لم أكن أتوقع الفوز بالذهب في أول مشاركة لي ببطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجو جيتسو بنسختها الأولى عام 2009، لأنني كنت في البدايات، فلم يمض على ممارستي للعبة إلا شهور، ولكنني عندما خسرت في الأدوار التمهيدية في نزالات الحزام الأبيض، شعرت بالإهانة، تضايقت كثيراً، كنت أتوارى من أمام أعين الناس، وأنا في طريقي للخروج من على البساط، شيء ما كسر بداخلي.
الخسارة كانت منطقية لأنني شاركت في البطولة بقرار مفاجئ، ولأنني كنت في فترة الهواية، أتدرب يومين فقط في الأسبوع، وأخوض نزالات قليلة مع بعض أصدقائي، وأعيش حياة بلا ضغوط، ولكني عرفت معنى الضغوط عندما خسرت في وجود الجماهير، وعندما رفع الحكم يد منافسي ملعنا فوزه، كانت تلك هي اللحظة التي بعثت داخلي شعور التحدي، وولدت بداخلي عملاقاً لا يرضى الهزيمة.
قررت أن أتحدى نفسي، وأن أتدرب كل يوم، وأن أستفيد من الدعم الذي توليه أبوظبي لرياضة الجو جيتسو، واخترت لنفسي أسلوب القتال الأرضي، لأنه الأصعب ولأنه يحتاج الكثير من المهارات للفوز، فأنت من تلقي بنفسك على الأرض، ثم تبدأ محاولاتك في كسب النقاط، وخصمك يملك أفضلية الوقوف واللعب العلوي، ووجدت نفسي في هذا الأسلوب، فلم أجد معاناة في تحويل دفة النزالات لصالحي لأنني عشقت الأسطورة البرازيلي كوبرينا، الذي يتميز بهذا الأداء، والذي بلغ من العمر 37 عاماً الآن، ولكنه ما زال يصعد منصات التتويج . عندما صعدت منصة التتويج في عالمية أبوظبي عام 2013 وتوجت بالذهب شعرت بأنني استعدت كبريائي على نفس المنصة، ولكني لم أشبع طموحاتي، لأنني كل يوم أبحث عن الجديد، وأطارد إنجازاً، وأرجو أن أكون الأول على العالم، ربما تحقق لي ذلك في آسيا، عندما حصلت على ذهبية بوكيت في شاطئية تايلاند عام 2014، وحافظت عليها في دانانج بنفس البطولة عام 2016، وأسعدت نفسي وجماهيري بذهب تركمانستان في ألعاب الصالات، ولكني ما زلت أبحث عن الجديد في مسيرتي مع اللعبة.
عدد اليوم
