مصطفى الديب (أبوظبي)
ليست المرة الأولى التي يدخل فيها كل من الألماني نيكو روزبيرج والبريطاني لويس هاميلتون الجولة الختامية متنافسين على لقب بطولة العالم للفورمولا -1، فمنذ ثلاث سنوات والمشهد مكرر يعرفه الجميع، حسمه لويس في مرتين وتنادي الثالثة اليوم على روزبيرج وفقا للواقع والأرقام.
وبعيدا عن الممضار تبدو علاقة هاميلتون بزميله بالفريق غريبة ومتوترة، ففي الوقت الذي تخرج فيه أقاويل كثيرة عن بعض الضغائن في النفوس، يخرج السائقان ليؤكدا أن العلاقة جيدة للغاية، لكن على المضمار يرفع كل منهما شعار أنا ومن بعدي الطوفان من أجل تحقيق حلمه.
في الأيام الأخيرة رفض هاميلتون أن يريح أعصاب روزبيرج بعد فوزه بجولة البرازيل كما رفض الاحتفال المبكر من السائق الألماني باللقب، ليجعل باله مشغولا دائم بحلم باللقب ويخشى مفاجآت المخضرم هاميلتون الذي يسعى للنجمة الرابعة.
قبل التحدي الأخير تحدث السائقان بشكل فيه نبرة تحد، ?حيث اعترف البريطاني لويس هاميلتون حامل لقب بطولة العالم للفورمولا-1 بصعوبة المنافسة مع زميله بالفريق روزبيرج، ورغم اعترافه بصعوبة الموقف إلا أنه أعلن في المؤتمر الصحفي الخاص بجولة أبوظبي أنه لن يستسلم وسوف يظل يقاتل حتى النهاية حتى وإن كانت الآمال ضعيفة.?
وشدد على أن المنافسة سوف تكون شريفة بينه ومتصدر البطولة، مؤكدا أن كليهما سوف يسعى لنيل اللقب بشرف ومجهود.?
وحذر حامل اللقب زميله بانه سيطارده من أجل تحقيق حلم إحراز اللقب الرابع، قائلاً: «أنا أطارد وكل ما بإمكاني فعله هو ما أفعله حالياً. أعطاني الفريق سيارة رائعة».?
وقال: «لم يكن موسماً مثالياً وأنا أواجه مهمة مستحيلة تقريباً، لا يمكنني الاستسلام ولن أستسلم. لا أحد يعلم بما يمكن أن يحصل مهما كان ذلك مستبعداً».?
وواصل: «سأكون فخورا بنفسي وبما حققته طالما أنا اشعر بأني قدمت كل ما لدي وأديت بأفضل طريقة ممكنة. مهما سيحصل، أنا فخور بكل من كان جزءاً في النجاح الذي تشاركناه خلال الأعوام القليلة الأخيرة. سأقارب سباق نهاية الأسبوع بالطريقة التي قاربت فيها جميع السباقات. أريد الفوز وسأقدم كل شيء لإنهاء الموسم بأفضل طريقة ممكنة».?
على الجانب الآخر، أكد متصدر الترتيب نيكو روزبيرج أنه على قدر التحدي وجاهز تماما له، مشيرا إلى أنه سوف يقاتل من أجل تحقيق اللقب الأول له بغض النظر عن التحديات التي تواجهه.?
وشدد على أن الموقف في صالحه لكن لا يعني ذلك التخاذل على الإطلاق، وربما يعني القتال خصوصا وأن هناك مواقف كثيرة مشابهة ولا يمكن إهدار هذه الفرصة الثمينة وتحقيق الحلم الغالي.?
ويتفوق روزبيرج بفارق 12 نقطة عن هاميلتون بطل العالم ثلاث مرات والذي هيمن على اللقب في الموسمين الماضيين، قبل السباق الختامي للموسم على مضمار ياس مارينا البالغ طوله 554ر5 كيلومتر. وعلى أساس هذا الفارق في النقاط، فان روزبيرج بإمكانه تحقيق اللقب شريطة ان يحتل احد المراكز الثلاثة الأولى في سباق أبوظبي. ويضع روزبرج في اعتباره أن الصعود إلى منصة التتويج سيمنحه فرصة مضاهاة إنجاز والده كيكي روزبرج الذي توج بلقب بطولة العالم في 1982، وذلك بصرف النظر عن نتيجة هاميلتون خلال السباق. ويحضر روزبيرج إلى أبوظبي بعدما قضى بعض الأيام الأخيرة مع عائلته وأصدقائه، ولن يغير السائق الألماني من طريقة الاستعداد التي دأب عليها طوال الموسم، حيث يتعامل مع السباق الحادي والعشرين الأخير من الموسم كأي سباق آخر. وقال روزبيرج «سأبذل قصارى جهدي حتى أنهي الموسم بالفوز، لديّ ذكريات رائعة تتمثل في الفوز على نفس المضمار العام الماضي، هو مضمار تمتعت به بالقوة في الماضي، لذا فلديّ كل الأسباب التي تجعلني أشعر بالثقة»، وتابع: «بمرور الوقت أشعر بالإثارة، ستكون معركة كبيرة وأتمنى أن تحظى الجماهير بعرض رائع في نهاية الموسم». وكان روزبيرج قد خسر بالفعل لقب بطولة العالم 2015 قبل فوزه في سباق أبوظبي، فيما لم يحظ بأي فرصة للفوز في 2014 بعدما عانى من مشاكل في المحرك حيث دخل هاميلتون سباق أبوظبي وهو يتفوق عليه بفارق 17 نقطة قبل أن يحقق الفوز في السباق ويتوج بلقب بطولة العالم.
وحل روزبيرج في المركز الرابع عشر بنسخة 2014 من سباق أبوظبي، ويحتاج هاميلتون إلى سيناريو مشابه هذه المرة نظرا لأن فوزه في السباق اليوم لن يكون كافيا لإعلانه بطلا للعالم للمرة الثالثة على التوالي. وعانى هاميلتون من مشاكل جمة هذا الموسم، لعل أبرزها اشتعال محرك سيارته خلال سباق جائزة ماليزيا الكبرى الشهر الماضي، وقال هاميلتون «لم يكن الموسم رائعا، لكني أقابل ذلك بمزيد من الصلابة، و لن استسلم، لا أعرف أبدا ما الذي قد يحدث».
عدد اليوم
