بدلا من إنفاق مبالغ طائلة على المقابر العائلية، بات بعض اليابانيين يفضلون توطيد العلاقات مع مجهولين اختاروهم كجيران يرقدون إلى جانبهم «في الآخرة». فقد قررت السبعينية كوميكو كانو مع زوجها قبل 10 سنوات تعزيز العلاقات مع «رفاق المقبرة» وعيش «الأبدية» بشكل جماعي.
وهي صرحت لوكالة فرانس برس في مقبرة سوجامو شمال شرق العاصمة اليابانية «عندما علم زوجي بالمبالغ الطائلة التي كان ينفقها شقيقه البكر على المدافن العائلية، قررنا معا أننا لسنا بحاجة إلى ذلك، وأننا لا نريد لأولادنا أن يتكبدوا هذا العبء».
حيث تحرق الجثث ويحفظ الرماد في مدافن تكلف صيانتها مبالغ طائلة. وكل مقبرة تضم رماد الابن البكر في كل جيل وعائلته برمتها. وتدفن النساء إلى جانب أزواجهن وعلى أصغر الأولاد أن يشيدوا مدافنهم الخاصة.
تصلي كوميكو أمام حائط بني اللون نقشت عليه آلاف الأسماء هو المقبرة الجماعية التي يرقد فيه زوجها إلى جانب «جيرانه» البالغ عددهم 3 آلاف والتي تتسع لستة آلاف جثمان.
وقد دون اسم كوميكو على هذا الحائط بالأحمر وهو سينقش فيه عند نقل جثمانها إلى هذه المقبرة الجماعية.
وكوميكو جد سعيدة بقرارها ولا يساورها الندم الذي يساور هؤلاء الذين لا يعتنون بمقابر أحبائهم.
وهي تلتقي من وقت إلى آخر بمجموعة من الأشخاص اختاروا جميعهم أن تدفن جثثهم في مقبرة محددة حجزت مسبقاً.
ويتعرف هؤلاء الأشخاص على بعضهم البعض كي يعايشوا الموت بشكل أفضل خلال الرقدة الأخيرة. وهم يجتمعون في ناد يحمل اسم «مويانوكاي» (أي العمل معا) ينظم رحلات وجلسات قراءة.
وفي اليابان حيث يعد متوسط الأجل المتوقع مرتفعا جدا، لا يرغب أزواج كثيرون في أن يدفنوا جنبا إلى جنب.
(طوكيو - أ ف ب)
عدد اليوم
