السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

محمد مندي.. من إسطنبول إلى النمسا فدبي

محمد مندي.. من إسطنبول إلى النمسا فدبي
22 يونيو 2015 23:11
فاطمة عطفة (أبوظبي) مع إطلالة رمضان المبارك، لا ينسى الخطاط محمد مندي أن أول فن إسلامي بدأ بكتابته كان آيات من القرآن الكريم، ومع تقدم الأجيال تطور هذا الفن كثيراً حتى نافست لوحات الخط العربي أجمل اللوحات التشكيلية لكبار الفنانين في العالم. وانطلاقاً من تميزه الفني وروحه الصوفية في تخطيط لوحات مأخوذة من آي الذكر الحكيم، أبدع الخطاط مندي بطاقات تحمل بركة هذا الشهر الفضيل: «رمضان كريم»، وحروفها مرسومة بشكل القلب، يتبادلها الأهل والأصدقاء في بداية رسائلهم، وسوف يتبعها قبل ليلة القدر ببطاقات عليها هذه الآية الكريمة: (ليلة القدر خير من ألف شهر)، ثم تأتي بعدها بطاقات العيد: «عيدكم مبارك». هذا ما أعلمنا به الفنان، لدى زيارتنا لمكتبه، وهو يعمل على إنجاز لوحاته الجديدة التي سوف يشارك بها في معرض سيقام في دبي خلال رمضان، موضحاً أن هذا المعرض شيء جديد، وهو لأول مرة يخصص لرمضان. وأشار إلى أن مجموعة من الخطاطين سيشاركون في المعرض ويقدمون لوحات تقال في رمضان. وسوف تجيء مشاركة الفنان في أربع لوحات قياس 100×70 بتقنية الزيتي على الكنفاس. ويبيّن مندي الآيات التي تتضمنها هذه الأعمال قائلاً: «أول لوحة اخترت آية (كتب عليكم الصيام)، واللوحة الثانية: (وأن تصوموا خير لكم)، والثالثة: (رمضان الذي أنزل فيه القرآن)، واللوحة الرابعة: (فمن شهد منكم الشهر فليصمه)». وسألنا الفنان كيف يمضي شهر رمضان، وكيف يختار الآيات والأحرف التي تناسب فكرة اللوحة؟، يؤكد مندي: «في رمضان عندما أقرأ القرآن، أتأمل في كل صفحة، وأبحث عن آيات قرآنية لأختار منها تكوين لأعمال 50 لوحة أنفذها بعد ذلك». ويضيف أنه بعد أن يتم ذلك، يقوم باختيار الحبر والورق وتركيب وشكل اللوحة، ممكن تكون كلاسيكية أو حروفيات مثل حرف في بداية آية، ممكن باللوحة يكون نص واحد، أو تكرار النص أحياناً يعطيه جمالاً، خاصة أن الناس اليوم تحب جو اللوحة فيه لمسات فنية، وأحياناً كلاسيك، ونحن نحب أن نرضي أذواق الناس. ونبقى مع حديث الخط العربي وجمالياته وفي أي بلد يوجد اهتمام وتجديد وفنيته أكثر، يقول الفنان مندي: «أهم فنون الخط في إسطنبول، كلهم في تركيا متميزون بهذا الفن، لكن بإسطنبول يبدعون في كتابة الخط ونوع الورق، إضافة إلى نوع الحبر المناسب حتى كادت لوحاتهم أن تكون سحراً بالجمال. هؤلاء الفنانون احترموا الخط، قدسوه وحافظوا عليه، صار يسري في عروقهم، وهم يتكلمون عن الخط العربي بإعجاب وتقدير، وهم ليسوا بعرب». ونوه الفنان بقيمة فنهم قائلاً: «أين العرب منهم؟ لو وقفوا عن الكتابة 200 سنة لا نستطيع أن نلحق بركبهم وما وصلوا إليه من إبداع». وتابع الفنان، مؤكداً: «أنا لا أقول شيئاً من عندي، لكن من يذهبون إلى إسطنبول لا بد أن يروا بأعينهم ويتفحصوا سحر الفن في لوحات الخطاطين». ولأن الفنان محمد مندي عائد من النمسا بعد مشاركته بافتتاح المنتدى الإسلامي الذي صمم فن كتابة الخطوط في المنتدى يحدثنا قائلاً: «كان لي شرف تصميم الخط في المنتدى الإسلامي في مدينة (جراتس)، وهو يضم أنشطة ثقافية من محاضرات ومسجد وقد حضرت تدشين المئذنة التي تم الاحتفال بانتهائها، وعليها حفر نص الأذان على خامة الزجاج، وتضيء كلمات الأذان عندما يحين وقت الصلاة؛ لأن صوت الأذان ممنوع هناك. وكان جمهور الاحتفال كبيراً بأول مئذنة، وهو ثالث عمل لي في أوروبا، الأول كان في مسجد إسطنبول، والثاني المنتدى الإسلامي في ألمانيا، وهذا الثالث في النمسا». ويؤكد مندي قائلاً: «إن شاء الله في رمضان 2016 سيكون في النمسا نهاية بناء هذا المنتدى، والخط كله من تصميمي. في المحراب، صممت (يا الله يا رحمن يا رحيم) متكررة 100 مرة على المحراب ومحفورة على الحجر، كما أنها مكررة على المئذنة أربع مرات، وفيها بالداخل هلال يضيء وقت الأذان».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©