الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رمضان في عُمان.. نفحات إيمانية وسط أجواء عائلية

رمضان في عُمان.. نفحات إيمانية وسط أجواء عائلية
9 يوليو 2014 00:14
يوسف البلوشي (عُمان) اعتاد العمانيون في رمضان أن يكونوا أكثرا قربا من الأسرة فيما يعرف بالبيت الكبير، الذي يجمع الأب والجد والأم والأخوة، حيث يجتمع الكثيرون مهم على موائد أسرية، ويقوم الجميع لأداء التراويح بمعية بعضهم في مساجد قريبة من منازلهم وذلك في أجواء عائلية. ورغم وجود الكثير منهم للعمل في مراكز المدن إلا أن الكثيرين يفضل أخذ الإجازة والذهاب إلى القرى والأرياف والولايات للاستمتاع بأجواء رمضان أكثر قربا من أهليهم وذويهم. مشاهد متميزة من أهم المشاهد المتميزة في المجتمع العماني نصب الخيام المكيفة إضافة إلى فتح مساجد أخرى لاستقطاب الصائمين العمانيين، وترى إقبال العمانيين على الإفطار مع صوت الأذان، حيث يلتف الجميع على مائدة رمضانية وهي نكهة رمضان الخاصة التي تراها تتشابه في مختلف دول العالم الإسلامي. وتتمير العادات التي تزين بنية المجتمع العماني في رمضان في أجواء الألفة والأسرة والتزاور هي المتداولة بسلطنة عمان وذات مذاق مميز في حياة كل عماني، حيث تكثر فيه صلات الرحم والزيارات وتجمع الصغار والكبار علي موائد الشهر الفضيل. وتقوم النسوة في البيوت على الاستعداد للطبخ بدءا من الظهيرة، حيث يقومن على طبخ اللقيمات والخبز العماني والقريصات والخبز بالجين وأيضا الرخال وغيرها من المأكولا الشعبية. وفي الأسواق تجد مظاهر اصطفاف البائعين لبيع المأكولات المختلفة من السمبوسة والباكورا وحلويات خلية النحل والمعجنات والفطائر والتي تجد البعض يشتري منها تعتبر مثل الحلويات التي تقوم على تناولها بعد الإفطار. وتضج المساجد بقراءة القرآن وتفتح بعض المساجد أوقاتها الصباحية لتعليم الدروس القرآنية للأطفال، كما يقبل الصبية على قراءة القرآن بين الصلوات بمعية الكبار من ذويهم، وهو شكل مألوف في هذا الشهر الفضيل. إلى ذلك، يقول أحمد الحارثي، موظف بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية بالسلطنة “من المظاهر الدينية في شهر رمضان في سلطنة عمان، كثرة التردد والتوافد، على بيوت الله لأداء جميع الصلوات، وإطالة جلسات القرآن الكريم، وحلقات العلم التي تغطي ساحات المساجد وبعض المنازل، كما يشهد شهر رمضان في العادة افتتاح مساجد جديدة في عدد من ولايات السلطنة جاعلين بداية إعمار هذا الشهر المبارك تيمناً وابتهاجاً. ويضيف الحارثي “يتجمع الرجال في المساجد لتناول الإفطار معاً، حيث تزدحم ساحات المساجد الخارجية بالعديد من الأطباق المختلفة، كما تتجمع النساء في مكان مخصص لهن لتناول وجبة الإفطار معاً”. ويتابع “يتميز رمضان في سلطنة عمان بصور جميلة وطيبة تعبر عن التكافل والتضامن الاجتماعي، الذي حرصت عليه الشريعة الإسلامية، فيقيم الأثرياء موائد للبسطاء، في عدد من المساجد في كل ولاية، وتوزع أطعمة ومأكولات ومشروبات يتبرع بها الأغنياء، وأهل الخير، وهو ما يعكس صفة الكرم التي ترتبط بالشعوب العربية”، لافتا إلى أنه من الأمور التي تشتهر بها غالبية القبائل في سلطنة عمان تلك المجالس التي يعقدها مشايخ وزعماء القبائل، ويتحدثون فيها في مختلف الأمور الدينية والاجتماعية، كما يلجأون إلى أوقات السمر بعد صلاة التراويح حيث يسعد الأطفال، والشباب، ويقضون أوقاتاً طيبة في ليالي الشهر الفضيل. رياضة وشعر يشعر البعض بعد تناول طعام الإفطار، وتأدية الصلوات بالحاجة لبذل المجهود، بعد يوم مليء بالراحة والدعة، فيلجأ البعض إلى السير على الأقدام على طريق الكورنيش أو على امتداد أسواقها القديم المشهورة بالمنسوجات والعطور ولعب الأطفال والمأكولات، فيكون لتجوالهم هدفان، أولهما التجول في الحدائق العامة للتنزه والاستمتاع بالمناظر الخلابة على شاطئ خليج عمان، والثاني التسوق وشراء المستلزمات المختلفة. وفي المساء وتحت الأضواء الكاشفة يمارس الشباب والأطفال ألواناً عديدة من الرياضة مثل كرة القدم والسلة والطائرة، وسباق الجري، والعدو، وغيرها. في هذا الإطار، يقول زياد البلوشي إن الأندية الرياضية في رمضان أو مراكز الشباب العمانية تتحول إلى خلية نحل تعج بالنشاط والحيوية، وتمتلئ بالأنشطة الدينية، والثقافية، والروحية، وتعقد فيها الأمسيات الشعرية، كما يلقي فيها الأدباء والشعراء الشباب عددا من قصصهم القصيرة وأشعارهم والتي يتولاها آخرون بالنقد والتحليل من الناحية الفنية. وبدأت الحكومة في التيسير على العاملين في قطاعات العمل المختلفة من حيث بدء العمل ليكون في الساعة التاسعة ويختتم في الساعة الثانية ظهرا ويبدأ الإعلام العماني تخصيص برامجه لفقرات وبرامج ومنوعات خاصة خلال هذا الشهر، وتبدأ غالبية هذه الفقرات بالأمسيات الدينية، سواء لتلاوة آيات من الذكر الحكيم، أو لاستعراض، وشرح بعض القضايا الدينية، والإجابة على بعض الأسئلة الفقهية المرتبطة بشروط الصيام، وفضائله، وما يبيحه الإسلام للمرضي والمسافرين من الصائمين، أما النوع الآخر من البرامج فتكون مرتبطة بالفقرات الخفيفة والفكاهية والمسابقات، وغيرها من الفقرات المحببة في هذا الشهر بصفة خاصة. وتبدأ المطاعم في محافظات سلطنة عمان إلى جذب الصائمين لتناول الإفطار بأنواع متعددة وأسعار منخفضة تناسب الأذواق ويتم التركيز على الوجبات العمانية المكبوس والبرياني والهريس والعرسية وغيرها من وجبات المائدة العمانية. المائدة العمانية.. غنية ومتنوعة تزدان المائدة في البيت العماني بأنواع من الأطعمة الشهيرة في شهر رمضان والتي تحرص على تناولها الأسر العمانية ومنها الثريد، وهو الخبز المرقق المخلوط مع المرق واللحم واللقيمات، وأنواع الأرز العاني كالقبولي والمكبوس والمحمر والأبيض بالإضافة إلى الشوربات بأنواعها. ويقول ناصر الجهوري إن عادات شهر رمضان بالسلطنة تكتسب طبيعة خاصة ومميزة حتى وإن اتفقت أو تشابهت مع غيرها من البلدان العربية والإسلامية، فإن له طعما ومذاقا خاصا ومختلفا من حيث روحانياته واحتفالاته التي اعتاد عليها العمانيون. ويضيف “مائدة الإفطار تحتوي على والهريس واللحم بالأرز أو بالدجاج وفي بعض المحافظات السمك طبق أساسي، ويلي الإفطار مباشرة تناول أنواع عدة من الحلويات والفواكه مثل المانجو والبرتقال، والموز وهو من الفواكه المحببة والمفضلة عند الكثيرين”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©