الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
صحة

الفيتامينات.. بين فائدتها لصحة الإنسان وتأثيرها سلباً على جهاز المناعة

الفيتامينات.. بين فائدتها لصحة الإنسان وتأثيرها سلباً على جهاز المناعة
23 يونيو 2013 01:36
تؤكد أحدث الأبحاث الغذائية والطبية، أن الإنسان يجب أن يتناول الفيتامينات «فقط» عندما لا يتمكن من الحصول على نسبتها المطلوبة في الغذاء اليومي، ويجب أن يتم ذلك بموجب وصفة طبية، لأن تناول الفيتامينات من دون الحاجة إليها يشكل خطراً كبيراً على الصحة. البرفيسوربول أوفيت، رئيس قسم الأمراض المعدية في مستشفى الأطفال في ولاية فلاديلفيا الأميركية، يؤكد أن الخطورة الأكبر تكمن في تناول الفيتامينات المعقدة، دون وصفة الطبيب المختص، فإذا كان تناولها لمجرد «الوقاية»، فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى أمراض القلب والسرطان. وعلى الرغم من أن الفيتامينات ضرورية للإنسان، إلا أن تعاطيها بكثرة يمكن أن يؤثر سلباً على جهاز المناعة في الجسم، فبدلاً من تحسين الصحة فإنها قد تسيء إليها. ما حقيقة ذلك؟ (أبوظبي) - الأطباء كافة يؤكدون أن أفضل طريقة للحصول على نسبة الفيتامينات المطلوبة هي الغذاء اليومي المتوازن المتضمن كمية كبيرة من الخضراوات والفواكه، ومن ثم يجب الإشارة إلى أنه ليس من السهولة تشخيص الحالات المرضية المرتبطة بنقص الفيتامينات، وذلك لأنها تتشكل خلال مرحلة زمنية طويلة، لذلك يُنصح بعدم تناول أي نوع من الفيتامينات قبل إجراء الفحوص والتحليلات المطلوبة، وعند وصفها من قبل الطبيب يجب التقيد بالجرعات المقررة، لأن مقولة «كلما كان أكثر .. كان ذلك أفضل» لا تنطبق على الفيتامينات. والفيتامينات بشكل عام تتأثر بدرجتي الحرارة والرطوبة، كما تتأثر بالهواء والضوء، فهي معرضة للتدمير أثناء التجهيز، فمعظم ما يفقد بسبب التدمير بالحرارة سواء بالتعرض لأشعة الشمس بشكل مباشر أو بسبب التسخين الزائد أوالبسترة أو التعقيم، كما أن ذلك يحدث أثناء مراحل التعليب والحفظ أو حتى التجميد، لأن الطعام المجمد يفقد بالضرورة مواد فعالة وحيوية لوقف نشاط الأنزيمات وقتل الميكروبات». مجموعتان الدكتور عصام حامد، يوضح أن الفيتامينات ما هي إلا عبارة عن عناصر غذائية موجودة في الطعام، ولا تتضمن أية سعرات حرارية، وتعتبر أساسية للنمو، ولإعادة بناء الأنسجة والخلايا، وضرورية لقيامها بوظائفها بطريقة صحيحة، وكل أنواع الفيتامينات تندرج تحت مجموعتين، الأولى تذوب في الدهون، وهي أربع: A-D-E-K ، والمجموعة الثانية تضم الفيتامينات التي تذوب في الماء، وهي: B8-B9-B10-B12- C-B1-B2-B3- B5-B6، ويعرف أن الفيتامينات التي تذوب في الماء «ما عدا فيتامين B12» لا يمكن نسبياً تخزينها في الجسم، لهذا يجب أن يتمّ تعويضها باستمرار، أما الفيتامينات التي تذوب في الدهون فيتم تخزينها في أنسجة الجسم. كما أن الفيتامينات تشارك في التفاعلات الكيميائية الحيوية التي تقوم بتحويل الطعام إلى طاقة. وتعتبر الفيتامينات أساسية لاستمرار الوظائف المختلفة للجسم ولبناء أنسجة حديدة، فبدونها لا يمكن استمرار حياة البشر، ونقص الفيتامينات طويل الأمد يسبب اعتلالات صحية قد تسبب الوفاة في بعض الحالات الشديدة جداً. نقص الفيتامينات المحجوب يؤدي إلى ظهور أعراض عامة مثل الانفعال، نقص أو انعدام الشهية، الإرهاق أو التعب. ونقص الفيتامينات المستمر على المدى القريب أو المتوسط يعيق الإحساس بالتمتع بصحة جيدة، ويساهم في تطور الأمراض المزمنة. الفيتامينات والوظائف يقول الدكتور حامد: «علينا أن نتعرَّف على وظيفة كل نوع من الفيتامين، فهناك فيتامين «أ» الذي يعين الجسم على مقاومة الالتهابات، ويساعد الطّفل على النمو، ونقصه يسبب ضعف الأبصار، أما فيتامين «د» فهو ضروري لتحقيق توازن جسم الإنسان، ويؤثّر انعدامه في تكوين عظام الطّفل فينتج عن ذلك اعوجاج في العمود الفقري والأعضاء. ولتجتّب هذه الأمراض ينبغي استهلاك الأطعمة الثريّة بالكلسيوم والفسفور، ومنها اللّحم، واللّبن، والسّمك، والجبن، والبيض وغيرها، كما أنه يلاحظ أن أشعّة الشّمس تعين الجسم على إنتاجه، لذا ينبغي أن نعرّض أجسامنا لأشعّة الشّمس. وفيتامين «ب 1»، يساعد الجهاز الهضمي والجهاز العصبي على القيام بوظائفهما على الوجه المطلوب، كما يعين الجسم على حسن التّصرّف في المواد السكّريّة. ويتسبّب فقدانه في ظهور مرض يسمّى «البيري - بيري» وهو مرض يظهر في صورة اضطرابات تقع في مستوى القلب، والجهاز العصبي، ويؤدّي بصاحبه إلى الهلاك إذا طال أمده. والأطعمة الغنية بفيتامين «ب 1»، هي الحليب والبيض ولحوم الحيوان، كما توجد كميّات هامّة من هذا الفيتامين في قشرة الحبوب كالقمح، والشّعير، والأرز، والخضر الجافّة، كالفول والعدس، والخبز الأسمر. كذلك فيتامين «س»، الذي ينشّط الجسم، ويقاوم التّعب ويعين البدن على مقاومة الأمراض، ويحتاج جسم الطّفل إلى كميّة أوفر من الفيتامينات من الكمّية الّتي يحتاج إليها الكهل، وخاصّة في صورة إصابته بالتهاب أو بمرض جرثومي. أما فيتامين «E» المعروف باسم الفيتامين «هـ»، فهو فيتامين جوهري لقيام الغدة النخامية، بوظائفها الهامة، وهي النمو والإخصاب، لذلك يستخدم في حالات إسقاط الأجنة، وفي بعض حالات الشلل وللاجتناب عسر الولادة، لذلك ينصح الأم الحامل أن تأكل الخبز الكامل «الأسمر»، وأن تضيف إلى طعامها القمح المستنبت حديثاً كي لا يحدث لديها الإجهاض، ومصادر الفيتامين في المكسرات، والخس، والبيض، والجزر والطماطم وزيت السمسم وزيت الذرة. كذلك فيتامين «K » المعروف باسم الفيتامين «ك»، الضروري لمنع النزيف والإسراع بالتئام الجروح ونقصه في الجسم يجعل إفراز المرارة غير طبيعي، وهو يوجد في الأوراق الخضراء في النباتات. كذلك فيتامين «P»، ويلعب هذا الفيتامين دوراً مهماً في الوقاية من النزيف، كما يساعد في خفض التصلب الشرياني، ويتوفر هذا الفيتامين في جميع أنواع الفلفل الأخضر، وعصير الليمون، وأحسن مورد له قشرة الليمون الصفراء الخارجية. الفيتامينات والشهية يضيف الدكتور حامد: «إذا كان الشخص لا تحصل على الكمية الكافية من الفيتامينات، وتحديداً فيتامين«أ، ب1، ج»، فإنه يفقد الشهية، وبالإمكان علاج فقدان الشهية في هذه الحالة بتناول كميات إضافية من هذه الفيتامينات، أما إذا كان يحصل على احتياجه اليومية من الفيتامينات، فإن تناول كميات إضافية من الفيتامينات لن يؤثر على الشهية. كما أن الجسم لا يستطيع صناعة الفيتامينات التي يحتاجها، ما عدا فيتامين «د» و«النياسين»، ولكنهما يصنعان بكميات قليلة لا تكفي، لهذا يجب الحصول على احتياجات الجسم من الفيتامينات من مصادر خارجية، لكن بشرط تناول وجبات غذائية متوازنة وكافية، وهذا يشمل تناول الفواكه والخضروات، الحبوب والبقول، الحليب أو منتجاته، والبروتينات مثل اللحوم والبيض، فإذا كانت وجباتك لا تحتوي على أي من هذه المجموعات الأربعة بشكل دائم، وإذا تناول الشخص كميات قليلة أو كان عدد الوجبات قليل، فربما لا يحصل على جميع ما يحتاجه من الفيتامينات من الطعام. وأفضل مصدر غذائي لفيتامين «أ وج» بالذات هو الخضروات الصفراء والبرتقالية والخضراء الورقية غنية بالبيتا كاروتين، والكبد، والبيض، والحليب، والزبدة والسمن تعتبر مصادر ممتازة لفيتامين «أ»، ومن المصادر الغنية بفيتامين «ج»، الفواكه الحمضية، والفراولة، والقرنبيط «الزهرة»، والبركولي والكرنب «الملفوف»، والبطاطس، والطماطم». حد الكفاية ويوضح الدكتور حامد: «أن الطريقة الوحيدة الأكيدة لمعرفة ذلك هي قياس مستوى الفيتامينات في الدم. لكن تم التعارف على أن من لا يحصل على احتياجاته من الفيتامينات لمدة طويلة، فهو يعاني على الأقل من حالة نقص في الفيتامين في حده الأدنى - الحد الأدنى لتركيز الفيتامينات - وربما يعاني من فقدان للشهية والإرهاق، وقلة التركيز، والانفعال والتوتر، وكسل أو نوم مستغرق «صعوبة الاستيقاظ من النوم» والأرق، فإذا كان الشخص لا يعاني من أي من هذه الأعراض، وكان مهتماً بتناول وجبات متوازنة، فبإمكانه القول بأنه يتناول كفايته من الفيتامينات». ويتساءل الدكتور حامد: «ماذا يحدث إذا لم يتناول الشخص ما يحتاجه من الفيتامينات لمدة يوم أو يومين؟ ويجيب: «إذا كان عادة يحصل على احتياجاته من الفيتامينات وكان بصحة جيدة، فإن النقص في الفيتامينات لمدة أسبوع أو حتى أسبوعين لن يؤذي، لكن لو كان وجباته الغذائية غير متوازنة، وكان يعاني من نقص مزمن في الفيتامينات، فسوف يعاني من أعراض نقص الفيتامينات». الفيتامينات والطاقة والوزن يشير الدكتور سيد على، أخصائي التغذية ، إلى أن الفيتامينات لا تسبب زيادة الطاقة في الجسم لأنها لا تحتوي على سعرات حرارية، لكنها تساعد في تحويل الطعام إلى طاقة، فليس بمقدور الإنسان زيادة مقدرته الفيزيائية بتناول كميات إضافية من الفيتامينات، والاستثناء الوحيد لهذا هو في حالة نقص الفيتامينات المحجوبة، مثلا، بسبب تناول غذاء يومي غير متزن، ومن ثم تسبب المعاناة من الإرهاق كنتيجة لذلك، فإن تناول كميات إضافية من الفيتامينات لإعادة توازن الفيتامينات الطبيعي في الجسم يؤدي إلى تحسن في المقدرة الفيزيائية. كما لا يمكن استبدال أو الاستعاضة عن الفيتامينات بأي من محتويات الطعام الأخرى، بل العكس هو الصحيح، إذ لا يمكن استبدال أو التعويض عن محتويات الطعام الأخرى بالفيتامينات، ولا تسبب الفيتامينات زيادة وزن الجسم أيضاً، لكن مستحضرات الفيتامينات التي تبتاع بالأسواق قد تحتوي على سعرات قليلة في طبقة السكر المغلفة، لكن الكمية تعتبر قليلة جداً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©