزيرة وعواصف رعدية أدت إلى ابتعاد الجنود عن أغلب تلك الحواجز واحتمائهم بالخيام التي نصبت بجوار الحواجز'·
كذب متبادل
ويقص الصحفي خلال ذلك جوانب مما يتبادله سكان المنطقة مما عرفه خلال وجوده هناك، إذ يقال مثلاً إن هناك 15 ألف مقاتل أجنبي مع الطاجيك والأوزبك ومن أبناء كازاخستان والشيشان· إلا أنه أضاف أن الأهالي يعرفون أن الجانبين يكذبان، فعدد مقاتلي القاعدة في المنطقة يمكن أن يصل على أقصى تقدير إلى 1500 وليس 15 ألفا حسب قول ديبور شجراف· كما أن الجيش الباكستاني فقد خلال عملياته مع رجال القبائل نحو 2500 جندي، إلا أنه قال إن عدد الجنود القتلى لا يتجاوز 250 جندياً·
وذكر ديبور شجراف أن المقاتلين الأجانب يعيشون في القرى تحت حماية الأهالي وأعضاء أحيلوا إلى الاستيداع من أفراد المخابرات العسكرية الباكستانية بعد أن قررت السلطات تطهير الجهاز من المتعاونين مع القاعدة في أعقاب هجوم 11 سبتمبر· وكان هؤلاء الأعضاء هم أنفسهم من كلفهم الجهاز في السابق بالتنسيق مع القاعدة·
وقال ديبور شجراف إن الفريق اضطر للعودة ومن ثم مغادرة باكستان قانعاً بالسلامة· إلا أن الاستنتاج الذي خلص إليه هو أن الباكستانيين يعرفون مكان بن لادن وأنهم إما لا يريدون أو لا يستطيعون الوصول إلى هذا المكان الذي يقع في مناطق القبائل على الحدود الباكستانية - الأفغانية في شمال وزيرستان·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©