الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

البرد.. العدو الآخر للهاربين من «داعش»

28 نوفمبر 2016 00:44
الخازر (أ ف ب) تقف بشرى طلال، بعد أيام من فرارها من تنظيم «داعش» في مدينة الموصل، على طريق ترابية موحلة بين خيم النازحين في الخازر، وتهتف بأعلى صوتها «أريد الخروج، أخاف على بناتي من البرد». وصلت بشرى إلى مخيم الخازر شرق الموصل برفقة بناتها الثلاث قبل أيام، بعدما فرت من حي السماح في الموصل التي شهدت قبل عامين مقتل زوجها على يد الإرهابيين. في الخيمة التي تسكنها مع بناتها، وأكبرهن في الـ13 من العمر، تبكي طفلة بشرى ليلا وتنادي والدتها «ماما أشعر بالبرد، ماما أشعر بالبرد». تنهمر دموع الأم لإحساسها بالعجز. وتقول لوكالة فرانس برس «البرد انهكنا، بناتي مرضن من الإسهال والقيء». وتضيف المرأة الشابة (30 عاما)، التي أحيطت بكثيرين للتعبير عن التضامن، أن «المياه باردة، لا يستطعن حتى الاستحمام، أريد فقط الخروج، لسنا في سجن أبو غريب». وتتابع وقد لفت رأسها بحجاب أصفر يكسر سواد عباءتها التقليدية «ذهبت لأرى مسؤول المخيم واطلب منه أن نخرج من هنا، لا أريد أن يموت أولادي من البرد». عند مدخل مخيم الخازر، وضعت عشرات الصناديق التي تحوي مدافئ جديدة بعضها فوق بعض، استعدادا لتوزيعها على النازحين الذين يعيشون في مئات الخيم البلاستيكية بأبوابها المتطايرة الشبيهة بالستائر. وتؤكد المسؤولة في مكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في العراق كارولين غلاك لفرانس برس أن المفوضية وزعت «3300 جهاز تدفئة» على مخيمي الخازر وحسن شام (شرق الموصل)، فيما يؤوي الأول «28992 شخصا» والثاني «10860 شخصا». لكن نزلاء المخيم يشككون بفائدة تلك الأجهزة في ظل نقص الوقود والبرد القارس. عند سؤاله عن البرد، يرد إدريس جبر (46 عاما) من حي عدن الذي استعادته القوات العراقية قبل يومين في شرق الموصل، «لا تسألوا حتى!». ويضيف «ليس هناك كهرباء، لا غاز ولا مازوت، ولا حتى أدوية إذا مرض الواحد منا من البرد». لا يزود مخيم الخازر بالكهرباء إلا لأربع ساعات فقط خلال العصر، وليس في كل الخيم، وفق ما يقول نازحون كثر. وتؤكد الأمم المتحدة أنها تسعى إلى تحسين ظروف النازحين مع حلول شتاء عادة ما يكون قاسيا، فتتدنى درجات الحرارة إلى أقل من الصفر مصحوبة بأمطار غزيرة وثلوج.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©