السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبدالله العلي يغازل الطبيعة بعدسته ويرسم مناظرها بالكاميرا

عبدالله العلي يغازل الطبيعة بعدسته ويرسم مناظرها بالكاميرا
23 يونيو 2011 20:01
على الرغم من أن عمره، لم يتجاوز السنوات التسع، إلا أن حب عبدالله العلي لمعرفة الكاميرا جرفه للإمساك بها والتعرف إليها لاكتشاف أسرارها، لا سيما أن بعض أفراد عائلته يعشق التصوير الفوتوغرافي، خاصة عمه حسن العلي الذي كان الشرارة الأولى التي دفعته للدخول إلى عالم تصوير الطبيعة والتي شدته منذ الوهلة الأولى. صقل الموهبة يملك عبد الله الرغبة في تعليم أساسيات التصوير الفوتوغرافي، ويظهر إبداعاً وإخلاصاً لكل صورة يلتقطها، كما أنه يتمتع بالكثير من المميزات التي ستكفل له النجاح ليكون مصوراً محترفاً عندما يكبر. إلى ذلك، يقول عمه حسن «لاحظت على عبد الله فضوله لاكتشاف عالم التصوير، وهذا ما دفعني إلى الأخذ بيده وتعليمه كل ما يتعلق بالتصوير من حيث طريقة إمساك الكاميرا، وكيفية التقاط الصور، إلى طريقة اختيار الزاوية المناسبة واللقطة المناسبة لتصويرها بكل دقة، مستخدماً معه كل الأساليب البسيطة والسلسلة التي تتناسب مع عمره». ويضيف «فضوله الطفولي جعله يتجاوب ويتعلم بسرعة، ودائماً يسأل عن أدق التفاصيل، وأيقنت أكثر ضرورة دعم هذه الموهبة الصغيرة، فدائماً الطفل لديه من الإبداع ما يفاجئنا ويلهمنا نحن الكبار». كاميرا احترافية لم يكن من السهل على طفل في التاسعة من عمره حمل كاميرا تصوير احترافية واستعمالها، يقول في هذا السياق عمه «رغبة عبد الله في التعلم جعلتني أسخر وقتي له، ففي كل تنقلاتي لتصوير المناظر يكون هو برفقتي يتعلم كيف التقط الصور، وبدوري أجعله يمسك الكاميرا ليلتقط صوراً عدة لمنظر واحد». ويوضح «عبد الله طفل موهوب في التصوير، وقد تطورت موهبته من خلال اهتمام ومتابعة الأهل له، فهو من خلال الدخول في عالم التصوير استطاع تجاوز حالة التوتر الذي شعر بها لحظة قيامه بالتصوير منذ الوهلة الأولى وأصبح أكثر ثقة بنفسه». وأبدى عم الطفل سعادته بالخطوات المتقدمة التي حققها، مؤكداً أن عبد الله يتمتع بموهبة أخرى وهي ركوب الخيل، فهو يعشق هذا المجال وهو مشترك حالياً في أحد النوادي للتدريب على ركوب الخيل. يمسك عبد الله بالكاميرا، الخاصة به، ويقول «أحب التصوير الفوتوغرافي منذ فترة طويلة، لكن عمي هو السبب الأول الذي جعلني أتعلم مبادئ التصوير، وكيفية حمل الكاميرا وتثبيتها بيدي أثناء التقاط الصور». ويضيف «حبي للتصوير دفع أبي إلى شراء كاميرا هدية لي من نوع «كانون» وهذا ما شجعني ودفعني لالتقاط الكثير من الصور الطبيعية». تصوير الطبيعة ويوضح الصغير «الطبيعة تدفعني لتصويرها، حيث سخر لنا الله طبيعة في غاية الجمال. من هذه المناظر الطبيعية الخلابة أصور ما يلفت انتباهي ويشدني لالتقاطه. ومعظم لقطاتي التي صورتها منذ بدايتي هي تحليق الطيور في السماء وغروب وشروق الشمس، إلى جانب زيارتي للقرية التراثية التي تعج بالكثير من المناظر واللقطات الجميلة التي قمت بتصويرها مؤخراً ولاقت أعجاب الأهل». وعن آخر مشاركاته، يقول عبد الله «شاركت في منتدى الطاقة النووية بحضور عمي حسن، حيث كنت أقوم بالتصوير، لكن نظرات الاستغراب دفعت جميع الحضور إلى الاقتراب مني والسؤال عن وجودي، فكانت إجابتي المصحوبة بابتسامة هو اكتساب الخبرة في عالم التصوير». حلم ويحلم عبدالله باحتراف التصوير. ويقول «أود أن أكون مصوراً محترفاً في عالم التصوير، وأن أشارك في الكثير من المعارض، وأحلم بأن تحصل صوري على المراكز الأولى في تلك المسابقات». ويؤكد أن حلمه لن يتحقق إلا بالمثابرة والجد والاجتهاد في البحث عن اللقطات المميزة التي يمكن أن يشارك بها في تلك المسابقات. من جانبه يؤكد الاخصائي الاجتماعي محمد الطيب أن الأسرة المحضن الأول والرئيسي للطفل في بداية سنوات حياته، إذ يقع على عاتقها مسؤولية اكتشاف ورعاية وتنمية مواهب أبنائها، لكن في معظم الأحوال تعجز الأسرة عن القيام بواجبها هذا بسبب أما نقص عوامل الخبرة وقلة التدريب، أو عدم توافر معلومات كافية حول مواهب الأبناء وطرق التعامل معها. رعاية الموهبة وشدد الطيب على كل أسرة تضم بين أفرادها موهبة أن تساعدها وتتيح لها الفرصة لتنمية تلك الموهبة، وذلك من خلال ملاحظة أبنائها عن قرب فترات طويلة عبر مراحل نموهم المتعددة، موضحاً أن للموهوبين سمات عقلية وصفات ذات طابع معروف تميزهم عن غيرهم من باقي الأطفال العاديين في أعمارهم . وقال إن الطفل الموهوب يحتاج من أسرته إلى توفير الإمكانيات والظروف المناسبة له، وإلى إتاحة الفرصة للتعرف على الأشياء الجديدة في مجالات التفكير والإبداع مع تشجيعه على القراءة والاطلاع، لذلك على الأسرة أن تعامل الطفل الموهوب باتزان فلا يصبح موضوع سخرية لهم كما يجب ألا تنقص الأسرة من شأن موهبته أو تسيء استغلالها أو إهمالها، ومن جهة أخرى يجب عليها ألا تبالغ في توجيه عبارات الإطراء والاستحسان الزائد عن الحد مما قد يؤدي إلى الغرور والشعور بالاستعلاء والتكبر. وطالب الأسرة بأن تنظر إلى الطفل الموهوب نظرة شاملة فلا يتم التركيز على القدرات العقلية أو المواهب الإبداعية المتميزة فقط، وعليها أن تعرف بأن على الطفل الموهوب أن يمارس أساليب الحياة العادية الطبيعية مثل غيره ممن هم في فئته العمرية. التوجيه الصحيح اقتبست كلمة هواية من الهوى، وهي تجسد حبّ الإنسان لشيء معين، لكن خبراء النفس يعتقدون بأنه إذا لم يتحكم بهذه الهواية فقد تجرّ صاحبها إلى الهلاك، أو إلى ضياع أشياء كثيرة من حياته، لذلك فإن الهواية يجب أن تصقل وتوجه، داعين الأسر إلى توجيه أبنائهم التوجيه الصحيح في موضوع الهواية، وأن يساعدوه على تنظيمها وتحديدها، فهنالك الكثير من الناس الذين أضحت هوايتهم سبب تعاستهم، لأنهم لم يعرفوا ماذا يريدون منها، كما أن البعض تقوده هوايته إلى التجارة، فكثير من الهواة أصبحوا تجارا في مجال هوايتهم، وعادت عليهم هوايتهم بمردود مالي كبير بسبب حسن تصرفهم معها. والدراسات الحديثة أجمعت على الرغم من اختلاف نتائجها النهائية، على أنه يوجد خصائص عامة وسمات للموهوبين يمكن من خلالها التعرف عليهم وتمييزهم عن العاديين.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©