السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أسواق ميناء زايد بأبوظبي تحزم أمتعتها

أسواق ميناء زايد بأبوظبي تحزم أمتعتها
28 مايو 2006

هل رأيتم البحر يجلس القرفصاء في انتظار رحيل أرصفة شواطئه عنه؟
هل رأيتم الموانىء تحزم حقيبة سفرها من قبل؟
في ميناء زايد بأبوظبي، ثمة استعدادات وإن كانت بطيئة، لكنها آخذة بالظهور إلى العلن· ظهور يأتي على شكل أسئلة واستفسارات عن الحال والمآل بعد انتقال الميناء وبالتالي إغلاق منطقته وتحويلها إلى منطقة سكنية أو تجارية بحسب المشاريع المقترحة أو التي لاتزال قيد الدرس الآن·
هذه المساحات الباسطة ذراعيها تغازل لازورد الأفق، الشاسعة كحضن أم حنون، الواسعة كأرض طيبة، توشك تودع مرتاديها وناسها وسكانها، بعد أن أنجزت مهمتها معهم نحو ربع قرن·
مضينا في العدد الماضي من دنيا الاتحاد في رحلة مع القراء إلى الميناء وأسواقه، نستكملها اليوم برحلة مماثلة، نستعرض أهم الأسواق العاملة هناك، ونبحر فيه دون سفينة، بوصلتنا: المعلومات، والمزيد من التحيات والأمنيات لهذا البلد·
روعة يونس:
تصوير-أنس قني
يا ورد مين يشتريك؟! لعله السؤال الأبرز الآن، لذا يسارع البعض إلى سوق النباتات والورود لاقتناء نباتاتهم المفضلة، التي جعلت من سوق الزهور ساحة قوس قزح خلابة آسرة للحواس··· حيث يتوفر 33 نوعاً من الزهور بمختلف أشكالها وألوانها وأنواعها وعطورها ومصادرها، أهمها زهور لتعطير الأجواء كالريحان والحبق والعوسج والسوسن والقرنفل والفل والياسمين والليلك والورد البلدي، وهناك أنواع غربية وآسيوية مثل الغاردينيا والزنبق والتوليب والغوشي والأوركيديه والفانيليا·
تبدأ أسعار الشتلة من عشرة دراهم وصولاً إلى مئة درهم، بحسب حجمها وعمرها وقوة نفاذ رائحتها ونوعها، وهي أغلى من أسعار النباتات العادية التي تعدّ حوالي 63 نوعاً من مختلف أنواعها الصحراوية كشتلات القلاّم والعرفج والحميض والرخامى والقراص والقطبة والشوكية· وكذلك أنواع زهور الزينة ومنها عربي وغربي وآسيوي المصدر، باستثناء العديد من الحوليات الشتوية والصيفية، والعشبيات المزهرة والمعمرة، ونباتات الظل والتنسيق الداخلي والزينة، والمائية·
كلوا من طيبات ما رزقناكم
الأبهى من منظر الزهور، والأشهى من روائحها، منظر ومذاق الفاكهة والخضار التي تملأ أرصفة سوق الفواكه والخضار الواقع شرق الميناء·
تصطف محال بيع الفاكهة والخضار على رصيف يمتد على جهتين، يصل طول كل جهة حوالي 200 متر، يقوم على البيع فيه باعة عرب وايرانيون وغيرهم من الجنسيات الآسيوية· تباع في السوق شتى الأصناف، بالجملة والمفرق كما يخبرنا البائع 'درعاوي': تباع لدينا وفي كل محال السوق فاكهة تصل الإمارات من مصدرين، الأول من الإمارات نفسها (العديد من أصناف الخضار) ومن كل دول العالم تقريباً· ويكاد لا يوجد نوع فاكهة إلاّ ويتوفر في السوق سواء كان أفريقياً أو آسيوياً أو أوروبياً أو استرالياً أو أميركياً· ولكل صنف زبائنه، لكن الجنسيات العربية تقبل على شراء فاكهة بلاد الشام ومصر، أسعارها أرخص مما هي عليه في البقالات، لذا تأتي العائلات لملء صناديق سياراتهم بما يلزمهم·
لاتمسها التربة ولا المواد الكيماوية
لعل أفضل وأهم ما وقعت أعيننا عليه في الشركات العاملة على أرض الميناء، شركة 'السهم' التي يحظى نشاطها برعاية خاصة من دائرة أعمال سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، حيث تبيع الشركة منتجاتها من الخضار 'الأورغانيك' -اي الخالية من الكيماويات- ويحرص الباعة في الشركة على ترتيب الخضار وعرضها بطريقة جميلة تنم عن اهتمام بالمنتج ونظافته، حيث تجلل الخضار بجيلاتين دون أن يلتصق بها، بغية تأمين حصة مثالية من التنفس لها، ويُكتب على بطاقات تعلو الرفوف اسم المنتج الزراعي وتاريخ استلامه وسعره· هذه المنتجات تُزرع في الماء دون تربة أو أي مادة كيمياوية، مثل :الخس، الكبوس، الخيار، الكوسا حفاظاً على البيئة وعلى صحة الإنسان في آن معاً· ولا يختلف سعرها عن باقي الخضار·
سوق الخير الدائم
بعد عبورنا سوق الجملة للخضار، والساعة تشير إلى السابعة صباحاً··· وصلنا سوق الخير·
إنه سوق التمورالذي أطلق عليه سكان الإمارة هذا الاسم تيمناً بالنخلة العظيمة، رفيقتهم وشريكتهم التي تقاسمت معهم شظف العيش وقسوة الحياة· يضم السوق حوالي 75 نوعا من التمور تُزرع جميعها في الإمارات، أهمها: الخنيزي ونغال ودباس وخدي ويردي وخلاص وبومعان ويواني وفرض وبرحي ولولو وخضراوي وسيسي وصقعي··· وتصدرها الإمارات إلى الخارج، مثلما تباع في سوق الميناء بالمفرق أو الجملة·
يا طيور الطايرة لديرة هلي
تتوفر في سوق بيع الطيور المتسع لـ14 دكانا، أنواع متنوعة من طيور الزينة والزاجلة والمغردة، كالبلابل والعصافير والدوري والحسون والحمام والدجاج والديكة والسمان والسفرت والكوكاكو والببغاء بأنواعه· وقد ذكر لنا الباعة في السوق أن أسعار الطيور تبدأ من درهم واحد للكتكوت، وصولاً إلى 7000 درهم للببغاء الباجري، بعد أن كان سعره يتجاوز 12 آلاف درهم، قبل ظهور مرض أنفلونزا الطيور الذي أدى إلى انخفاض أسعار معظم الطيور· كما تتوفر في السوق العديد من أنواع وألوان وأحجام أقفاص الطيور، والحبوب والغذاء الخاص بها·
الحطب المظلوم والخيزران الحنون
يسود إلى جوار الطيور الجميلة الزاهية الألوان، لون واحد هو الأسود·
فأكياس الفحم التي تسند ظهرها إلى أكوام الحطب، يباع واحدها بحوالى 25 درهماً، حيث يقتنيه أصحاب المقاهي، لأنه من مستلزمات 'الشيشة' وهو ملازم لحفلات الشواء الخاص بالعائلات أو المطاعم الشعبية التي تقدم مأكولات مشوية، بينما حزمة الحطب وتُسمى 'رفتة' تباع بدءاً من 10 دراهم، وهي قبلة أهل الإمارات ممن يهوون رحلات الصيد والبر، أو ممن يوقدون النيران في فللهم الجميلة أو خيام البادية، ويصفها التجار بالحطب المظلوم لأنها مقتطعة عن أمها الشجرة وترمى للنار!
السوق نفسه متصل بسوق خاص لبيع الأعلاف والخيزران، تصطف قبالة المستودعات آلاف من حزم الأعلاف الخضراء القادمة من سلطنة عُمان، مخصصة لغذاء المواشي، وتباع الحزمة 'بندلة' بدءاً من 17 درهما، أما الشعير الأصفر فتباع البندلة بدءاً من 20 درهما وهي مخصصة للخيول بأنواعها، يشتريها المزارعون بعِزب 'بني ياس والختم وضواحيها' إذ تزدهر هناك مزارع المواشي والخيول·
اما الخيزران فمعدّ لتلبية حاجتين: زينة البيوت الشعبية المرفقة بالمزارع، وتسوير بعض عزب الخرفان والأغنام لأن الخيزران -كما اخبرنا تجاره- مرن وصوته حنون مريح للأغنام! يباع بسعر 10 دراهم للمتر الواحد، حيث تُشبك الخيزران ببعضها وتحاك كما السجاد·
سجادة الدرب: برج العرب
وعلى سيرة السجاد، فإن سوقاً لبيعه يقع في المنطقة ذاتها، تباع فيه أنواع عدة من السجاد الإيراني والأفغاني والهندي والتركي، بمسميات منها: رويال، سوبر، سفاري، برليانس، إلى جانب سجاد جديد خاص بالدروب والممرات المنزلية الضيقة في الفلل، موشى بجمالية سُمي 'برج العرب' نسبة إلى الفندق الشهير بدبي· السجاد يباع بقياس المتر، ولعل الأغلى ثمناً سجادة أفغانية بطول أربعة أمتار وبسعر 4000 درهم·
نفس المحال تبيع أغطية السرير الصوفية 'حرامات' والقماشية 'اللحاف' ووسائد متعددة الأحجام، تبلغ ذروة بيعها على العكس من المتوقع، في فصل الصيف! وبسؤال الباعة عن السبب أكدوا لنا أنها السلعة الأكثر اقتناءً لدى الجاليات العربية التي تشتريها أثناء السفر في إجازات الصيف، بخاصة وأن سعر القطعة تراوح عند 100 درهم، أكثر أو أقل، والرائج هما النوع الإسباني وهو أغلى ثمناً، والنوع الآسيوي وهو الأكثر مبيعاً·
مراقبة الأسواق والبرادات
ثمة منطقة بمحاذاة سوق الخضار، تستقبل شاحنات وبرادات ومخازن الخضار والفاكهة، واستراحة سائقي البرادات، ممن يأتون بالمنتجات الزراعية من خضار وفاكهة من عدة بلدان: ايران وعُمان وسورية ومصر ولبنان··· خصصت دائرة بلدية أبوظبي قسماً خاصاً لمراقبة الأسواق وضمان سلامة المنتجات ونظافتها، حيث يشرف فريق عمل مسؤول عن النظافة والسلامة، وتضم المنطقة استراحة سائقي البرادات والمخازن، حيث تقف شاحنات وبرادات النقل في رتل طويل منتظم، بعد وصولها ليلاً إلى الميناء الذي يشهد حركة نشاط دؤوب لتوزيع وبيع المنتجات قبيل الفجر وطلوع الضوء· يبقى أن نشير إلى أن سفينتنا لاتزال راسية في الميناء، إذ لدينا بعد المكان، الحديث عن أهل الميناء في العدد القادم بإذن الله·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©