الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كيك التفاح والجبن زينة المائدة السويسرية

كيك التفاح والجبن زينة المائدة السويسرية
22 يونيو 2015 20:45
حسام محمد (القاهرة) يبلغ عدد المسلمين في سويسرا حوالي نصف مليون مسلم وهم يمثلون حوالي 3 في المئة من العدد الإجمالي للسكان، والإسلام هو الدين الثاني في سويسرا ويوجد كثير من النساء السويسريات يعتنقن الإسلام، لأن النساء بدأن يشعرن بأن أجسادهن أصبحت سلعة رخيصة تستخدم للإعلان عن أرخص البضائع، فشعرن بالمهانة، لذلك أصبحت المرأة السويسرية الأكثر شغفاً بالإسلام لشعورها في رحاب هذا الدين الحنيف بأنها مصونة، وأن لها كرامة ونسبة لا بأس بها من المسلمين السويسريين من أصول عربية، ولكن هناك نسبة كبيرة أيضاً من أبناء البلد الأصليين الذين دخلوا الإسلام عن قناعة كاملة. خصوصية كبيرة تقول الدكتورة فوزية العشماوي، أستاذ التاريخ بجامعة جنيف ورئيس منتدى المرأة المسلمة في أوروبا: إن شهر رمضان له خصوصية كبيرة في سويسرا ورغم أن المجتمع لا يمنح المسلم أي خصوصية بسبب كون الأغلبية غير مسلمة، فإن خبر بزوغ هلال الشهر الفضيل ينتشر بسرعة بين المسلمين السويسريين الذين يكونون في تلهف لسماع الخبر ويهللون ويكبرون فرحاً وهو التكبير والتهليل الذي يتكرر يومياً في الوقت الذي يجتمع فيها المسلمون وقت الإفطار ففور انطلاق أذان المغرب يهللون ويكبرون، ويدعون الله عز وجل أن ينصر أمة الإسلام ويعزز منعتها. غربة المسلمين وتضيف د. العشماوي: بسبب غربة المسلمين في سويسرا فإن شهر رمضان يضاعف ذلك الشعور، خاصة لدى المـهاجرين حديثاً لهذا تحرِص العائلات على التّخفيف من ذلك من خلال تبادل الزيارات وتنظيم وجبات الإفطار الجماعية في القاعات الخاصة وفي المراكز الإسلامية، ويتبرّع الأثرياء بتمويل إفطارات خاصة بالطلبة، وهناك طقس جميل يتبعه السويسريون المسلمون في هذا الشأن، حيث يقوم كل مسجد ومركز بتعليق لوحة كبيرة تتضمن جدولا بأيام الشهر الفضيل ويتسابق السويسريون لتسجيل أسمائهم كل عائلة تختار يوماً تعد فيه طعام الإفطار لرواد المسجد أو المركز الإسلامي وتتسابق السيدات لإعداد ما لذ وطاب من الطعام في يومها، حيث تكون المائدة عامرة وبفضل هذا التكافل الاجتماعي، لا يشعر أحد بأنه متروك لحاله. وتعمد بعض الجاليات العربية، مثل الجالية العراقية، إلى تنظيم سهرات رمضانية خاصة. المأكولات المتنوعة وعلى المستوى الأسري، تضيف العشماوي، تحرص كل عائلة على تجهيز المأكولات المتنوعة لأسرتها الصغيرة، حيث لا تخلو المائدة في الغالب من وجبات شهية كالكوسكس المغربي، وكيك التفاح السويسرية، وكيك الجبن التي يشتهر بها سيدات سويسرا، وهي وجبات مغذية تساعد على تعويض الصائمين ما فقدوه خلال فترة صيام تمتد أحياناً لما يقارب الـ 19 ساعة يومياً وقبل التهام الوجبات الثقيلة، يفضلون أولاً البدء بتناول التمر الذي يصلهم من السعودية، ويتبادلون التهاني بالإفطار في مشهد روحاني يجمع العشرات على مائدة واحدة من جنسيات مختلفة بدءاً بالسويسرية والمغربية والتونسية ومروراً بالجنسيات الإفريقية وانتهاءً بأبناء الجالية البوسنية والألبانية والأتراك. قراءة القرآن وفي رمضان نستدعي أئِمة يُجيدون قراءة القرآن من مصر وتركيا وغيرها، ويتلقى السويسريون غير المسلمين دعوات للمشاركة في هذه الاحتفاليات، حيث يتعرفون على شهر التسامح والغفران والعبادة واقتراب المسلم من الله عز وجل أكثر من أي وقت آخر والصيام ومعانيه ومواعظه وأن المسلم يتذوق خلاله المعاناة التي قد يتذوقها الآخرون عندما لا يجدون ما يقتاتون به والتعرف على التقويم الهجري. وتجتهد المساجد في أيام رمضان بتوفير أجواء روحانية إيمانية، فتقوم على دعوة أئمة ووعاظ من الدول العربية والإسلامية لقراءة القرآن وتفسير آياته وتعلم الدروس الدينية المختلفة، كما أنها تشجع المسلمين على التكتل داخل اتحادات الكانتونات، تلك الوحَدات الجغرافية المكونة للبلاد، والعمل على تعزيز إجراءات اندماج هذه الأقلية بين سكان سويسرا،كما يهتم المسلمون الذين يمتلكون المحال الغذائية أن تتوافر جميع الحلوى الرمضانية والتي اعتاد المسلمون تناولها في بلادهم الأصلية بهدف إضفاء مذاق خاص لتلك الأيام المختلفة من العام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©