موسكو - وكالات : أطلقت موسكو بالون اختبار لفكرة استعادة السيطرة على مشروعات ضخمة للطاقة في أقصي شرق روسيا من رويال داتش شل واكسون موبيل مثيرة بذلك مقارنات بين هذا الاقتراح وتحركات لتأميم الموارد الطبيعية مثلما يجري في أميركا الجنوبية·
واستشهدت وزارة الموارد الطبيعية بتقرير لاكاديمية العلوم الطبيعة الروسية عن اتفاقات اقتسام الانتاج الثلاثة للبلاد وهي مشروعات سخالين-2 لشركة شل وسخالين-1 لشركة اكسون وترخيص خارياجا الذي تحمله شركة توتال· وخلصت الدراسة الى أن هذه المشروعات متخلفة عن الوفاء بمواعيدها ومتجاوزة لمخصصات الميزانية وفيها قصور من حيث مشاركة الجانب الروسي فيها·
وقالت الوزارة في بيان 'تقترح الاكاديمية زيادة دور الشركات الروسية في هذه المشروعات الى 15 في المئة كواحد من الاجراءات الرامية الى زيادة الكفاءة لهذه الاتفاقيات لاقتسام الانتاج·
' واضاف البيان قوله 'وتعتزم وكالة البيئة الروسية ووزارة الموارد الطبيعية استخدام معلومات الأكاديمية في المستقبل لطلب السيطرة على تطوير واستغلال هذه المكامن·
' وقال إن الأكاديمية تعتزم أن تكتب الى الادارات الحكومية الأخرى والوزارات 'من أجل تصحيح هذا الوضع· ' وبموجب القانون الروسي فإن اتفاقيات اقتسام الانتاج لا يجوز تعديلها بعد أن توافق عليها الحكومة والبرلمان· ولم تشرح الوزارة كيف يمكن اصلاح أوجه النقص والقصور التي أشارت اليها الاكاديمية· وقال رينات جيزاتولين المتحدث باسم الوزارة 'ليس هذا الموقف الرسمي للوزارة لكن ما يقوله العلماء معقول· ' وقالت شل إنها ليس لديها تعقيب ولم يمكن الوصول الى اكسون· من جانب آخر فشل الاتحاد الأوروبي وروسيا أمس الأول في التوصل الى اتفاق حول قضايا الطاقة المعلقة بين الجانبين وذلك بعد قمة استمرت يومين اعتبرت تمهيدية لاجتماع مجموعة الدول الثماني في سان بطرسبرج في يوليو المقبل· وأدى رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروزو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعراضا علنيا للعلاقات الودية في مدينة سوشي المطلة على البحر الأسود غير أنه بدا أن الزعيمين لم يحققا تقدما ملموسا بخصوص القضايا الرئيسية· وتمسك بوتين الذي وضع مسألة أمن الطاقة في قلب جدول أعمال اجتماع مجموعة الثماني بموقفه بأن الكرملين لن يسمح لأوروبا بوصول أكبر الى قطاعي النفط والغاز في روسيا الا اذا سمح للشركات الروسية بدخول الأسواق الأوروبية في المقابل· وقال بوتين في بيان صحفي في سوشي 'اذا كان شركاؤنا الأوروبيون يتوقعون منا السماح لهم بالوصول الى أحد أهم قطاعات اقتصادنا·النفط والغاز·فعندئذ نتوقع أنهم سيقابلوننا في منتصف الطريق باجراءاتهم·
' غير أنه أضاف 'الشيء الرئيسي هو أننا لدينا الرغبة في التوصل الى اتفاق بشأن تلك المسائل وسوف نصل الى اتفاق·
وكان ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي أعد نبرة متوترة بخصوص القمة المقبلة لمجموعة الثماني في وقت سابق من الشهر الجاري بتشكيكه في المسوغات الديمقراطية لروسيا واتهامه زعماءها باستغلال النفط والغاز كوسائل 'تهديد وابتزاز' ضد جيرانها·
وتجنب بوتين الاجابة على سؤال بخصوص تصريحات تشيني وقال إن روسيا تدافع فقط عن مصالحها·
وقال باروزو إن تلك القضايا أثيرت خلف أبواب مغلقة غير أنه لم يوجه انتقادات لبوتين· وأضاف يمكنني أن اخبركم بكل صراحة بأنني شاهدت في هذا الاجتماع روح انفتاح حقيقية ومحاولة من كل منا لفهم موقف الآخر· ' ويمارس الاتحاد الأوروبي ضغوطا على موسكو للسماح للشركات الأوروبية بالوصول إلي أنابيب الغاز بينما تريد موسكو أن تحصل جازبروم التي تسيطر عليها الدولة على امكانية التوسع في سوق التوزيع الأوروبية·
وفي وقت سابق من العام الجاري أثارت جازبروم التي تمد أوروبا بنحو ربع احتياجاتها من الغاز مخاوف أوروبا بعدما أوقفت لفترة قصيرة امدادات الغاز الى اوكرانيا بسبب خلاف تسعير· وزاد الكسي ميلر رئيس جازبروم من تلك المخاوف عندما أبلغ سفراء الاتحاد الأوروبي في ابريل الماضي بأن روسيا قد توجه الغاز الى أماكن أخرى اذا حاول الاتحاد الأوروبي التدخل في خططها للتوسع·
ويرى الكثيرون في الكرملين جازبروم باعتبارها وسيلة لتعزيز نفوذ روسيا على صعيد الجغرافيا السياسية بعد فقدها لمكانتها في أعقاب سقوط الاتحاد السوفيتي عام 1991·
وقال بوتين إن روسيا يمكن أن تكون مزودا بالطاقة يعتمد عليه غير أنه أوضح أن مصالحها ستكون لها الأولوية حيث تسعى لدخول أسواق جديدة · وقال 'سنبحث بالطبع في السوق العالمي عن النوع من الشراكة الذي يلبي مصالحنا الاقتصادية· وأضاف 'إننا نرى كيف تدافع الولايات المتحدة عن مصالحها ونرى الوسائل والطرق التي تستخدمها في ذلك·عندما ندعم مصالحنا فإننا نبحث أيضا عن أكثر الوسائل قبولا لتنفيذ مهامنا الوطنية· ' وفضلا عن قضايا الطاقة أثار سعي بوتين إلى تعزيز قبضة الكرملين على وسائل الاعلام وحكام الأقاليم والاقتصاد مخاوف غربية من تراجع روسيا عن الديمقراطية· ويقول مسؤولون بالكرملين إنهم يحاولون ارساء النظام بعد الفوضى التي سادت العقد الأول في اعقاب انهيار الاتحاد السوفيتي· وشكك منتقدون أميركيون فيما اذا كان ينبغي أن تستضيف روسيا قمة مجموعة الثماني على الاطلاق فيما خفت حدة التوترات بين روسيا والاتحاد الأوروبي بخصوص الطاقة خلال الأيام الأخيرة·
وقال باروزو لرويترز على متن الطائرة التي أقلته الى سوشي 'سيكون من الصعب للغاية التكهن بالنجاح الكامل لقمة مجموعة الثماني في سان بطرسبرج دون تحقيق نتائج ايجابية الآن في سوشي
عدد اليوم
