الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عبد الكبير الشرقاوي يبحث في تعريب الشاهنامة الفارسية

عبد الكبير الشرقاوي يبحث في تعريب الشاهنامة الفارسية
15 فبراير 2009 02:23
صدر حديثا عن ''دار توبقال'' المغربية كتاب جديد للباحث والمترجم المغربي عبدالكبير الشرقاوي بعنوان ''الترجمة والنسق الأدبي''· وجاء في 310 صفحات من الحجم المتوسط· وضم الكتاب اثني عشر فصلا، هي ''الفردوسي ونظم الشّاهنامة''، ''البنداري الإصفهاني مترجم الشّاهنامة''، ''طبقة الكتّاب ومملكة السّجع''، ''الأفق التّرجمي''، ''الموقف التّرجمي''، ''المشروع التّرجمي''، ''منهج الترجمة·· ترجمة الشّعر''، ''منهج الترجمة ·· حلّ النّظم''، ''منهج التّرجمة·· السّرد الملحمي والسّرد التّاريخي''، ''منهج الترجمة - العمل التّرجمي''، ''منهج الترجمة·· التلفّظ المزدوج''، ''منهج التّرجمة - لغة الأدب''· وفي هذا الكتاب يدافع الشرقاوي عن التفاعل الثقافي الذي تساهم فيه الترجمة ومدى اجتهادها ودورها الريادي في مدّ النسق الأدبي العربي بروافد من ثقافات أخرى اعتنقت الإسلام، ومن بينها على الخصوص الثقافة الهندية والساسانية والإيرانية· وقد شكل نص ملحمة الشاهنامة الإيرانية النموذج الذي اشتغل عليه عبدالكبير الشرقاوي ليبرز من جهة المعايير التي تأسست عليها شعرية الترجمة العربية لنصوص من ثقافات أخرى في العصور الإسلامية الأولى التي نشطت فيها حركة الفتح والامتداد العربي والإسلامي وتوسع الإمبراطورية الإسلامية شرقا وغربا· وقد ركز الشرقاوي من جهته كباحث في الترجمة وكمترجم متمرس، ترجم أكثر من عشرين كتابا من الأجنبية إلى اللغة العربية على الوسائل التي اعتمدها مترجم الشاهنامة، ومميزات هذه الترجمة ومدى اجتراحها للحياد العلمي وانسجامها مع الغايات والأصول المنهجية للشاهنامة ومؤلفها· وكتب عبدالكبير الشرقاوي في مقدمة هذا الكتاب ''الترجمة أحد مكوّنات النّسق الثّقافي المتعدّد، ويختلف موقعها وقوّتها وأهميتها باختلاف الشّروط التّاريخية، وتفاعل الأنساق الثّقافية المختلفة المنتسبة لحضارات ولغات مختلفة، والتّرجمة الأدبية نسق فرعي ضمن النّسق الأدبي، ومن المهمّ دراسة تفاعلها مع ذلك النّسق الأدبي في لحظة تاريخية معيّنة· وبعد كتاب شعرية التّرجمة· الملحمة اليونانية في الأدب العربي (الصّادر عن دار توبقال للنّشر سنة 2007)، ندرس في هذه المرحلة الثّانية من بحثنا في الأدب الملحمي المترجم عند العرب، ترجمة لملحمة الفردوسي، الشّاهنامة، أنجزها الفتح بن علي البنداري الأصفهاني في مطلع القرن السّابع الهجري/ الثّالث عشر الميلادي، نستقصي في تعريبها قضايا التّفاعل بين التّرجمة والنّسق الأدبي، ونستجلي بتفصيل منهج مترجم قديم، ونحاول، في حدود وسعنا، ملء صفحة هامّة من صفحات تاريخ التّرجمة العربية، هي صفحة صلات الأدب العربي بالملحمة الفارسية، ولن يكون هذا البحث، في أحسن الحالات، سوى خطوة صغيرة بالنّظر لضخامة الموضوع ووعورة البحث فيه، وضآلة الإمكانات المتاحة للباحث العربي في هذا المجال، دون الحديث عن حدود قدرات الباحث نفسه''· وأشار المؤلف إلى ''أن الصلات بين الثقافتين الفارسية والعربية متواصلة مسترسلة لم تنقطع، ويمكن القول دون الخوف من المبالغة، أنها تمتد من فترة ما قبل الإسلام حتى أيامنا هذه، وكانت الترجمة، ولا تزال أحد أهم مظاهر هذه الصّلات، تيار من التّرجمة متّصل، يقوى تارة، ويخفت أخرى، يشتدّ في اتّجاه اللغة العربية أحيانا، وأحيانا أخرى في اتجاه اللغة الفارسية، لكنّه لم يوقّف·'' إن ترجمة الشاهنامة باعتبارها نصا سرديا لا ينحدر من أصول غير عربية، لا ينقل ملحمة من لغة إلى أخرى، بل ينقل فحوى ورسالة ومصوغة أدبية من شعب إلى آخر، ومن الطبيعي أن يحدث بفضل هذا تفاعل الأنساق وتحولها بفضل التمازج إلى نموذج جديد هو الصورة المثلى التي ظهر عليها النموذج الأدبي العربي إبان عصور الازدهار الذهبية· كما يشير الشرقاوي إلى ''أن اللغة العربية وأدبها أصل هام من أصول الشاهنامة، وإن الامتزاج بين الثقافتين العربية والفارسية والاتصال المستمر بينهما، خصوصا بواسطة الترجمة، فضلا عن الوحدة الدينية والفكرية التي أحدثها الإسلام، إطار مُؤَسِّسّ ومُحدِّد لنظم الشاهنامة في اللغة الفارسية، ولترجمتها وتلقيها في اللغة العربية، وينبغي للبحث في نقد الترجمة اعتبار هذا الواقع الثقافي والتاريخي العام حين تحليل نص ترجمة البنداري· لم تكن الملحمة الشعرية، على شاكلة الشاهنامة، نوعا أدبيا، ولا بالأحرى غرضا شعريا، معروفا ومعترفا به في النسق الثقافي العربي عموما وفي الشِّعرية العربية خصوصا· والى قضية ترجمة الشعر ونقل الشكل الشعري من اللغة الأصل إلى اللغة الهدف·''ويعتبر الشرقاوي أن ''من مهام نقد الترجمة الأساسية تحديد المشروع الترجمي كما يراه المترجم· إن وراء كل نصّ مترجم مشروعا يكون ذلك النص نتيجته وتجسيده·
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©