السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

100 عمل فوتوغرافي في أول معرض للتصوير الضوئي في المنطقة الوسطى بالشارقة

100 عمل فوتوغرافي في أول معرض للتصوير الضوئي في المنطقة الوسطى بالشارقة
22 يونيو 2013 23:50
(الشارقة) - يفتتح بمدينة الذيد صباح اليوم الأحد المعرض الأول للتصوير الضوئي، بمشاركة مئة مصور من أعمار مختلفة، ويجيء المعرض الذي تنظمه إدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة بالتعاون مع اتحاد المصورين العرب، تحت عنوان «البر»، ويستمر المعرض لغاية الثالث والعشرين من يوليو المقبل، إلى جانب العديد من الفعاليات التي ينظمها المركز بصفة أسبوعية ودورية. وبحسب بيان صحفي للدائرة جاء فيه: يهدف المعرض إلى الكشف عن إمكانات المبدعين في جميع المجالات ورعايتهم، وتقديم كل الإمكانات المتاحة والداعمة للعطاء والبناء الفني، تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بضرورة الاهتمام بالفنون البصرية، والتي تتيح للفرد فرص التعرف إلى المناحي الجمالية، والارتقاء بها والانخراط في العملية الفنية والمشاركة فيها، باعتبار أن الفنون هي المنفذ الحقيقي لتحرر الذات من الإكراهات ومن الضغوط، وهي الفسحة التي من خلالها يجد الفرد نفسه في محيط الجمال الإبداعي المتخيل» . ويضم المعرض أعمالاً لأكثر من مائة فنان في مجال التصوير الضوئي قدموا من خلاله رؤى معبرة عن مفهوم الصحراء بمختلف أوجهها، اعتماداً على مجموعة من المناظر الطبيعية التي تعكس المكانة المميزة للبيئة الصحراوية في دولة الإمارات العربية المتحدة. وفي حديث إلى «الاتحاد» قال هشام المظلوم، مدير إدارة الفنون بالدائرة، إن هذا المعرض ثمرة للتعاون المستمر بين إدارة الفنون بالدائرة واتحاد المصورين العرب «الذي يمثل بيتاً لكل المصورين في الوطن العربي»، لافتاً إلى أن الثيمة المختارة للمعرض مستلهمة من الطبيعة الثرية لمدينة الذيد. وقال أيضاً: «إن هذه النسبة العالية من المشاركين في المعرض ستتيح للمتلقي أن يقرأ جمالية البر/الصحراء، من زوايا مختلفة وبألوان شتى، ونتوقع أن يكون لذلك أثره». وأوضح المظلوم أن مجموعة من المحترفين تشارك في المعرض، إلى جانب بعض الهواة، مشيراً إلى أن هذا المعرض يجيء مكملاً لسلسلة من المعارض التي نظمت أخيراً في مكتب إدارة الفنون بالذيد، وهو حديث التأسيس إذ جرى افتتاحه منذ فترة قصيرة بتوجيهات من صاحب السمو حاكم الشارقة، ليمثل نافذة لفنون المنطقة الوسطى. وقال المظلوم: «تملك الذيد والمنطقة الوسطى كل المقومات لتكون وجهة ثقافية مهمة، ونتطلع إلى أن يلعب مركز الفنون هناك دوراً كبيراً في ذلك..» وذكر المظلوم أن المركز نظم منذ فترة معرضاً للفن المعاصر، وكان المعرض التشكيلي الأول في المنطقة، وجاء بعنوان ذاكرة، وضم مساهمات لـ 14 فناناً وتالياً جرى تنظيم معرض للخط العربي بعنوان «أمشاق وحروف»، وضم 33 لوحة خطية. وتتناوب صور المعرض في إبراز التمايز اللوني المدهش للكثبان والتلال الرملية المتشكلة مثل أمواج ناعمة تدفعها الريح بحركتها الصاعدة والأخرى الهابطة، وسط ظلال تتبدل سريعاً، حسب زاوية الشمس، واعتماداً على البنيان الوهمي للصحراء ذاتها ، والذي لا يتعين فيها الشيء حتى يصبح خارج التعيين، وكأنه سراب متداخل في سراب أو غبار يلتحف بغبار، وكأن ثمة طقساً تجاذبياً هنا يجمع بين خديعة الماء، ويقين العطش، كما أن الرمال نفسها تبدو في هذا الهدير الصامت مفعمة بجلال العزلة الرابضة بين برزخ يفصل النور عن العتمة. وفي صورة أخرى من المعرض تتسيد النخلة وسط اللوحة، وتبدو في هجير الوحدة والنسيان، وكأنها مرتبطة بظلها الممدود فوق جسد التراب الأبيض، و كأن ثمة بوحاً خافتاً وأليفاً يتدفق بلطف في هذا الفضاء القاحل، مما يضفي على الصورة بعداً تجريدياً يتشكل في مناخ من التأمل، والسفر الداخلي الذي يعيد للبصيرة ألقها وانتعاشها، لأنها بصيرة متحفّزة تشبه نهم البدو والرحالة لنبع ماء أو ظل كثيف، وهذا الحدس أو التفاؤل المضمر يعززه هنا شموخ النخلة وصبرها في هذا الملكوت المحتشد بتبدلات الليل والنهار، وبتواشج السطوع مع الظلمة، في إيقاع بصري يبدو أبديا ولكنه يعيد صياغة مشهده الجمالي في كل لحظة. وفي صورة من المعرض نرى الزرقة الصافية للصحراء، وهي تحنو على كثيب رملي مرتفع، وتتوضح الأبعاد اللونية في الصورة من خلال السكون المطلق والفائض، ومن خلال اللقطة البانورامية التي تعمد المصور أن يعطيها حقها من الاعتناء لخلق توازن بين الكتل اللونية ودمجها في النهاية بمزيج، تخيلي يجمع بين الأزرق والبني أو بين السماوي والأرضي، بحيث تذوب الحدود الذهنية لهذين البعدين المتنافرين في مناخ بصري شفاف ومتلائم مع شساعة الصحراء وامتدادها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©