الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فتاوى .. يجيب عنها المركز الرسمي للإفتاء في الدولة

فتاوى .. يجيب عنها المركز الرسمي للإفتاء في الدولة
9 يوليو 2014 00:13
التوبة الصحيحة ? أريد طريقة التوبة الصحيحة، لأني في كل مرة أعزم على التوبة أجدني أتبع الخطأ مرة أخرى؟ ?? إن ما تحس به من حرج شديد يدل على قوة إيمانك، فالمؤمن كثير الخوف من شؤم ذنوبه، ففي صحيح البخاري من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: «إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مرَّ على أنفه فقال به هكذا». والمخرج مما ذكرت هو كثرة الاستغفار والإقبال على الطاعات وكثرة الدعاء، والصحبة الصالحة المعبر عنها بالبيئة، فإن الله سبحانه وتعالى يقول: {إلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} «الفرقان:70»]. قال العلامة القرطبي رحمه الله في تفسيره: (... فلا يبعد في كرم الله تعالى إذا صحت توبة العبد أن يضع مكان كل سيئة حسنة؛ وقد قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه: «أتبِع السيئةَ الحسنةَ تمحها وخالِق الناس بخلق حسن». ومما يعينك على الاستقامة: المحافظة على صلاة الجماعة، وغض البصر عن المحرمات، والحذر من صحبة السوء والبحث عن الصحبة الصالحة، وشغل الوقت بطلب العلم أو بالأعمال النافعة وتخصيص وقت للترفيه المباح والحذر من الفراغ، وكثرة صوم النافلة وتعجيل الزواج ما أمكن، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء والمساء وكثرة الدعاء ومواصلة تجديد التوبة ومواصلة مجاهدة النفس، والله تعالى أعلم. والخلاصة، أن توبتك وندمك مرة بعد مرة علامة خير، ولا تيأس من رحمة الله تعالى، وصَحِّحِ النية في التوبة، واستعن بالله أن يكفيك شر الشيطان وأن يعينك على نفسك، وأكثر من الطاعات، واحرص على الصحبة الصالحة التي تعينك على طاعة الله وتقربك منه وتذكرك به. الخشوع ? كثيراً ما أسرح في الصلاة وأشعر أنني مشغولة في أشياء سوف أنجزها، فما الحل؟ وكيف تكون صلاتي مقبولة حتى يرضاها الله سبحانه وتعالى؟ ?? نسأل الله العلي القدير أن يجعل الصلاة قرة أعيننا ونور قلوبنا، ونسأله أن ينعم علينا بالخشوع في الصلاة، والحل هو أن تكثري من قراءة فضائل الصلاة، فإذا قمت إليها فاستعدي لأدائها بالاجتهاد في الطهارة وباستشعار أنك بعد تكبيرة الإحرام تقفين أمام الله، ولذلك عليك أن تقرئي القرآن وتأتين بالأذكار والأركان حاضرة القلب، ومما يعين على ذلك هو تدبر معاني ما تقرئين وما تقولين. وإذا نظرت للصلاة كفرصة ثمينة للدعاء وحصول المطلوب في الدنيا والآخرة فستتجاوزين الإحساس بفرضيتها إلى الشعور بحلاوتها وما يرافقها من طمأنينة الأعضاء وإخلاص التوجه لله وحده، وبقدر إقبال القلب وإخلاصه تنزل عليه الرحمات. وإذا تلاحقت عليك الأفكار في الصلاة لتشغل قلبك فينبغي أن تجتهدي بدفعها حتى تنصرف عنك تلك الأفكار وحتى لا يضيع عليك أجر صلاتك، ففي سنن أبي داود عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الرجل لينصرف وما كتب له إلا عشر صلاته تسعها ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها ثلثها نصفها». قال العلامة المناوي رحمه الله في فيض القدير: « ... مقصود الخبر الزجر عن كل ما ينقص الثواب أو يبطله بالأولى، وتمسك به مَن جعل الخشوع شرطاً للصحة كالغزالي، وأجيب بأن الذي أبان عنه الخبر هو أنه لا يثاب إلا على ما عمل بقلبه وأما الفرض فيسقط والذمة تبرأ بعمل الجوارح». التسبيح ? هل الذكر الآتي: «سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته» الذي يقال بعد صلاة الفجر يقال فقط بعد صلاة الفجر؟ أم يجوز أن أقوله وأردده في أي وقت لأستفيد من الأجر العظيم أرجو الإفادة؟ ?? نسأل الله العلي القدير أن يجعلك من الذاكرين الله كثيراً، ورغم أن الصباح والمساء من الأوقات المرغب في التسبيح فيها، إلا أن فضل التسبيح يناله كل مسبح في أي وقت، والصيغة المذكورة من أفضل صيغ التسبيح؛ ففي صحيح مسلم عن جويرية رضي الله عنها: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها، ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة، فقال: «ما زلت على الحال التي فارقتك عليها»؟ قالت: «نعم، قال النبي صلى الله عليه وسلم:«لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته». والخلاصة، أنه بالرغم من أن الصباح والمساء من الأوقات المرغب في التسبيح فيها، إلا أن فضل التسبيح يناله كل مسبح في أي وقت، والصيغة المذكورة من أفضل صيغ التسبيح. إفرازات ? تنزل مني إفرازات صفراء مختلطة باللون البني الفاتح قبل دورتي بيومين أو ثلاثة أيام ولكن أتوضأ وأصلي حرصا على الصلاة، ولكن لا علم لي ماحكم هذا الشيء؟ للعلم أنا أعاني دائما من الإفرازات لأني أعاني من التهاب البول. ?? ما تراه المرأة من الصفرة أو الكدرة «وهي الماء المخلوط بحمرة كأنه غسالة لحم» هو من الحيض، وبالتالي يجب أن تكف في هذه الحالة عن الصلاة والصوم حتى تطهر، لأن الفقهاء ذكروا أنَّ الصفرة ومثلها الإفرازات، تعتبر حيضاً إذا نزلت في أوان الدورة، قال الشيخ خليل رحمه الله تعالى في مختصره: «الحيض دم كصفرة أو كدرة». وبناء عليه، إذا أتتك هذه الإفرازات قبل موعد الدورة بيومين فتوقفي عن الصلاة حتى تطهري من الحيض أو تُـكملي عادتك وزيادة ثلاثة أيام، أي أيام الاستظهار الثلاثة. والخلاصة أنه إذا أتتك هذه الإفرازات قبل موعد الدورة بيومين فتوقفي عن الصلاة حتى تطهري من الحيض أو تُكملي عادتك وزيادة ثلاثة أيام، أي أيام الاستظهار الثلاثة. قضاء رمضان ? هل يجوز قضاء رمضان قبل رمضان؟ أم يجب أن أكون قد أنهيت القضاء قبل عشرة أيام من رمضان؟ ?? قضاءُ رمضان واجب وجوباً موسعاً، أي ما بين الأول من شوال من نفس السنة وحتى نهاية شعبان، ويجب فوراً إذا لم يبق من شعبان إلا عدد الأيام الواجب قضاؤها، فمن عليه ثمانية أيام من رمضان مثلاً: فإنَّ وقت قضائها من بداية شوال وحتى نهاية شعبان، فإذا لم يبق من شعبان إلا ثمانية أيام فإن قضاءها أصبح واجباً عليه فوراً. قال العلامة الحطاب رحمه الله تعالى في كتابه مواهب الجليل: « قضاء رمضان ليس واجبا على الفور... فوقته موسع مقيد ببقية السنة ما لم يدخل رمضان آخر». وبناء عليه، إذا كنت تستطيع الصيام الآن وبقيت عليك أيام من رمضان الماضي فبادر بقضائها قبل أن يأتي رمضان القادم لكي لا تعتبر مفرطاً في القضاء. أكل الثوم والبصل ? هل يجوز الذهاب إلى المسجد للصلاة في جماعة في حالة أكل طعام يحتوي على بصل أو ثوم؟ وهل يكفي غسل الفم بمعجون الأسنان.؟ ?? اعلم أخي السائل أنه يجوز الذهاب إلى المسجد لآكل البصل أو الثوم إذا أزيلت الرائحة سواء بطبخهما أو بمعجون الأسنان أو بأكل ما يقطع رائحتهما أو بأي وسيلة فالمهم هو عدم بقاء ريحهما الكريهة؛ لأنَّ علة النهي مرتبطة بوجود الرائحة، فإذا زالت الرائحة فلا حرج. فقد روى ابن ماجة رحمه الله تعالى في سننه عن معدان بن أبي طلحة اليعمري أن عمر بن الخطاب قام يوم الجمعة خطيباً، أو خطب يوم الجمعة، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: يا أيها الناس، إنكم تأكلون شجرتين لا أراهما إلا خبيثتين: هذا الثوم، وهذا البصل، ولقد كنت أرى الرجل على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوجد ريحه منه، فيؤخذ بيده حتى يخرج إلى البقيع، فمن كان آكلها لا بد، فليتمها طبخاً. وعليه فلا حرج في الذهاب للمسجد عند زوال رائحة البصل أو الثوم سواء كانت تلك الإزالة بالمعجون أو غيره، وإننا نحث المصلين على المحافظة على أجمل الثياب وأطيب الروائح عند الذهاب إلى المسجد والبعد عن كل ما يؤذي المصلين وينفرهم سواء كان ذلك ريح البصل أو الثوم أو رائحة التعرق وما شابه، فالله تعالى أمرنا بالتجمل عند الذهاب إلى بيته فقال: «يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ» «الأعراف31». والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©