الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سوق الفجالة ملاذ المصريين للهروب من جنون الأسعار

سوق الفجالة ملاذ المصريين للهروب من جنون الأسعار
19 سبتمبر 2010 21:46
بدت أصوات بعض الباعة في سوق الفجالة وسط القاهرة وقد بُحت، بعد أن استنفدوا طوال الأيام الماضية التي سبقت دخول العام الدراسي كافة قدراتهم الصوتية في عملية “الدلالة” على الأدوات المدرسية من كتب وكراسات وأقلام تباع بكثافة عالية في هذا الوقت من كل عام، حيث تقدر حجم المبيعات وفقا لتقديرات الغرفة التجارية بالقاهرة بنحو نصف مليار جنيه مع بداية العام الدراسي، خاصة أن الفجالة‏ تعد سوقاً لا غنى عنها لقرابة 17 مليون تلميذ في مصر إلى جانب مليون ونصف من المعلمين يفضلون شراء مستلزمات العام الدراسي منه لتوفر جميع المستلزمات بأسعار مناسبة‏.‏ بضائع متنوعة من بين عشرات الباعة الذين تمتلئ بهم السوق يقف أحمد محروس -39 سنة- يومياً من الثامنة صباحاً وحتى مغيب الشمس ليمارس عمله المعتاد في “الدلالة “على البضاعة التي تمتلئ بها أرفف المكتبة التي يعمل بها، منادياً “قرب عندنا أحسن بضاعة وبأرخص سعر، أي كشكول بجنيه، والكراسة والقلم بنص جنيه، والبراية والمسطرة والاستيكة بربع جنيه بس”. ويقول محروس: “أعمل في تلك المهنة منذ حصولي على دبلوم التجارة قبل 20 عاماً وفي كل عام ومع بداية العام الدراسي أضاعف الجهد الذي أبذله في المناداة على الزبائن المترددين على السوق بكثافة كي أقنعهم بشراء ما يلزمهم من أدوات المدرسة. فمكتبتي كغيرها من المكتبات تبيع إلى جانب الأدوات الكتابية الحقائب المدرسية والآلات الحاسبة والطباشير والزمزميات وهي زجاجة بلاستيكية تعبأ بالمياه ويحملها التلاميذ الصغار معهم إلى المدرسة كي يشربوا منها في حالة العطش. وأجمع بين كل تلك البضائع لأنه لا غنى عنها لأي تلميذ وتكون سببا في زيادة حركة البيع والشراء ولذا فمن يحضر الى سوق الفجالة يجد كل ما يحتاج إليه في مكان واحد”. أشهر الأسواق يعتبر سوق الفجالة الموجود في شارع يحمل نفس الاسم (يبدأ من ميدان رمسيس ويمتد لنحو 300 متر باتجاه منطقة الظاهر والسكاكيني) واحداً من أشهر الأسواق المتخصصة في القاهرة وترجع علاقة المصريين به لأكثر من 100 عام حيث كان الشارع في مطلع القرن 20 مركزاً لباعة الكتب بوسط القاهرة وعلى جانبيه تأسست عشرات من المكتبات الكبرى مثل (الهلال والمعارف والفجالة وشمس المعارف ونهضة مصر وسعد زغلول) قبل أن يتحول نشاط بعضها إلى بيع مستلزمات المدارس. من اللافت في هذه السوق أن غالبية المترددين عليها وهم بالآلاف يومياً قد عبروا عن استيائهم من ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية ولا يخلو حديث عند الشراء من إبداء ذلك للتجار الذين يبررون تارة بارتفاع أسعار الورق وأخرى بأن الغلاء قد طال كل شيء وأن المصانع تبيع لهم بأسعار مرتفعة! ارتفاع الأسعار يشكو الزبائن من أن ارتفاع الأسعار طال كافة مستلزمات المدارس بنسب تتراوح من 20-30 في المئة عن أسعار العام الماضي. يقول في ذلك محمد جابر -46 سنة- موظف بهيئة البريد وأب لثلاثة أطفال في مراحل التعليم المختلفة: “إن أسعار الكشاكيل والأقلام الحقائب المدرسية مرتفعة جداً عن كل عام، وقد جئت إلى هذه السوق كي أشتري لأولادي جميع مستلزماتهم ‏‏بعد أن لاحظت ارتفاع الأسعار في المكتبات الخارجية‏ فاعتقدت أنه جشع من التجار ولكنني الآن تيقنت أن الأسعار زادت بالفعل رغم أن السوق هنا تتميز بأن العاملين بها يبيعون بهامش ربح بسيط مما يجعل بضائعهم الأرخص مقارنة بالمكتبات الخارجية‏‏”.‏ وتوضح فاطمة الشاذلي- ربة منزل تصحب ابنها الأكبر 10 سنوات: “أحرص في بداية كل عام دراسي على زيارة سوق “الفجالة” لشراء احتياجات أبنائي الأربعة من كراسات وأقلام مرة واحدة مما يوفر بعضا من المال في حال إن قمت بالشراء من مكتبات أخرى بعيدة عن السوق”. ويقول وليد المليجي -33 سنة- يعمل مدرساً: “أتردد على السوق منذ بدأت التدريس قبل 8 سنوات‏‏ من أجل شراء كشاكيل التحضير‏‏ والأدوات المدرسية التي أحتاجها‏ بسعر أرخص، لكنني وجدت زيادة كبيرة في الأسعار دون وجود مبرر لذلك! إذ يبدو أن الغلاء أصبح كالوباء معد وينتقل من سلعة لأخرى”. حركة البيع يوضح حماد أبوالعلا -28 سنة- بائع بإحدى المكتبات: “إن السوق مستمرة طوال أيام السنة إلا أن ذروة حركة البيع والشراء تبدأ قبل بدء الدراسة بأسبوع وتستمر لمدة شهر تزيد خلالها معدلات البيع بصورة كبيرة حتى أن بعض المكتبات تضطر إلى زيادة أعداد العاملين بها. لكن هذا العام من المتوقع أن تطول فترة الإقبال على السوق نظراً لتأخر وزارة التربية التعليم في منح التراخيص للمكتبات لطباعة الكتب الخارجية والتي من المتوقع أن تزيد أسعارها كثيراً عن العام الماضي مما سيتسبب في صدمة أخرى لأولياء الأمور”! لا يهتم بعض الزبائن بالأسعار قدر اهتمامهم بالبحث عن الأشكال الطريفة والمتميزة من الأدوات المدرسية. يقول أبو العلا: طرحنا هذا العام هناك أقلاما بأشكال مختلفة في رؤوسها (كرة القدم والآيس كريم وعروسة المولد أو دبدوب وتماثيل فرعونية) وتتراوح أسعارها من 3- 7 جنيهات للقلم الواحد. بينما الأقلام العادية فيتراوح ثمن الدستة “12 قلما” من 3- 5 جنيهات وتختلف أسعار “دستة” الأقلام الرصاص بحسب بلد الاستيراد فالصيني بجنيه ونصف والتايواني 2 جنيه والتايلندي بثلاثة جنيه، كما اتخذت البرايات أشكالا عديدة فهناك برايات المفتش (كرومبو والإخطبوط والدولفين والحمامة والساعة) وتباع الواحدة بجنيه. بينما الكشاكيل والكراسات تختلف بحسب نوع وعدد الورق وجهة التصنيع فهناك الكشاكيل ذات الأغلفة المميزة مثل (سحس بومب وحمبوزو ودياسطى وبكار وميكي ماوس وباربي وبطوط وتوم وجيري) وهي شخصيات كرتونية شهيرة”.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©