الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علي المحرزي: أقضي رمضان بين القرآن وخدمة الناس

8 يوليو 2014 21:27
يبدأ برنامجه الرمضاني بصلاة الفجر ثم تلاوة ما تيسر من القرآن الكريم، ولكنه ينهيه على الطريق في محاولة لاصطياد المزيد من الحسنات عبر تقديم وجبات لقائدي السيارات الذين يمرون أمام منزله على الطريق، والذي يعد نقطة حيوية تصل بالمسافر إلى دبا الفجيرة أو دبا الحصن. ولأن علي خميس المحرزي اكتسب هواية خدمة الناس من عمله السابق مديرا للبلدية فرع المناطق في رأس الخيمة، فهو يغتنم رمضان لاستكمال هذه الهواية من خلال الإشراف على أكثر من مائدة لإفطار الصائمين. وحين تحدثنا معه كان في طريقه إلى مسافي حيث تقيم والدته، قادما من دبي حيث يسكن، لمواصلة برنامجه في خدمة الناس بموقع آخر، قال إن برنامجه الرمضاني يبدأ بعد صلاة الفجر حيث يقضي بعض الوقت في التلاوة، ثم يذهب بعد إلى مسجد والدته في مسافي ليقضي بعض الوقت حيث خصص لنفسه تلاوة جزءين من القرآن يومياً. ويكمل: بعد صلاة الظهر ربما أرتاح قليلا أو أبقى لإكمال التلاوة، لأن الوقت الذي يأتي بعد صلاة العصر إنما هو للإشراف على موائد إفطار الصائم التي نقيمها في مسافي، مشيرا الى أن هناك مائدة أخرى في دبي تشرف عليها زوجته. وهو يقسم وقته بين المائدتين، قائلا «ربما أكون مع زوجتي أحيانا، أو أبقى في مسافي رأس الخيمة، لنفطر ما يقارب سبعين صائما، كما نجهز بعض الوجبات المتكاملة لقائدي المركبات، لأن سكننا على الشارع العام الذي يعد نقطة حيوية توصل المسافر إلى دبا الفجيرة أو دبا الشارقة أو خورفكان». ويستبشر المحرزي بقدوم رمضان هذا العام «في موسم الهمبا والرطب، شاكرا الله تعالى أنه منحه الفرصة لتوزيع التمر من مزرعته على الصائمين وعابري الطريق. وهو يوزع أيام رمضان بين دبي ومسافي التي يعتبرها جزءا من الروح والجسد «لأن كل ذكرياتي وحياتي بدأت فيها، ولا زلت أتذكر أننا كنا نسافر لأيام على ظهور المطايا من مسافي إلى الشارقة ودبي كي نشتري مير أو مؤنة البيت سواء كانت أطعمة أو أقمشة» ويضيف: اليوم نستخدم كل أنواع المواد الغذائية التي أصبحت متوفرة في مسافي، ومن أهم ما يعتمد عليه الصائم سواء قديما أو حديثا الأرز والبهارات، وأيضا الحبوب مثل البر أو القمح، وأيضا السكر وحبوب القهوة الخضراء. فقد كانت هذه المواد متوافرة قديما أيضا ويعبر عن استغرابه من إلحاح البعض على حالة الفقر والحاجة والعوز في الإمارات قبل النفط، مؤكدا أن ذلك «ليس صحيحا ولم يسر على كل المناطق فقد كان الخير كثيرا، ومن كان فقيرا أو محتاجا، فإن صلة القربى والجوار تكفيه عن العيش فلم نجد متشردا أو من يمد يده». ويرى أن أبرز ما أضافه الزمن هو اختصار المسافات بحيث اصبح بإمكاني أن أكون على رأس عملي في دبي, ثم أفطر بمسافي في نفس اليوم والحمدلله على تيسير كل هذه نعمة من المولى عز وجل، بينما لم تر ذلك في الماضي، فكان من الصعب أن يسافر صائم من منطقة إلى أخرى قديما، بسبب وعورة الطريق وعدم توفر مركبات بها تبريد. ويشير الى أن الكثير من العادات الإماراتية الأصيلة كانت كفيلة بحل المشكلات في الماضي، فإذا لم توفر وسيلة نقل: ناقة أو بعيرا للسفر لشراء المؤن تولى الجار هذه المهمة.يشدد المحرزي على أهمية اغتنام شهر رمضان في الطاعات وعمل الخير بكل أشكاله موضحا أنه يلتقط ساعات بعد صلاة التراويح، ليقضيها مع أسرته، أو وزيارة الأرحام معتبرا أن ذلك هو وقت الراحة في رمضان. ويواصل حديثه مؤكدا أنه يوميا يضع برنامج اليوم التالي استعدادا بمشروعات إفطار الصائم، مشيرا الى أن الحرص على تقديم الطعام في رمضان عادة إماراتية منذ ما قبل حقبة النفط، « فقد كان واجبا على كل من يذبح ذبيحة في رمضان أن يوزعها على جميع جيرانه ولو أعطى لكل بيت نصف كيلو أو أقل حسب عدد البيوت والعائلات. وهنا يشير الى عادة إماراتية حسنة افتقدناها اليوم، حيث لم يكن أهلنا يكثرون من تناول اللحوم قديما رغم وفرة الأغنام والمواشي، ولكن كانوا يعتمدون على الألبان والأسماك وإن كانت مجففة، وعلى التمور مع اللبن الحامض أو الروب «الزبادي». ويضيف: لا زلت أذكر أن عادة تناول الروب مع الخبز أو اللبن مع الأرز من أكثر العادات المحببة لقلبي كصائم حتى اليوم، كما أن أجمل ذكريات رمضان تتجسد في الأوقات التي تجمع الأهل والأصدقاء في ليالي شهر الصوم حيث كنا نكثر من التزاور والتلاقي في مجالس ولقاءات ممتعة لا تزال تشكل أجمل مناطق الذاكرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©