"مجيدي الرهيب يقود القافلة الحمراء لفوز كبير على الوحدة 4/1" لم يكن يوم الوحدة·· فقد قاتل الأهلي ببراعة نادرة واستطاع أن يفرض سيطرته ويصبغ 'الفاصلة' باللون الأحمر ليخرج من موقعة الحسم بغنائم الفوز ودرع الدوري بعد 26 عاماً من الغياب·· حقق الأهلي فوزاً رائعاً معطراً بنكهة الأهداف 4/1 على الوحدة في لقاء التتويج الفاصل الذي رفرف بإثارة وحماس على استاد طحنون بن محمد بالقطارة وكان مسكاً لختام دوري اتصالات للدرجة الأولى لكرة القدم·
انتهى الشوط الأول بهدفين للأهلي أحرزهما سالم خميس من ضربة جزاء وفرهاد مجيدي (نجم المباراة الأول) في الدقيقتين 20 و،25 ثم أضاف الفريق هدفين آخرين عن طريق فيصل خليل ومدافع الوحدة طلال عبدالله بالخطأ في مرماه في الدقيقتين 15 و32 من الشوط الثاني، وبينهما أحرز ميتروفيتش هداف الوحدة هدف فريقه الوحيد من ضربة جزاء في الدقيقة 26 من نفس الشوط·
بعد المباراة تم تتويج أبطال الأهلي بالدرع الغالية وهي الرابعة في تاريخه لينخرط الفريق وجماهيره الوفية في احتفالية رائعة·
شهدت المباراة رقماً قياسياً من الكروت الصفراء (12 انذاراً) موزعة بين الفريقين وهي لا تعكس حقيقة اللقاء الذي خلا من الخشونة المتعمدة وجاءت الانذارات نتيجة الحماس الزائد·
فرض الأهلي سيطرته منذ البداية وكان نجمه الايراني فرهاد مجيدي أحد العلامات البارزة في اللقاء فظهرت بصماته على أغلب الأهداف وصنع ضربة الجزاء الأول وظل مصدر ازعاج كامل لدفاع الوحدة·· حقق الأهلي أفضلية واضحة في الانتشار والانضباط التكتيكي وأجاد الضغط في كل مساحات الملعب واستثمار ثغرة واضحة ظل يعانيها الوحدة في منطقة المناورات وخلف ثنائي الارتكاز في عمق الميدان وصنع فوزاً عريضاً بلمسات سريعة كانت نموذجاً للأداء المتميز·
تغطية: ابراهيم العسم- نصر الدين منزول - رأفت الشيخ
تصوير: محمد خالد ابراهيم- ربحي سعد - جابر عابدين - عمران شاهد
انحاز الشوط الأول للفريق الأكثر تنظيماً وانضباطاً وتكتيكاً وذهبت النتيجة إلى الأهلي بفضل التطبيق الجيد لطريقة 4-4-2 بشقيها الدفاعي والهجومي دون أن يتمكن الوحدة في المقابل من تطبيق طريقة 3-5-2 بنفس الكفاءة وكانت أبرز ثغراته تلك المساحات الشاغرة في الوسط والتي تركها دون مراكز ارتكاز واضحة وبلا صانع ألعاب فذهبت لصالح الأهلي واستثمرها وحقق الهدف·
في الوحدة بالغ فهد مسعود وعمر علي عمر في التقدم تاركين مساحة خلفية خاوية استثمرها الأهلي بالكرات الأمامية الطويلة السريعة التي باغتت دفاع الوحدة والتي أجاد استثمارها والانطلاق نحوها ثنائي الهجوم فرهاد مجيدي وفيصل خليل ومن خلفهما البارودي في شكل مثلث هجومي سريع وخطير مع انضباط كامل في الأطراف·
أدى واجبه الكامل دفاعاً وهجوماً عن طريق خالد محمد ومن أمامه سالم خميس في اليمن ثم عادل عبدالعزيز ومعه علي حسين في اليسار فيما ظل حسن على إبراهيم رمانة الميزان في الوسط فحقق الفريق انتشاراً طيباً في كل المساحات·
في المقابل ركز الوحدة على الأطراف ورغم محاولة تبادل المراكز بين اللاعبين إلا أنهم انشغلوا بالسيطرة الجانبية في اليمين واليسار تاركين العمق ورغم تبادل عبدالله النوني وفهد مسعود الانطلاق يمينا ويساراً للمعاونة الهجومية إلا أن عبدالسلام جمعة وعمر علي انطلقا كثيراً أيضاً على الأطراف تاركين الوسط خواء فظهرت مساحات واسعة في وسط الميدان خلف خط الوسط وأمام منطقة المرمى الوحداوي·
لم يمض وقت طويل في جس النبض وتبادل المحاولات وتلقى مجيدي نجم هجوم الأهلي وأبرز نجوم الشوط تمريرة من البارودي وتقدم داخل المنطقة على مقربة من الحارس لكن الحكم لم يمنحه الفرصة واحتسب خطئاً من الخلف لصالح فريقه ولو ترك له الفرصة لربما باغت المرمى الوحداوي·
بعد ربع ساعة من المحاولات المتبادلة استثمر الأهلي المساحات الشاغرة خلف وسط الوحدة ومن هجمة سريعة تلقى فرهاد مجيدي الكرة داخل المنطقة وراوغ 'الليبرو' عبدالله سالم ومرر الكرة إلى البارودي المنطلق في العمق الهجومي تصدى له عبدالسلام جمعة بخشونة واضحة ولا يتردد الحكم في احتساب ضربة جزاء تصدى لها سالم خميس وسددها رائعة على يمين الحارس عبدالباسط محرزاً الهدف الأول للأهلي·
حاول الوحدة أن يشن هجوماً مضاداً للتعويض لكن أغلب محاولاته تكسرت أمام المنطقة وانعزل ثنائي رأس الحربة ميتروفيتش وصالح المنهالي ووقعا في أحضان الدفاع وسهلت السيطرة عليهما تماماً ولم يستطع إسماعيل مطر أن يقدم التعويض ولم يحقق الثالوث الهجومي الوحداوي درجة من الانسجام والتفاهم تسمح له بشق الثغرات وهز الشباك واكتفى الوحدة بضربة من رأس بشير سعيد من كرة عرضية بجوار القائم·
كانت المفاجأة الحقيقية في الدقيقة 25 من هجمة مثالية سريعة للأهلي كانت نموذجاً في الهجوم المضاد واستثمار المساحات وبدأت من اليمين إلى البارودي مررها عرضية إلى فيصل خليل تركها تمر إلى فرهاد مجيدي المنفرد سددها مباشرة داخل المرمى محرزاً الهدف الثاني الذي حالت سرعته دون تماسك دفاع الوحدة أو قدرته على التصدي والصمود·
بعد الهدفين ظلت محاولات الوحدة بلا جدوى وافتقرت للخطورة ولم تجد المساحات الكافية حيث الانتشار الجيد والضغط من لاعبي الأهلي في كل المساحات وربما لحت للوحدة فرصة وحيدة حقيقية في الدقيقة 36 عندما تهيأت الكرة إلى ميتروفيتش مررها مثالية رغم ضغط المدافعين إلى صالح المنهالي المنفرد في مواجهة عبدالله موسى حارس الأهلي لكنه سددها ضعيفة بين يديه رافضاً تعديل النتيجة والعودة بفريقه إلى أجواء المباراة·
ظل الأهلي أفضل انتشاراً في المساحات وسيطرة على وسط الميدان وظل الوحدة على تركيزه نحو الأطراف وهدأ ايقاع اللعب وانحسرت الكرة في الوسط حتى أطلق الحكم صافرة نهاية الشوط بعد 8 إنذارات للاعبي الفريقين·
بدأ الأهلي الشوط الثاني بنفس التنظيم ويحسب للفريق أنه لم يلجأ للدفاع رغم التقدم بهدفين بل رفع شعار الهجوم خير وسيلة للدفاع وبادر بالانطلاق والضغط وكانت لمساته السريعة أحد العناصر التي أهلته للاقتراب بخطورة من مرمى الوحدة وكاد مع الدقيقة الأولى يزيد رصيده عندما تلقى فرهاد مجيدي 'المزعج' الكرة في عمق الهجوم داخل المنطقة فانفرد ولعب الكرة 'لوب' من فوق الحارس عندما خرج لملاقاته لكن العارضة رفضت الهدف وأبعدت الكرة·
ظل هجوم الوحدة أقل من التنظيم الدفاعي للأهلي ولم يستطع الوحداوية فك الشفرات الدفاعية الحمراء حتى كانت الدقيقة 51 ومن ثلاث لمسات سريعة ترجم الأهلي طريقته المنظمة إلى هدف ثالث نموذجي بدأت بكرة أمامية من بارودي إلى فرهاد مجيدي خارج المنطقة مررها أيضاً بلمسة واحدة إلى فيصل خليل فأودعها المرمى بلمسة سحرية وجاء الهدف نموذجاً للتفاهم والانسجام الكامل بين المثلث الهجومي للأهلي وهو ايضاً يعكس عمق الثغرات في المنطقة أمام صندوق مرمى الوحدة·
بعد دقيقتين من الهدف الثالث رفضت عارضة مرمى الأهلي تعديل النتيجة بعد ضربة رأس كانت أجمل ما قدمه الوحدة عن طريق مدافعه بشير سعيد اثر عرضية من ضربة حرة تحولت من العارضة إلى الخارج·
أجرى مدرب الوحدة تعديلاتً متأخرا كان ينبغي أن يأتي في وقت مبكر عندما أشرك توفيق عبدالرازق في الدقيقة 81 بدلاً من محمد علي عمر وانطلق النوبي ناحية اليسار في محاولة لضبط الايقاع في منطقة المناورات ولاحت فرصة جديدة للوحدة في الدقيقة 22 بكرة من متروفيتش وسط رقابة مشددة إلى اسماعيل مطر الذي لم يقدم مستواه المعهود لكن الكرة تعرقلت تحت قدميه وهو منفرد بالحارس·
أخيراً اهتزت شباك الأهلي بعد طول عناد في الدقيقة 62 من ضربة جزاء بعد أن لمست الكرة ذراع المدافع بدر ياقوت على حدود المنطقة وليس داخلها لكن الحكم احتسب ضربة الجزاء وسددها متيروفيتش جميلة محرزاً هدف فريقه الوحيد·
بعد الهدف لم يقدم الوحدة رغم الحماس الشديد ما يعينه على مواصلة التهديف بحثاً عن التعادل وظلت هجماته تتسم بالتسرع دون تركيز فيما لجأ الأهلي لنفس طريقته الدفاعية الهجومية المتوازنة وانتشاره الجيد ولمساته السريعة والتي بلغت ذروتها في الدقيقة 23 عندما لعب الحارس عبدالله موسى الكرة بطول الملعب كاملاً إلى فيصل خليل وسط اثنين من المدافعين على بعد خطوات قليلة من مرمى الوحدة فتحولت بالخطأ من رأس المدافع طلال عبدالله داخل مرماه لتقطع كل آمال الوحدة وترتفع بالنتيجة في مرماه إلى أربعة أهداف·شهدت الدقائق الأخيرة من المباراة حالة من انفلات الأعصاب بعد أن تعرض متروفيتش لإعاقة داخل المنطقة وطالب فريقه بضربة جزاء رفضها الحكم لينخرط لاعبو الفريقين في الضرب والخشونة المتبادلة بالكرة وبدون كرة ثم تفرغوا مرة أخرى للعب وتواصلت المباراة بضغط وتقدم لكامل صفوف الوحدة وارتداد للأهلي حفاظاً على النتيجة الكبيرة وسدد حسن أمين صاروخاً في الوقت بدل الضائع أنقذها الحارس ببراعة ليحافظ لفريقه على الرباعية·· وفي الدقيقة 05 خرج بارودي ولعب جاسم أكبر في تبديل دفاعي للتأمين وأيضاً بهدف استهلاك الثواني الباقية حتى أطلق الحكم صافرة النهاي
عدد اليوم
