الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البصمة الوراثية إعجاز الخالق في صفات البشر

البصمة الوراثية إعجاز الخالق في صفات البشر
9 يوليو 2014 00:12
أحمد محمد (القاهرة) وضع الرسول صلى الله عليه وسلم، معالم وأسس علم الوراثة قبل أربعة عشر قرنا من الزمان، وفى ذلك إعجاز علمي قد أثبته العلم الحديث اليوم، وأكد انتقال الصفات التكوينية والوراثية إلى النسل، قال صلى الله عليه وسلم: «تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس». وأثبت علم الوراثة أن الطفل يكتسب صفات أبويه الخلقية والعضوية والعقلية، حيث إن في كل خلية من خلايا الجسم، عددا ثابتا من أجسام صغيرة تسمى كروموسومات تحمل عوامل وراثية مسؤولة عن الصفات التي تظهر في الإنسان، حيث إن هذه الكروموسومات ما هي إلا الجسر الذي تنتقل عليه صفات النوع من جيل إلى آخر، وقد يكون تأثير العامل الوراثي خافياً مستتراً، فيطلق عليه في هذه الحالة العامل الوراثي الكامن أو المتنحي. التوأم شهد العلماء مفاجأة مؤخرا، عندما أنجبت الزوجة الغانية توأما أحدهما أبيض والآخر أسود، وقالت الطبيبة لم نصدق ما رأيناه، حتى إن كل الموجودين في المستشفى توافدوا لرؤية التوأم وما انفكت الأم تنظر إلى طفل ثم إلى آخر، وقالت إنها استغرقت وقتاً قبل أن تفهم ما حدث وأضافت أتخيل نفسي جالسة في مكان للعب، حيث ستصفني الأمهات بالمجنونة عندما أقول لهن إن هذين توأمي الصغيران، الأول له بشرة فاتحه وعينان زرقاوان، أما الثاني فله بشرة داكنة وعينان بنيتان، ما من أحد يستطيع أن يصدق ولادة هذين الطفلين من أب واحد. وعلى الرغم من التطور الطبي الكبير الذي يشهده هذا العصر، فإن العلماء يقفون عاجزين أمام تفسير مثل هذه الظاهرة، ويعتبرونها أمرا عجيبا، ولولا وجود قوانين لعلم الوراثة يستطيع العلماء بواسطتها تفسير هذه الظاهرة، لكان الأمر أشبه بمعجزة، فقد تبين أن كل خلية من خلايا الإنسان تحوي عدداً كبيراً من المورثات التي تتفاعل وتتغير وتنتقل من جيل لآخر. لكن تفسير ذلك، أخبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم عندما جاء إليه رجل من بنى فزارة يقول له ولدت امرأتي غلاماً أسود، وهو حينئذ يعرض بأن ينفيه، فقال صلى الله عليه وسلم: «هل لك من إبل؟، قال نعم، قال: فما ألوانها؟، قال حمر، قال النبي: هل فيها من أورق «أي أسمر وما كان لونه كلون الرماد»، قال إن فيها لورقا، قال: فأنى أتاها ذلك، قال عسى أن يكون نزعة عرق، قال: فهذا عسى أن يكون نزعة عرق»، ولم يرخص له في الانتفاء منه. وقد قرر الحديث تأثير العامل الوراثي الكامن الذي أكدته بحوث علماء الوراثة، حيث إن علم الوراثة الحديث يؤكد أن الشبه بين المولود ووالديه قد يكون غير ظاهر، بل بعيداً كل البعد عن كلا الأبوين، وقد أشار إلى الفروق الفطرية الوراثية، كالألوان والصفات الخِلقية وغير ذلك، وهو عين ما أثبتته الدراسات الحديثة من وجود فروق تشريحية في بشرة الناس تسبب اختلاف ألوانهم، وانتقال ما يورثونه من الصفات التكوينية. قوانين الوراثة وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث إلى قوانين الوراثة التي اكتشفت حديثاً، يقول أحد الأطباء المختصين، فقد يرث الإنسان صفة من جد أو جدة بينه وبين أحدهما مئات السنين، وهذه الظاهرة معروفة ومشار إليها في علم الوراثة، والرسول صلى الله عليه وسلم أشار إليها في هذا الحديث وشرح قوانينها. ويقول الدكتور زغلول النجار الباحث المتخصص في الإعجاز العلمي في القرآن والسنة وأستاذ علوم الأرض، لقد توصل علماء الهندسة الوراثية في السنوات الأخيرة إلى حقائق علمية مذهلة عن الصفات والخصائص الوراثية للإنسان، حيث يتكون الجسم من تريليونات الخلايا الدقيقة، ومخزون هائل من المعلومات فائقة الدقة في الترتيب والنظام وإحكام البناء داخل كل خلية، وأن كل إنسان يحمل خصائص وصفات وراثية لا يمكن أن يشاركه فيها أحد حيث يحمل بصمة وراثية تميزه عن البلايين الذين يملأون جنبات الأرض اليوم. ترتيب أما الذين عاشوا وماتوا والذين سوف يأتون من بعدنا إلى نهاية هذا الوجود الدنيوي، فسبحان الذي وضع في جسد كل فرد منا هذا الكم الهائل من المعلومات، ورتبها هذا الترتيب المميز لكل إنسان، خاصة إذا ما علمنا تشابه التركيب الكيميائي للحمض النووي الذي يحدد الشيفرة الوراثية في أجساد جميع البشر بنسبة 99.9 في المئة ويبقى الاختلاف في جزء ضئيل فقط في حدود واحد في الألف، فأي قدرة وأي علم وأي حكمة يمكن أن تحقق ذلك كله غير قدرة الخالق عز وجل، فالشريط الوراثي للإنسان يتكون من ستة بلايين حرف وراثي مخزنة في حيز لا يمكن رؤيته بالميكروسكوبات الضوئية، وإن سر الحياة الأعظم يكمن في قدرة هذا الشريط على إنتاج نسخة عن نفسه وبهذا السر تستطيع الخلايا الحية أن تنتج أيضاً نسخاً عن نفسها. الحكمة العلمية تظهر الحكمة العلمية في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تنكحوا القرابة، فإن الولد يخلق ضاوياً»، أي نحيفاً ضعيف الجسم والعقل، وهذا ما أثبته علم الوراثة كذلك من أن الزواج بالقرابة يجعل النسل ضعيفاً، ويكون ظهور الصفات المنتحية الرديئة كبيراً جداً، فالأمراض الوراثية النادرة في المجتمع يكون احتمال ظهورها في الزوجين بعيدي النسب لا يزيد عن واحد في الألف، في حين يرتفع احتمال ظهور تلك الأمراض إلى 35 في المائة عندما يكون الزوجان من الأقارب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©