التربية بالحب تصنع المعجزات

يسوق المدرب هلال الصوافي قصتين في التربية ويقول: القصة الأولى عن البروفسور الغربي الذي اطلع على بحث مر عليه 20 عاما ووجد فيه أنه توجه بسؤال لأطفال صغار في المتوسط وعددهم 200 طفل، والسؤال مفاده أنه كيف تتخيلون مستقبلكم، وقد أجابوا كلهم أن مستقبلهم فاشل... وهذا البروفسور في علم الاجتماع طلب من طلابه أن يراجعوا البحث ويذهبوا إلى المنطقة التي أجري فيها، وعندما ذهبوا إلى المنطقة التي أجري فيها البحث عجبوا فقد وجدوا 180 شابا والعجيب أن 176 شابا منهم ناجحون بعكس توقعاتهم في البحث.. فسألوهم سؤال ما هو السر يا ترى من نجاحكم بالرغم من أنكم في البحث كنتم تتوقعون عكس ما أنتم عليه من النجاح، فرأيناكم كلكم ناجحين منكم المدرس ومنكم الطبيب ومنكم المحامي، قالوا بسبب تلك المعلمة القديرة، واندهشوا أكثر من هذه المعلمة القديرة التي استطاعت أن تغير فيهم كل هذه الأفكار.. فدلوهم عليها فلما ذهبوا لها وجدوها عجوزا شمطاء أخذ منها الدهر مأخذه ... والابتسامة على محياها سألوها سؤال: ما هو السر في أنك جعلتي هؤلاء الشباب ينجحون، قالت: السر هو أنني كنت أحب هؤلاء الأطفال وأعمل بإخلاص! يقول الصوافي: نعم إن التربية بالحب تصنع المعجزات فبناء جسر من الثقة مع أطفالنا يعطينا الرؤية الواضحة للنجاح الكبير في التعامل مع سلوكياتهم. أما القصة الثانية: استوقفني مشهد وشد انتباهي، حيث رأيت شابا مفتول العضلات يرتدي ملابس رياضية وقد ذهب يلاحق طفلا أظنه في الرابعة من عمره.. سبه وشتمه ولاحقه بقوة وأمسك بيدي الطفل ليقيده عن الحركة، ثم أخذ يضربه على ظهره بقوة، ويقول له: أقسم يمينا أنك لن تعود مرة أخرى لتسبني، والطفل يقسم بأغلظ الأيمان أنه لن يعود، بعدها أطلق سراحه وركض الطفل بقوة وهو يتمتم بسب وشتم ولعن، فتساءلت: هل هذا الأسلوب يعدل سلوكا في أبنائنا؟ ويضيف الصوافي: كلنا يرغب أن يكون لديه أبناء تربيتهم حسنة، أقوياء في تعلمهم، أقوياء في صحتهم، وهذا يحتاج منا إلى جهد.