الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

بدء الخطوات العملية لجمع تراث أبوظبي المعنوي

27 مايو 2006
أمجد الحياري:
بدأت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث الاتصال بمختلف الجهات ذات الصلة في الدولة بهدف التعاون معها في إنجاز تنفيذ مشروع 'الجمع الميداني الشامل للتراث الثقافي' غير المادي' لإمارة أبوظبي فيما باشرت بتشكيل فرق البحث المختصة وفرق الجمع الميداني، حيث تستلزم طبيعة هذا الجمع الميداني الهام للتراث، توافر فريق عمل متخصص وذي خبرة واسعة في مجال جمع التراث المعنوي وتوثيقه وأرشفته· ونظراً لضخامة مشروع المسح الميداني للتراث المعنوي، وضخامة المساحة الجغرافية لإمارة أبوظبي وتنوع المادة التراثية بتنوع البيئة الساحلية والبدوية والحضرية، فقد أكدت الهيئة أهمية التعاون مع عدد من الجامعيين الميدانيين من خريجي الجامعات من تخصصات علم الاجتماع والتاريخ والآثار واللغة العربية، حيث سيتلقى هؤلاء دورة تدريبية على الجمع الميداني ومناهجه وأساليبه وقواعده، وسيتولون الجمع من المناطق التي يحددها المشرف على المشروع· إضافة للباحثين العاملين بقسم البحوث بهيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وبإدارة الآثار والسياحة بالعين· وسيتم تنظيم دورة تدريبية متخصصة للجامعين، ابتداءً من الأسبوع المقبل، يحاضر فيها أساتذة متخصصون في الإثنولوجيا والتاريخ والجغرافيا والاجتماع حول موضوعات التراث المعنوي وميادينه وعناصره وجمعه وتدوينه، وجغرافية وتاريخ الإمارات، كما يحاضر فيها فنيون حول كيفية استخدام الأجهزة الحديثة في الجمع كأجهزة التسجيل والكاميرات والفيديو، وفنون التصوير وقواعده·
وفي ضوء تشعب التراث المعنوي واتساع مساحة إمارة أبوظبي وتنوع الأنشطة الاقتصادية فيها، فسيتم تنفيذ المسح بشكل مرحلي على مستوى التراث المعنوي نفسه، وعلى مستوى المساحة الجغرافية للإمارة، وذلك على عدة مستويات متخصصة·
فعلى مستوى التراث المعنوي ونظراً لتعدد موضوعات التراث المعنوي وكثرة تشعبها، فسيتم البدء بموضوع العادات والتقاليد 'عادات الزواج مثلاً'، والمعارف الشعبية 'الطب الشعبي على سبيل المثال' ويتولى فريق الجمع الميداني تغطية هذا الموضوع المختار على مستوى الإمارة ككل· وسيسير المشروع بالتدريج في تناول موضوعات التراث وفقاً للخطة الزمنية والجغرافية المتبعة·
المنطقة الساحلية
أما على مستوى المساحة الجغرافية لإمارة أبوظبي فسيتم التركيز في البداية على منطقة أبوظبي الساحلية والجزر والإسراع بجمع التراث المعنوي وخاصة حول الصيد والغوص والتجارة في الماضي، وذلك قبل أن تختفي من ذاكرة كبار السن والرواة· وقد يساعد على ذلك توافر بعض المدونات عن ثقافة البحر· ومن ثم يتولى الجامعون والمراسلون عملية الجمع الميداني من مجتمعاتهم المحلية تيسيراً للجمع، وضماناً للتواصل بنفس اللهجة، وبتوجيه من المشرف وفريق البحث· ومع تراكم الخبرة العملية لفريق البحث يتم الانتقال إلى البيئة الحضرية بمدينة أبوظبي والعين ومدينة زايد وغيرها لجمع التراث منها· وفي النهاية ينتقل الجمع إلى المناطق البدوية في ليوا والعين لأنها أكثر ثراءً في مجال التراث المعنوي، وخاصة التراث الشفاهي الأدبي 'أشعار وأمثال وقصص وحكايات وأساطير وتاريخ وألغاز وأغان·· الخ'· ومن الممكن البدء بالمناطق البدوية قبل المناطق الحضرية إذا اكتسب فريق البحث المهارة الكافية، وفي الحالتين فإن خبرة وظروف الجمع هي التي تحدد الأولوية·
المدى الزمني
وبالنسبة للمدى الزمني للجمع الميداني فإن هذا يتوقف على حجم المسح الميداني للموضوع، وعلى الرقعة الجغرافية للإمارة، وعلى فريق البحث، والجامعيين الميدانيين، وتوفر الموارد المادية· وينقسم المدى الزمني إلى عدة مراحل قد تتداخل مع بعضها وهي مرحلة التدريب وفيها يتلقى الجامعون والدارسون والمهتمون تدريباً أكاديمياً وتطبيقياً في مجال الفولكلور وكيفية جمع التراث المعنوي·وكذلك مرحلة الجمع التي بدأت في شهر مايو وتمتد من نوفمبر - ديسمبر ،2006 وقد تستغرق المرحلة الأولى 5 أشهر، في المتوسط·
اما مرحلة الإعداد المكتبي، فقد بدأ العمل فيها ويتولاها فريق البحث وتتزامن مع مرحلة البحث وتتداخل معها· في حين ستتكون مرحلة التدوين وهي مهمة الجامعين والموظفين الذين ستتم الاستعانة بهم مستقبلاً، وسيقومون بتفريغ الأشرطة المسجلة وكتابتها بنفس لهجة الإخباري والراوي·
التصنيف
أما مرحلة التصنيف وهي تتزامن وتتداخل مع المرحلة السابقة 'التدوين'، حيث يصنف الجامعون - ومعهم فريق البحث - المادة التراثية وفقاً لأسس التصنيف المتعارف عليها، فيما تمثل مرحلة الأرشفة والفهرسة المهمة الأساسية للهيئة، حيث يقسم المادة التراثية إلى فئات 'مطبوعة - صوتية - مرئية' كما يطبق الفريق معايير وأسس الأرشفة العلمية، تمهيداً لإنشاء مكتبات تراثية متخصصة·وتتزامن مرحلة إنشاء المتحف مع المرحلة السابقة، وقد تمتد بعدها لإعداد المواد المعروضة، وبطاقات التعريف بها، وذلك بالاستعانة بالمتحف في العين وبالمجمع الثقافي، فيما ستكون مرحلة إدخال المادة التراثية المدونة إلى الحاسب الآلي بنفس لهجة الإخباريين والرواة، لحفظ المادة وتعميم الفائدة·
خبراء وطلاب جامعات
حددت الهيئة مجموعة من الخبراء والباحثين العاملين في الهيئة وبعض الجامعين المتعاونين لهذا الغرض، للمشاركة الفاعلة في فرق البحث إضافة لإمكانية إشراك بعض المتخصصين من قسمي الاجتماع والتاريخ والآثار لفريق البحث في مراحله المختلفة، والاستعانة بأساتذة وطلاب من جامعة الإمارات وجامعة زايد وغيرها من الجامعات والكليات والمعاهد العليا، بالإضافة للمعلمين والمعلمات·
مشاريع رئيسية
يسعى مشروع 'الجمع الميداني الشامل للتراث الثقافي' غير المادي' لإمارة أبوظبي'، لإنجاز أربعة مشاريع هامة هي إنجاز أطلس وموسوعة للتراث الشعبي لإمارة أبوظبي، تفعيل اتفاقية صون التراث غير المادي لليونسكو والموقعة من قبل دولة الإمارات، النجاح في تسجيل الصقارة ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، وكذلك مشروع إعداد المعلومات والمواد اللازمة للعرض حول الأزياء التقليدية في دولة الإمارات·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©