أسس عاملون في صناعة النقل الجوي أمس تحالفاً دولياً لدعم مشروع إيجاد حلول عملية لتنمية حصاد الطحالب لإنتاج وقود للطائرات بكميات تجارية.
ويضم تحالف “الاستخدام المستدام للوقود المتجدد” شركة إيرباص والخطوط الجوية البريطانية وشركة رولز رويس والخطوط الجوية الفنلندية ومطار جاتويك والاتحاد الدولي للنقل الجوي، وجامعة كرانفيلد.
وأشهرت تلك الجهات التحالف خلال فعاليات منتدى الطيران والبيئة الذي عقد أمس في مدينة جنيف.
وسيقوم هذا التحالف باتباع نهج منظم لمعالجة خمسة اعتبارات رئيسية لضمان نجاح استخدام الوقود من مصادر الطاقة المتجددة مثل الطحالب.
وتتضمن الاعتبارات الأثر البيئي، والعمليات والقدرات والتوزيع، والإجراءات التجارية، والتشريعات والقوانين، والعلاقات العامة وحشد التأييد.
كما سيتم إجراء دراسات محددة للنظر في النماذج المستقبلية للاستدامة، وتقييم دورة الحياة البيئية.
ويستند التحالف الجديد، بحسب بيان للخطوط البريطانية أمس، إلى مشروع “خضرة البحر” لجامعة كرانفيلد، ومن المتوقع أن يبدأ المشروع بإنتاج كميات تجارية في غضون ثلاث سنوات. وسيمثل التحالف مجموعة استشارية تدعم تعريف وأهداف ونتائج هذا المشروع. وقامت الجامعة بتأسيس منشأة تجريبية ضمن الحرم الجامعي لتنمية ومعالجة الطحالب بهدف إنتاج الوقود الحيوي.
ولكن الهدف النهائي من هذا المشروع يتمثل في إقامة المنشأة فوق سطح البحر لإنتاج كميات تجارية من الوقود الحيوي بشكل مستدام.
وسيتم تصميم هذه المنشأة بحيث تستخدم مياه البحار قرب الشاطئ لتنمية الطحالب بوتيرة أسرع من أي مبادرة أخرى، والتقاط غاز ثاني أكسيد الكربون من الهواء والبحار في نفس الوقت.
وسيتم ذلك في منشأة مستدامة صديقة للبيئة تستخدم آلية سلبية لانبعاثات الكربون، بمعنى أنه سيتم امتصاص غاز الكربون من الغلاف الجوي، وهي آلية لا تؤثر على الأراضي الزراعية، ولا تتطلب مياه عذبة، ولا تؤدي إلى إزالة الغابات، وإحداث أضرار بالبيئة.
وقال البروفيسور فيرجال برينان رئيس قسم العمليات الخارجية وهندسة الطاقة في جامعة كرانفيلــد “تؤثر العديد من أنواع الوقود الحيوي على الأراضـي الزراعية والمياه العذبة مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية”.
وأضاف “يهدف هذا المشروع والتحالف إلى بحث مدى استفادة صناعة الطيران من الطحالب، كما سيبحث سبل تنمية وحصاد الطحالب بشكل طبيعي وبكميات كبيرة، ومن ثم تحويلها إلى وقود”.
وتنمو الطحالب بشكل طبيعي في مياه البحر، ولمّا كانت البحار تغطي أكثر من 70% من سطح الأرض، فإن مشروع كرانفيلد يعد حلاً منطقياً من المحتمل على نطاق واسع أنه سيحقق عوائد مجزية، بحسب بيان صحفي.
وتم تحديد بعض الخيارات البديلة للكيروسين لاستخدامها كوقود للطائرات التجارية.
وقال برينان “وقود الطائرات المنتج من الطحالب بهذه الطريقة، قد يشكل اختراقاً عظيماً في هذا السياق”.
وبدوره، قال بول ناش رئيس قسم الطاقات الجديدة في شركة ايرباص إن الشركة تعمل باستمرار على تحفيز الجهود الرامية إلى إنتاج أنواع بديلة ومستدامة للوقود، وتواصل التحقق من جميع الخيارات لإنتاج الوقود الحيوي.
وأضاف “نرى في الطحالب أحد الحلول الواعدة والمستدامة لإنتاج كميات تجارية من الوقود الحيوي، ولا شك أن مبادرات قطاع الطيران مثل تحالف الاستخدام المستدام للوقود المتجدد تؤكد التزام ايرباص بخفض الانبعاثات”.
عدد اليوم
