الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الفكر الإيراني الأسود قاد آلاف الأطفال اليمنيين إلى الموت

الفكر الإيراني الأسود قاد آلاف الأطفال اليمنيين إلى الموت
14 أكتوبر 2017 04:19
«ملازم» بأفكار سوداء كلام القيادي المنشق علي البخيتي يؤكده زايد جابر المفكر والمحلل السياسي اليمني المتخصص في الحركة الحوثية، الذي أوضح أن مفهوم «ملازم الحوثي» بما تتضمنه من أفكار سوداء تستهدف تفتيت اليمن والدين وخطرها كارثي على المنطقة، مفصلاً: «ملازم الحوثي»: هي عبارة عن ملازم ورقية تتضمن محاضرات مؤسس الحركة الحوثية حسين بدر الدين الحوثي التي كان يلقيها على أتباعه في محافظة صعدة خلال الفترة 1999 - 2004، وتناول فيها رؤيته للعديد من القضايا السياسية والفكرية والمذهبية والتاريخية. وأوضح زايد جابر: كانت هذه المحاضرات تسجل على أشرطة «كاسيت»، وبعد مقتل حسين الحوثي في الحرب الأولى التي قادها ضد الجيش اليمني عام 2004 م، وانتقال القيادة لأخيه الأصغر عبدالملك الحوثي، قام أحد تلاميذ حسين الحوثي، بتفريغ هذه المحاضرات الصوتية من أشرطة الكاسيت إلى ورق وتم طباعتها في أوراق وكل محاضرة عن موضوع في ملزمة واحدة، ليصبح عددها ما يقارب 60 ملزمة، وقامت الحركة بتوزيع هذه الملازم وتدريسها على أتباعهم في محافظة صعدة، وفي كل منطقة كان الحوثيون يصلون إليها بقوة السلاح كانوا يفرضون تدريس هذه الملازم في المساجد والمراكز الصفية وفي المدارس الحكومية أيضاً، ورغم ضعف هذه المحاضرات فكرياً وعلمياً وتضمنها أخطاء فادحة منهجية ولغوية ومخالفتها لكثير من مقررات التراث الفقهي بما فيه التراث الزيدي إلا أن غلو الأتباع في مؤسسهم واعتباره «قرين القرآن» جعلهم يتعصبون لكل ما ورد فيها ويرفضون أي انتقاد لمضمونها، وإن كان من بعض من يشاطرونهم المذهب، وأصبحت هذه الملازم - ولا تزال - بمثابة الدليل الفكري والمنهجي للحركة الحوثية. غرس نبتة التشييع ولفت زايد جابر إلى أن «ملازم الخميني» ساهمت بغرس «نبتة الطائفية الإيرانية» في وعي الأطفال منذ الصغر، وتحويل الآلاف منهم إلى مجندين مؤدلجين يرفعون شعار الموت ضد أبناء جلدتهم المناهضين لهم فكراً وسياسة وعقيدة، فقال: إن ضعف الدولة والأمية والجهل والفقر في صعدة، جعل كثيراً من الشباب خارج نطاق التعليم الحكومي، فريسة لتعليم مذهبي موغل في التقليد ومعاداة قيم العصر، حيث شهدت صعدة صحوة مذهبية تمثلت في إحياء المذهب «الهادوي» بما في ذلك نظرية الإمامة «الهادوية» التاريخية القائمة على وجوب حصر الإمامة في البطنين «أي ذرية الحسن والحسين»، ومبدأ الخروج لمن يرى في نفسه القدرة على الإمامة من هذه السلالة أي القتال لأخذ السلطة بالقوة، واعتبار ذلك جهاداً في سبيل الله، وزاد من خطورة هذه الأفكار نجاح الثورة الخمينية في إيران عام 1979 حيث انتعشت آمال وطموحات دعاة وأنصار الإمامة «الهادوية» في اليمن، وعاودتهم أحلام عودة الإمامة المقبورة عام 1962 خصوصاً بعد اعتراف المملكة العربية السعودية بالنظام الجمهوري باليمن، وطي صفحة الإماميين. وقال زايد جابر: في عام 1986م قام الشيخ صلاح أحمد فليته «والد الناطق باسم الحوثيين اليوم عبدالسلام صلاح فليته والمعروف إعلامياً بمحمد عبدالسلام وهو اسمه الحركي» وبدعم إيراني بإنشاء «اتحاد الشباب» وقد كان أعضاء هذا التيار يدرسون مادة عن الثورة الإيرانية على يد محمد بدر الدين الحوثي شقيق حسين الحوثي مؤسس الحركة الحوثية الذي سافر مع والده إلى إيران أواخر عام 1994 إلى منطقة قم، وعندما بدأ حسين الحوثي حركته ومشروعه عام 1999 من داخل منتدى الشباب المؤمن الذي تأسس عام 1992، لم يكن يخفي تأثره وإعجابه بالإمام الخميني والثورة الإيرانية، وكذلك بتجربة حزب الله وشخصية حسن نصر الله، لقد كان واضحاً أن حسين الحوثي يريد إحياء الإمامة الهادوية بركنيها «الدعوة والخروج»، ولكنه كان يبحث عن غطاء يبرر من خلاله دعوته للجهاد والاستعداد للقتال، فكان أن وجد في شعار الثورة الخمينية «الموت لأميركا.. الموت لإسرائيل» بغيته. شحن الشباب بوسائل الموت وأضاف زايد جابر أن الحركة الحوثية استمرت على هذا المنوال بعد وفاة المؤسس، بل وزادت وتيرة استقطاب الشباب وشحنهم وتدريبهم على وسائل الموت وابتعاث بعضهم إلى إيران وجنوب لبنان لتلقي دورات تدريبية، كما استفادت الحركة من الحروب الست التي خاضتها ضد النظام السابق الذي لم يكن جاداً في القضاء على التمرد الحوثي، بل كان يزودها بالسلاح والمؤن كما كشف عن ذلك الرئيس عبد ربه منصور هادي، هذه العوامل وغيرها هي التي مكنت الحوثيين من التغرير بآلاف المواطنين خاصة الأطفال وصغار السن والزج بهم في حروب متوالية طاحنة ضد وطنهم وشعبهم. تلغيم كتب الإسلامية وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً لصفحات تم تعديلها على المناهج، حيث تم إدراج بعض أفكار الملازم الحوثية في مناهج التعليم في كتاب التربية الإسلامية للصف الرابع الابتدائي، وتم شطب سيرة الفاروق عمر بن الخطاب وإدخال آل البيت، وهذا بحسب صحفيين ومفكرين يأتي ضمن مخططهم التدميري للهوية الدينية اليمنية، ويتجلى ذلك بمطالبة «نائب وزير التعليم» تضمين اللغة الفارسية وتدريس هذه الملازم بدلاً عن المواد التعليمية. سقوط صنعاء بيد الحوثي ولفت زايد جابر إلى أن مليشيات الحوثي بعد سقوط العاصمة صنعاء على أيديهم عام 2014، وسيطرتهم على مؤسسات الدولة، سعوا لتوسيع انتشار فكرهم السلالي والعنصري الذي تضمنته هذه الملازم من خلال مؤسسات الدولة الرسمية، وعلى رأسها مناهج التربية والتعليم، فالتعليم هو جسر عبور الأجيال إلى المستقبل، والمؤسسات التعليمية ما هي إلا محاضن تنشئة اجتماعية تدمج الفرد في ثقافة المجتمع، وتكسبه منظومة القيم التي تتبناها بيئته، وجماعة الحوثي الانقلابية تدرك العلاقة بين التعليم والهوية، ولأنها لا تمتلك الحاضنة الشعبية الكافية لفرض سيطرتها على اليمن، فقد جعلت من تغيير هوية الأجيال الناشئة قضية مصيرية، لأنها السبيل الأوحد لصهر اليمنيين مذهبياً في بوتقة الأيديولوجية الحوثية، ففي ظل الحرب التي يشهدها اليمن جراء الانقلاب الذي قام به الحوثيون وصالح على الشرعية وما خلفت من تداعيات جسيمة على العملية التربوية والتعليمية وما صاحبها من حالات تشظٍّ للنسيج الاجتماعي وعملية تجريف للهوية الوطنية، أصبح التعليم وسيلة من وسائل الحرب بيد الحوثيين وأداة لتكريس الرؤى والأفكار الطائفية والمناطقية. دور الشرعية وصانعي القرار صانعو القرار لا بد لهم من دور فاعل للقضاء على هذا الفكر الأسود، وقال جابر: لا شك أن أي حلول حقيقية ناجعة لن يكتب لها النجاح ما لم يتم إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة ونزع سلاح المليشيات، وهو ما تحارب من أجله الشرعية بدعم من دول التحالف العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، ولكن قبل الوصول إلى هذا الهدف المشروع فإن على الشرعية اليوم أن تعمل على خلق رأي عام داخلي، ودعم إقليمي ودولي، للنأي بالمؤسسة التعليمية عن الصراع والتوقف فوراً عن إحداث أي تعديل على المناهج من قبل الانقلابيين، كون الإقدام على تعديل المناهج المدرسية في الوقت الراهن يتجاوز التوجهات الدولية للتعليم في حالة الطوارئ التي تدعو إلى ضمان استمرار التعليم بعيداً عن الأجندة السياسية والفكرية بما يضمن حالة التعافي التعليمي ويسهم في إعادة الاستقرار السياسي. إيرانيات يجندن فتيات وامتداداً لما حذر منه زايد جابر، فقد طفت على السطح ظاهرة بروز قياديات إيرانيات الأصل زوجات يمنيين ينتمون للحوثيين، يعملن ضمن مراكز وكيانات ويقدمن دورات وأنشطة تهدف إلى نشر الفكر الخميني والمذهب الاثنى عشري بين أوساط الفتيات والمراهقات، وتم مؤخراً تجنيد 500 فتاة تحت ضغوط على أهاليهن، واستغلال فقهرهم وعسر حالهن وتجنيدهن، سواء تحت تهديد السلاح أو بالترغيب والاستمالة بإغراء المال، بهدف خلق جيل نسائي متشدد يأتمرن أيضاً للولي الفقيه بصفتهن مربيات الأجيال وحواضن لهذا الفكر، كما يروجن لشعارات دينية ويساهمن في إحياء مناسبات شيعية، مثل «عاشوراء» و«الغدير»، تتخللها خطب لمهاجمة «فكر السنة» الذي تمثله السعودية، ويشرفن على إيفاد فتيات للدراسة في إيران. ملحق خميني في خاصرة الجزيرة العربية وبهذا الخصوص، قال الصحفي والكاتب السعودي مشاري الذايدي: «من يطالع ملازم الحوثي يدرك الهوّة السحيقة التي هوى فيها العقل الحوثي، حيث نجد أنفسنا صراحة أمام نص متفجر، جمع بين سوءات الخمينية الفارسية، ومعاطب الجارودية الحاقدة التاريخية، مع نكهات «صعدية حراقة»، ونفس جبلت على الكراهية والخرافة. «حفر خمينية» بألغام فارسية «ملازم» حسين بدر الدين الحوثي، تقع في نحو ألف صفحة، أغلبها في تفسير القرآن، حسب ما يعتقد هو وتلاميذه أنه تفسير للقرآن. يذكر في ملازمه أن السنة مهزومون عبر التاريخ و«من الحماقة أن نرتبط بهم، أو نفكر بأن بالإمكان أن نتوحد معهم، إذا توحدنا معهم فهم يريدون أن نتوحد معهم تحت رايتهم، (من ملزمة تفسير سورة المائدة). وفي نفس الملزمة، بعد أن يصف تطور إيران ودور الخميني في بنائها ووضعها أيام الشاه، ويذكر صفات الحاكم ويقارنها بصفات الخميني، ثم يقول: «صاحب تلك الصفات والمعايير الإلهية هو الشخص الذي يمكن أن نبني على يديه الأمة بناءً عظيماً، وهكذا من يكون على هذا النحو صاحب تلك المميزات التي ذكرها الله هو من يمكن أن يبني الأمم العظيمة، وأين إيران الآن عن إيران قبل الثورة الإسلامية مع أن الفارق الزمني قليل، هو أقل من عمر ملك واحد ممن حكموها قبل الثورة». ويضيف: «لن تنجح الأمة، ولن تخرج من أزماتها ولن تنقذ الأمة من الوضعية المهينة التي تعيشها إلا بالعودة إليهم». إذن نحن أمام انحراف خطير في الثقافة والمصير اليمني، يفضي باليمن السعيد، لا سمح الله، إلى الحفر الخمينية الفارسية. استهداف أمن الخليج وأضاف: لا ريب أن المخطط الحوثي يسعى لقولبة الذهن اليمني، أو على الأقل أهل شمال الشمال، أو الهضبة الزيدية، هم بالملايين، على هذه الشاكلة التي رسمها حسين الحوثي في ملازمه، يعني بصريح العبارة «ملحق» خميني في خاصرة الجزيرة العربية، الهدف منه أن يكون رأس حربة لاستهداف الأمن الخليجي، وفي مقدمته السعودية، وطبعاً البحرين والإمارات. معركة الحقد والعقيدة وعن خطورة الهيمنة الحوثية على القرار اليمني الداخلي، قال الذايدي، إن الخطر الحقيقي لا يكمن في السلاح، بل في العقول التي يسعون لصياغتها، من خلال تخريبهم مناهج التعليم اليمنية ودس سمومهم الحقدية والعقائدية فيها، معتبراً أن هذه هي المعركة الكبرى التي يجب أن يخوضها الشعب اليمني ضد هذا الوباء الفكري. حمل السلاح رجولة فيما يخص تجنيد الحوثيين للأطفال فأسباب ذلك كثيرة من ضمنها تزايد الفقر والبطالة وتردي الأوضاع المعيشية لغالبية السكان، التي تضاعفت بشكل مؤلم غير مسبوق منذ أواخر 2014م. فضلاً عن غياب الوعي المجتمعي الذي يرى في حمل السلاح رجولة. تضاعف عدد المجندين 80% وأكد أحمد القرشي مدير منظمة سياج في اليمن لـ«الاتحاد» أن تجنيد الأطفال تضاعف خلال العامين الأخيرين إلى أكثر من 80% عما كان عليه الحال قبل 2014م حسب تقديراتنا فإن هذه الجريمة تنفرد بها جماعة الحوثي نتيجة انهدام وجود تشريعات وطنية من الأساس وانهيار مؤسسات الدولة وانصراف اهتمام المنظمات غير الحكومية بما فيها الأمم المتحدة نحو برامج التدخلات الإنسانية الطارئة، كالغذاء والمأوى وغيرها. كما ساهم تحول الجماعات المسلحة إلى سلطة أمر واقع وبسط سيطرتها الكاملة على القرار في إيقاف أي نشاط يمكنه الحد من المشكلة أو ممانعتها، بالتالي تضاعفت أعداد الأطفال الجنود. منابر مدرسية للتجنيد كما أن انهيار التعليم بشكل شبه كلي في عدد من المحافظات وتخلخله في بقية المحافظات جعل آلاف الأطفال يتوجهون إلى معسكرات التجنيد وجبهات القتال والحراسات والخدمات العسكرية، حيث أصبحت الإذاعات المدرسية منابر لضخ رسائل التحشيد الحاثة على العنف والكراهية، وتحبيب القتال والجهاد والموت للتلاميذ في طابور الصباح، وحتى تخصيص حصص للتعبئة والطائفية داخل الفصول الدراسية. «زوامل وشيلات» العنف وقال أحمد القرشي: يدعو الكثير من برامج الإذاعات المحلية إلى العنف والموت وشيطنة الآخرين بما في ذلك موسيقا الحرب والتعبئة العامة وترديد «الزوامل والشيلات». تلك الأسباب وغيرها تقف وراء تزايد أعداد الأطفال الجنود في اليمن في صفوف الحوثيين. جثث لبراعم ومقابر جماعية ورفض أحمد القرشي القرشي تناول أي قصص لأطفال تم تجنيدهم قسراً أو فتية صغار عادوا بإعاقات مستديمة وجرحى مبتوري الأجساد فقدوا إنسانيتهم، وكثير منهم دفنت جثثهم ضمن مقابر جماعية في أماكن مجهولة، بسبب مدونة السلوك لمنظمة سياج التي تفرض عليه الالتزام به، ناهيك عن معايير عمل المدافعين عن حقوق الطفل في النزاعات المسلحة، مبرراً بأنهم لا يمتلكون الحق في الإفصاح عن أي صور أو معلومات عن طفل ضحية تجنيد أو جريمة ماسة بالشرف. ارتفاع نسبة التجنيد 8 أضعاف وكشف أحمد القرشي أن تقديرات ناشطي سياج عن عدد الأطفال المجندين بسبب التعبئة المذهبية الحوثية منذ بداية الصراع، تشير إلى تزايد أعداد الأطفال الملتحقين بالمعسكرات وجبهات القتال منذ أواخر 2014م إلى نحو ثمانية أضعاف عما كان عليه الوضع قبل ذلك، وتكتفي أي منظمة حقوقية وطنية أو دولية بالحصول على عينات تؤكد وجود المشكلة ثم تعمد إلى تقدير حجمها التقريبي بوسائل علمية خاصة ليس من بينها العد والإحصاء. سجناء ومخفيون بعمر الورود وأوضح أحمد القرشي أنه يتم التكتم على أعداد الضحايا نتيجة اعتبارات عسكرية، وخوفاً من بلاغات أو تحقيقات وملاحقات قضائية قد يتعرضون لها في المستقبل. وذكر القرشي أن هناك معلومات عن وجود مئات الأطفال بعمر الورود، محتجزون في ظروف غامضة وبعضهم مخفيون قسرياً، ولا تعلم عائلاتهم عن مصيرهم شيئاً. التجنيد الأسود وحول آلية إيقاف مسلسل التجنيد الأسود، واستقطاب الأطفال الأبرياء إلى العنف والتشدد في معارك الموت، قال القرشي إنه في الوقت الراهن يتوجب دعم برامج وأنشطة إعلامية تناهض هذه الممارسات وتبرز هؤلاء الأطفال كضحايا لا مجرمين، ثم العمل على تحسين ظروف المحتجزين وإعادة تأهيلهم وإدماجهم في مجتمعاتهم المحلية طبقاً لمبادئ باريس 2007 والبروتوكول الاختياري الثاني الخاص بالأطفال الجنود. يجب دعم منظمات وطنية متخصصة تعمل بتنسيق وتعاون مع الأمم المتحدة. شراكة أمنية وقال: يجب معالجة تجنيد الأطفال بالنظر إلى مشكلة تزايد الفقر الذي يخلق مشاكل أمنية واجتماعية خطيرة كبيرة بحيث يصعب معالجتها مستقبلاً، وسيكتوي اليمن والجزيرة العربية بنارها بالدرجة الرئيسة، ونحن كمنظمة حقوقية وطنية ليس لدينا تحفظات من الشراكة والعمل مع أي مؤسسات عربية أو دولية. خطط حوثية ضد الجوار وكشف منشق حوثي مفضلاً عدم ذكر اسمه، عن مخططات ومؤامرات كانت تحيكها الجماعة ضد السعودية لتحويل حدودها إلى إمارة حوثية يديرها مستشارون من حزب الله، يتولون تسليحها عسكرياً ويزودونها بصواريخ باليستية إيرانية الصنع محرمة دولياً، لتهديد أمن دول الجارة السعودية، واستهداف نظيراتها، ثم البدء في تنفيذ خطط الاختراق عبر نشر «ملازم الخميني» وإحياء الشعائر الشيعية بالعلن، ورفع شعارات مناهضة لأميركا واليهود وللعرب أيضاً، لتعزيز الوجود الشيعي في المساجد، وبالتالي الضغط على ملفات حساسة في الاقتصاد والسياسة والنفط، مثل الاستيلاء على حق رعاية وتنظيم شعائر الحج والعمرة، ومحاربة المذاهب الأخرى وتعميم ثقافة التكفير، وخلق النعرات والفوضى وإشعال فتنة طائفية تشمل تنفيذ عمليات إرهابية وتصفيات العلماء ورجال الدين ورموز السنة، وإدارة تصفيات عرقية واسعة وإحداث تغييرات ديموغرافية على خريطة الأرض، لتغيير الجغرافيا أمام مد النفوذ الثوري الفارسي. «خلايا خمينية» نائمة ويرافق ذلك بحسب المنشق الحوثي مخططات جانبية لخلط الأوراق وخلق الفتنة بين المذاهب تستهدف تفجير المساجد السنية بمفخخات بشرية ضمن عمليات مرسومة، وصولاً إلى تحقيق الغاية الكبرى باحتلال الأراضي الغنية بالنفط، تمهيداً لبناء «خلايا خمينية» نائمة في شرايين المجتمع الخليجي ككل، وتغذيتها بالمليشيات والسلاح، سبيلاً إلى تطويق المجتمع الخليجي تحت «كماشة» النفوذ الإيراني. «الحزم» تقتلع شوكة الطائفية وأضاف نفس المصدر: وكان غاية الحوثيين من الانقضاض على الشرعية السيطرة على ميناء عدن وميناء مضيق باب المندب بالحديدة، لتحقيق أول «خيط النفوذ» من ثم تهديد حركة الملاحة الدولية، والتحكم بحركة التجارة في المناطق المجاورة، لكن كان «لعاصفة الحزم» كلمتها الفصل في اقتلاع شوكتهم الطائفية، وإيقاف هذا المشروع التخريبي عند حده. غزو اليمن بـ«قرآن فاطمة» وكانت صحف يمنية وسعودية رسمية كشفت عبر مصادر ميدانية أن كتباً إيرانية تم ضبطها قبل دخولها اليمن، حيث تمت طباعتها في المجمع العلمي لأهل البيت في إيران، ومن أبرزها الكتاب المعروف بـ«قرآن فاطمة»، وتعليقاً على ذلك، قال الصحفي الخبير بالشؤون الإيرانية مسعود الفاك متحدثاً لـ«الاتحاد»، إن هناك فرقة يطلق عليها الشيخية تعتقد بوجود «قرآن فاطمة» وهذه الفرقة صغيرة للغاية وبعيدة عن العمل السياسي وترفض أي عمل سياسي في غياب المهدي المنتظر في حين الأغلبية الشيعية شبه المطلقة تؤمن بالقرآن بين الدفتين، فعلى سبيل المثال كل نسخ القرآن في إيران هي طباعة السعودية أو مصر. تفخيخ الكتب بالجارودية وأكد ناشطون يمنيون وسعوديون على «سوشيال ميديا»، أن إيران تهدف من وراء إرسال تلك الكتب إلى توزيعها على الأئمة المعينين من قبلهم، وتفخيخ المكتبات اليمنية بالفكر الجارودي الاثني عشري الطائفي، إضافة إلى محاولة إلغاء كتب التربية الإسلامية السليمة من المدارس، وتعبئة النشء بتلك السموم الفكرية. سر دعم طهران للانقلاب بالعودة إلى مسعود الفاك، ولدى سؤاله عن هدف إيران من الحوثيين وأهمية اليمن بالنسبة لطهران، قال مسعود الفاك إنه لا توجد حدود مشتركة بين إيران واليمن إلا أن تدخل طهران في شؤون هذا البلد العربي، واضح كالشمس، وذلك من خلال دعم طهران للانقلاب ضد الشرعية من قبل تنظيم «أنصار الله» الموالي لها، والذي يعد الإطار التنظيمي لجماعة الحوثيين. «حزب الله» اليمني وأضاف: النظام الإيراني يبرر دعمه للحوثيين من خلال التذرع بدعم الشيعة، حيث يشكل الزيود الذين تصنفهم طهران كشيعية نحو 40% من السكان، الأمر الذي جعل نظام «ولاية الفقيه» يقدم على تشكيل تنظيم على شاكلة حزب الله اللبناني، وأطلق عليه «أنصار الله» وفي الواقع هو «حزب الله» اليمني. عين إيران على اليمن إلا أن الأقلية الزيدية ليست كافية لتبرير التدخل الإيراني في اليمن، خاصة أن أغلبية الزيود ليسوا أتباع إيران، وهم أقرب من الناحية المذهبية إلى المذاهب الأربعة السنية لذا ينبغي البحث عن دوافع إيران في مصالحها القومية التي تحاول استغلال أهمية اليمن الاستراتيجي على بحر العرب وباب المندب تحت غطاء طائفي، فإيران دولة مصدرة للنفط ونسبة كبيرة من النفط الإيراني المصدر يمر عبر باب المندب الأمر الذي يدفع إيران إلى التدخل من هذه الناحية لتضمن وصولها إلى الأسواق العالمية. فض وحدة اليمن بطبيعة الحال التدخل الإيراني ليس وليد الساعة حيث كان آخر ملوك إيران محمد رضا بهلوي مهتماً جداً باليمن على هذا الأساس كان قد أرسل 2000 جندي إلى الجمهورية العربية اليمنية لتدريب الجيش اليمني في مواجهة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وهذا الأمر إن دل على شيء، فإنه يدل على أن أهمية اليمن لإيران لا تقل مع تغيير الأنظمة إلى أن هذه المرة يستغل النظام الحالي الورقة الطائفية لخدمة المصلحة القومية الإيرانية. التحكم بباب المندب ولفت مسعود الفاك إلى أن أقوال داود هرميداس باوند، أستاذ الحقوق والعلاقات الدولية في جامعة طهران يوضح النظرة الإيرانية إلى اليمن حيث يقول: «اليمن يتحكم بباب المندب، وهذا الممر من أهم الممرات المستخدمة دولياً لنقل الوقود من الشرق الأوسط إلى أوروبا، لذا يعتبر أحد أهم الممرات المائية الدولية». جسر جوي إيراني وعندما سألناه لماذا تكتفي إيران بإرسال السلاح والمستشارين إلى اليمن وليس المقاتلين كما فعلت وتفعل في سوريا؟ رد الفاك: لقد حاولت إيران بناء جسر جوي بينها وبين اليمن ولكن تصدى لها طيران التحالف العربي، مما أضعف صفوف الانقلابيين الذين باتوا يتراجعون ويخسرون جنودهم وقوتهم يوماً بعد آخر تحت ضربات التحالف العربي، لذا لا توجد حاضنة قوية للقوات أو المليشيات الإيرانية على شاكلة وجودها في سوريا، وتتخوف طهران من أن تقع عناصرها العسكرية في حال إرسالها إلى اليمن في قبضة قوات الشرعية والتحالف العربي الداعم لها. تسلل إيراني بأسلحة مهربة أما بخصوص التدخل البحري، فإن إيران لا تمتلك قطعاً بحرية متطورة فضلاً عن أن طائراتها المقاتلة لا يمكنها منافسة طيران دول التحالف العربي، فالإمارات العربية وحدها تتفوق وبقوة على إيران في هذا المجال بالطبع، وهذا لا يعني أن إيران وقفت مكتوفة الأيدي، بل عملت على إيجاد منشآت في صنعاء وميناء الحديدة لاستقبال الأسلحة المهربة إلى اليمن ولكن الطاقة اللوجستية الجوية والبحرية الإيرانية ضعيفة للغاية على هذا الصعيد، ولكن تهريب الأسلحة بالطريقة التقليدية مستمرة لدعم الحوثيين. حروب استنزاف وحول استراتيجية إيران في اليمن، أوضح الفاك أنها مبنية على فرض حرب استنزاف على قوات الشرعية والتحالف العربي الداعم لها، وذلك من خلال تزويد الحوثيين بالأسلحة التي تطيل عمر الحرب، حيث ترى طهران أن حلفاءها لا يستطيعون مواجهة القوات العربية المتطورة التي تدعم الشرعية في اليمن من خلال حرب تقليدية كما لا يمكن لإيران نفسها مواجهة هذه الجيوش. مواجهة المد الشيعي أضاف مسعود الفاك، أن الحل الوحيد لمواجهة المد الإيراني في اليمن يكمن في إحياء روح الوطنية اليمنية الرافضة لوصاية الغير، والكشف للشعب اليمني، خاصة الزيديين بأن إيران تبحث عن مصلحتها القومية وتفضلها في الكثير من الأحيان على الانتماء الطائفي الذي تستغله دائماً، لصيانة وخدمة هذه المصلحة الفارسية. العبث بمناهج التعليم توقع مراقبون وباحثون سياسيون أن فرض «ملازم الحوثي» في عموم اليمن تعني تغيير المناهج التعليمية بكل مراحل الدراسة بما يتوافق مع مناهج الرافضة التي تقر الشرك وتوغر صدور الأجيال تجاه الصحابة وأمهات المؤمنين، وثم تفضي إلى استبدال الكوادر التعليمية السنية بالكادر الإيراني، ومنع جميع المنح الدراسية إلى الجامعات العربية والإسلامية، وبالتالي فتح الباب على مصراعيه أمام المنح إلى إيران والجامعات الشيعية في الدول التابعة لها، وإقصاء جميع القضاة السنة، وحصر القضاء في الرافضة؛ مما يجعل زواج المتعة مشروعاً، وخمس آل البيت فرضاً، ومنهج الخميني شريعة، وجعل المساجد وأئمتها وخطبائها تابعين لجماعة «الحوثي هاوس» نية لعقيدة الرافضة، فيُسب أبو بكر وعمر من على المنابر، وتمنع صلاة التراويح، وتنتشر كل بدعة وتقمع كل سنة. نظرية «الدم الأزرق» رأى محمد الشرعبي كاتب سياسي يمني متخصص في الجماعات الدينية المتطرفة، أن المشكلة ليست في الملازم، فهي أحاديث مقايل وجلسات شعبية في اليمن على الرغم من أنها تحمل رؤية خمينية - إيرانية بدءاً من الشعار الذي يلصق عليها، وحتى تصدير الثَّورة. ولفت إلى أن جماعة الحوثي تعيش على الخرافة الدائمة والأحقية الإلهية ونظرية الدم الأزرق، وهذه هي أعظم الأفكار السوداء التي تدمر الدولة وتفكك اليمن، إلى جانب أنها خاضعة فعلياً للحرس الثوري الإيراني ولسلطة الولي الفقيه. ملازم الحوثية ومعركة التشييع عن حيثيات استيراد الحوثيين لهذه «الملازم الخمينية» قال عدنان هاشم الباحث المتخصص في السياسة الإيرانية، إن هذه الملازم ظهرت في نهاية التسعينيات من الألفية الماضية، عندما عاد حسين الحوثي ووالده من قم في إيران، وباشر نشرها في مساجد صعدة ثم نقلها إلى صنعاء وعمران وحجة، عبر مراكز مساجد زيدية ومراكز دينية مدعومة وممولة، توجد بداخلها «غرف سرية» مخصصة «للتعبئة السوداء» وجراحة الأدمغة وغسيل الأفكار الدينية لزرعة الفكر الاثني عشري، وقد نشطت في المراكز الزيدية لأن حسين الحوثي استغل وجود تنظيم «الشباب المؤمن» ونشاطه و«حزب الحق» وحتى القوى الشعبية في التحركات لنشر ما كان يظن من قبل اليمنيين أنه إحياء للمذهب الزيدي، وكانت المراكز الدينية هي الطريق الصحيح لها لأن اليمنيين مجبولون على التطرف، ولأن مراكز التحفيظ والتدين هي المكان الآمن لنشر أفكار ذات طابع ديني. تفخيخ الولاءات للجماعة ولإيران ساهمت «ملازم الخميني» بحسب هاشم في غرس «نبتة الطائفية» في وعي النشء، فحولت الآلاف من الأطفال اليمنيين إلى مجندين مؤدلجين يرفعون شعار الموت ضد البشر المناهضين لهم فكراً وسياسة وعقيدة. موضحاً: تعرض المذهب الزيدي لتجريف متعمد- ضمن صراع سلطوي ونتيجة الحكم الإمامي الذي كان يعلي المذهب والعرق- ولم تتبن الدولة نفسها مراكز الزيدية كمذهب بل كان عبر جهود الأفراد أنفسهم ومن هنا قدم الحوثي نفسه بصفته مجدداً للزيدية فكسب تأييداً على الرغم من أن الملازم الموزعة لم تكن تُمثل الزيدية، بل تمثل رؤية جديدة للاستبداد معتمدة على المذهب نهجها الخميني في إيران، وأصبحت «نظام حُكم»، لذلك جاءت الأيديولوجية مركبة تشبه تركيبة «أيديولوجية الحرس الثوري» التي تهاجم مخالفيهم - المفكرين والعقائديين - بأبشع الصفات وتحلّ دماءهم. كما أن سيطرة مشايخ دين - عدا الملازم، وهم من يديرون خطابها وترتيلها للنشء- تلقوا دراساتهم الدينية - الاثني عشرية - في إيران لسنوات طوال منذ الثمانينيات وحتى اليوم على منهجية الجماعة جعلها تتحول تابعة بالكامل لإيران وجعل الأجيال القادمة تدين بالولاء للجماعة ولإيران ولا تدين بالولاء للدولة والهوية اليمنية الجامعة. «كمائن» و«حواضن» خمينية بينما كانت مراكز تحفيظ القرآن الحاضنة الاجتماعية وكمائن للتجنيد السري وصناعة أفكار الموت تربي جنود المستقبل على مبادئ الفكر الخميني المتشدد، اعتبر عدنان أن انعدام وجود السلطة والدور الرقابي والفساد وانهيار التعليم وارتفاع نسبة الأمية، ومحاضن الفقر والعوز، وخلافات الساسة والاستقطاب السياسي المحموم بعيداً عن تنفيذ الخدمات للمواطن كلها شكلت محاضن لأفكار الموت ببصمة شيعية. شرطي بسواعد حوثية كشف عدنان هاشم عن أن الممول في البداية كانت السلطة ضمن مواجهة سياسية، ولاحقاً كان إيرانياً وتُجار شيعة وحوزات، أما التخطيط والغاية المستقبلية، فهي إيرانية أكثر من كونها إدارة حوثية يمنية، والهدف هو إشراك أكبر للحوثيين في صراعات المنطقة ودعم الشيعة في السعودية والكويت والبحرين وتعزيز أمن منطقة الشرق الأوسط، وتحويل إيران إلى شرطي المنطقة الذي يحتل المُدن بأيدٍ محلية. التجنيد السري ومؤامرات تخريبية لهذا، فإن وراء هذا «التجنيد السري» بحسب عدنان تتخفى خطط خبيثة ومؤامرات تخريبية تهدد أمن المنطقة، وعندما تنجح عمليات عاصفة الحزم في بلوغ كامل أهدافها، سيذوب الحوثيون بسلطة تفرض سيطرتها وهيبتها على كل أراضي اليمن ويسحب السلاح منهم ويكونون جزءاً من لون الطيف السياسي بصفتهم حزباً وليس جماعة مع حلّ الهيكل التنظيمي للجماعة. الركن «السادس» للإسلام أثار الإعلامي الحوثي أسامة ساري موجة غضب بين أوساط المجتمع اليمني، عبر تعليق نشره في صفحته على فيسبوك: «من يعتقد بأن شعار الموت لأميركا ليس ركناً من أركان الإسلام فهو واهم وجاهل بدينه فعلاً، فالشعار هو براءة من أعداء الله». وأضاف: «الشعار «ركن من أركان الإسلام»، ولا يصح دين الإنسان، ولا إيمانه بالله إلا بهذا الركن.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©