الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

رهف المبارك: لست متمردة ولكن لديّ رؤية

رهف المبارك: لست متمردة ولكن لديّ رؤية
22 يونيو 2015 23:11
عبير زيتون (رأس الخيمة) رسمت الشاعرة الإماراتية رهف المبارك ملامح شعرية جدية خاصة بها على خارطة شعراء الجيل الجديد، في دولة الامارات العربية، حسب عدد من النقاد الذين تناولوا تجربتها الشعرية المميزة بغزارة الانتاج وتنوعه، وجرأة البوح والطرح في مقارعتها عبر قصيدة الذات والبحث عنها، مع امتلاكها ناصية لغة شعرية تحمل لواعج روحها، مرنة القاموس، غزيرة المعنى، غنية الوجدان، وانسيابية التشكيل، سلسة في البوح والتكوين، صادقة حد الصدمة في الصدق والتعبير، كمن يستخدم قصيدة البوح الذاتي الوجداني درعا ومتراسا حاميا في مقارعة قسوة الحياة، ومرارة الإحباط واليأس، وأداة لإثبات الوجود. تقول الشاعرة: سؤال لديّ بعمق الأنين/‏‏ وطول الحنين وعرض الضنى أتحسب في الأرض لي منزلاً/‏‏ وعشاً وصدراً وبدراً سوى (...)؟ وأنت صباح الهناء الذي/‏‏ تقود إليه جسور العنا لذيذٌ ومرٌّ، عذابٌ وعذب /‏‏ سموم المنايا وشهد المنى (من ديوان «عندما يشف اللازورد»). وشهادة على جودة شعرها نالت الشاعرة رهف المبارك ابنة امارة رأس الخيمة، عدة جوائز أدبية مرموقة منها: جائزة أنجال هزاع بن زايد في أبوظبي عن شعر الطفل 2003، وجائزة المرأة الاماراتية في الآداب والفنون 2004، وجائزة زايد الأسطورة الخالدة 2005، وجائزة أفضل كتاب محلي مطبوع في معرض الشارقة الدولي للكتاب 2009، بالإضافة إلى المركز الأول في قصص أطفال من وزراة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع. وقبل أن نتوقف مع تجربتها الشعرية الجديدة مع قصيدة النثر، في ديوانها الجديد «وتجلت ساكورا»، نتساءل: من هي صاحبة (أين قلبي، وعندما يشف اللازورد، وغيرهما)، والمستترة خلف الاسم المستعار رهف المبارك، رافضة الإفصاح عن اسمها الحقيقي؟ تقول رهف في حوارها مع «الاتحاد»: منذ بدأت الكتابة والنشر في الصحف، وأنا أكتب تحت اسم «الهنوف»، هذا الاسم امتداد لاسمي الحقيقي ومرادف له، وأطلقته مع ميلاد أول مجموعة شعرية مطبوعة، وبالنسبة لي فأنا بطبعي خجولة، ويمنعني ذلك من إلقاء خطاب أو تقديم أمسية شعرية، ولذا وجدت الاسم المستعار أداة لإثبات الذات، أشعر من خلاله بالراحة حين أكتب وأعبر عما يختلج عقلي ووجداني، وهو ليس عائقاً أمام الإبداع والتألق، بل أراه يضفي جمالية وتناسقاً بديعاً على معزوفة الفن والفنان. عن تجربتها الشعرية بعد إصدار أكثر من ثماني مجموعات شعرية منها «اطلالة»، «لن أنطفئ»، «شواطئ الفجر»، «يخاطرني الليل»، قالت الشاعرة رهف: تجربتي في الشعر تجربة حب وعشق، بدأت مع قصة حب للأم والوطن، فترجمت مشاعري كلمات، أخبرني أستاذي في يوم ما أنه شعر.. فصدقته واتبعت ذلك الطريق بوفاء وشغف من يعشق الأصالة، ويعتز بالهوية العربية.. مشيت خطواتي الأولى تحت جناح العشق الواعي للفن، ودائما هناك رسالة أسعى في وصولها للمتذوق. وحقيقة أن المسألة لم تكن تمرداً على المجتمع بقدر ما كانت تعبيراً عن رؤية معينة مع الوقت أصبحت أكثر نضجا وعمقا. ورغم تشبيه الشاعرة رهف المبارك القصيدة العمودية بالجبال الشاهقة في مروج اللغة العربية، والتي منها تنحدر الشلالات الشعرية، وحولها تعشوشب أزهار الحداثة، إلا أن ذلك لم يمنعها من اختراق قصيدة النثر، مع إصدارها الشعري الجديد «وتجلت ساكورا»، التي اتخذت من أزهار شجرة الكرز اليابانية المعروفة بـ(ساكورا) رمزا للشاعرة العاشقة ذات الأمل والوجد لا تعرف اليأس، رغم عبرة قصر الحياة وفلسفة الفناء.. وعن مجموعتها الجديدة تقول رهف المبارك: ديوان «وتجلت ساكورا» هو تجربتي الأولى مع عوالم شعر النثر، الذي أصبح له حضور وتألق في الساحة الشعرية، والديوان أشبه بتأملات في الحياة والحب والمرأة حاولت فيه أن أعانق ثقافة أخرى، بلغة الأمل التي لا تعرف اليأس، وركزت على الرمز في لغتي في مقاربة الحياة في أكثر لحظاتها حميمية وألفة وبوحا، وصولا للمعنى الخالص الذي أرغب فيه، مع توظيف ثري للمكان بدلالاته المختلفة وتنوع الضمائر الشعرية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©