الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الشهداء اصطفاهم الله وخلدهم الوطن

الشهداء اصطفاهم الله وخلدهم الوطن
27 نوفمبر 2016 01:50
أكد علماء ووعاظ الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف على عظم قدر الشهداء الذين اصطفاهم الله من بين خلقه واختارهم لنيل الشهادة، من بينهم الذين لبوا نداء قيادة الوطن، وارتحلوا إلى ميادين العز والشرف والبطولة والمجد لحماية أمن المنطقة العربية. إبراهيم سليم (أبوظبي) سطرت أرواحهم الزكية ودماؤهم الغالية عبر صفحات ذاكرة الوطن الخالدة، واستحقوا منا الإجلال والتكريم، فجاء يوم الشهيد بأمر من القيادة الحكيمة ليخلد مآثر هؤلاء الأبطال البواسل في صفحات العزة والمجد والبسالة والشجاعة، وأصدق ما يقال فيهم ما ذكره الله عز وجل في كتابه العزيز:«من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه». يوم الشهيد ووصف الواعظ الأول في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف خليفة مبارك الظاهري، هؤلاء الشهداء بأنه قد سرى في قلوبهم حب وطنهم، فلبوا النداء الواجب في الدفاع عن حياض الوطن وحدوده، فبذلوا أرواحهم وحياتهم من أجله، وباعوا أنفسهم، يقول الله تعالى «إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى? مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ»، فهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله، فبذلوا نفيساً وغالياً من أجل رفعة هذا الوطن وعزته، فنالوا شهادة العز والنصر«من مات دون أرضه فهو شهيد»، فيستحقون منا الإجلال والتكريم، فجاء يوم الشهيد بأمر من القيادة الحكيمة ليخلد مآثر هؤلاء الأبطال البواسل في صفحات العزة والمجد، والبسالة والشجاعة. أمجاد الأبطال من جانبه، أكد عمر الدرعي، مدير إدارة الإفتاء، في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، أن الوطن يخلد في يوم الثلاثين من نوفمبر من كل عام ذكرى أمجاد أبطاله، وانتصارات رجالاته، الذين رووا بدمائهم الطاهرة تراب هذا الوطن، وضحوا بأثمن ما يملكون حفاظاً على عقيدة هذا الوطن واستقراره، وبعد يوم الشهيد يأتي اليوم الوطني للدولة، ومن الرسائل العظيمة التي يوحيها هذا الاقتران الزماني بين الحدثين، أن الإنجاز مسبوق بالتضحية، وأن التضحية ثمرتها الإنجاز، وهكذا تصاغ أمجاد الأمم. وقال الواعظ سبع سالم الكعبي: إن شهداء الوطن الأبرار قدموا أروع الأمثلة في التضحية والفداء، من أجل رفعة وحماية وطننا الغالي، والدفاع عن ترابه وحياضه، فهذا اليوم التاريخي يعيد لنا قصة رجال أشاوس لبوا نداء قيادة الوطن، وارتحلوا إلى ميادين العز والشرف والبطولة والمجد، لحماية أمن المنطقة العربية، وفي يوم الشهيد نقف وقفة إجلال وإكبار وإعزاز لشهدائنا الأبرار منذ تأسيس الدولة إلى يومنا هذا، الذين دافعوا بأرواحهم النقية الطاهرة عن حدود وطنهم. وقال: يوم الشهيد هو يوم التكريم والتتويج لبطولاتهم الفريدة.. بإحيائها في كل سنة تقديراً وعرفاناً لصنائعهم، مستذكرين أبرز مواقفهم وشجاعتهم وبسالتهم، هو يوم التآزر المجتمعي ويوم التعبير عن التضامن والتلاحم القوي لشعب دولة الإمارات العربية المتحدة مع قيادته الرشيدة والتفافهم حولهم دعماً وسنداً، لتبقى راية دولتنا دائماً علية خفاقة في سماء الوطن. يوم العز والفخار وأكد أنه يوم الافتخار والاعتزاز بقيادة الوطن والتفافهم حول أسر الشهداء وتقديم كل أشكال الدعم النفسي والمادي لذويهم وأبنائهم، كما يعد يوماً لتجديد العهد والولاء والمحبة للقيادة الرشيدة. وقالت الواعظة «ماريا الهنائي»: يوم الشهيد هو يوم نفخر فيه بمجدنا وتضحيات جنودنا يوم الولاء لوطن العطاء، ويوم يسطر فيه التاريخ هذا المجد العظيم، ففيه الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم وأهلهم ومالهم وكل ما يملكون فداءً لهذا الوطن الغالي، إنه يوم نعتز فيه بشهدائنا وأمهاتهم وزوجاتهم وأبنائهم الذين ضربوا أروع الأمثلة في الصبر والإرادة والثبات والولاء للوطن، فأنتم فخرنا وأنتم عزنا وبكم يرتقي الوطن. ذكراهم خالدة وذكرت شما الظاهري، الواعظة في الهيئة، فارقتنا أرواحهم الطاهرة، وبقيت ذكراهم الخالدة، لتحكي لنا قصة بطولة ومجد، وتضحية وفداء، كتبتها دماء شهدائنا النقية في سطور التاريخ، لتُروى بعد ذلك ملاحم العز والفخر للأجيال القادمة، لتخبرهم أن للوطن نِعم الرجال، يذوقون الموت من أجل كرامة وشرف وطن. وأشارت الواعظة فاطمه الدهماني، إلى أن الـ 30 من نوفمبر 1971 يعد يوماً تاريخياً في الإمارات بسقوط أول شهيد قبل أيام قليلة من قيام دولة الاتحاد في معركة التضحية التي سطرها دفاعاً عن وطنه. هذا البطل هو سالم بن سهيل بن خميس، فهو قدوة لنا جميعاً، ومثال للجندي المخلص المحب لوطنه، هكذا هم أبناء الوطن الغالي، فهم مستعدون للتضحية بكل غالٍ ونفيس من أجل رفع رايته. وأكبر دليل على ذلك صمودهم أمام كل ما يعكر صفو الأمن والوئام، حتى أصبح يوم 30 نوفمبر «يوم الشهيد»، يوماً نفتخر به جميعاً، ونستذكر بطولات رجاله وتضحياتهم وإخلاصهم وولاءهم لوطنهم وقيادته الرشيدة، وأصدق ما يقال فيهم ما ذكره الله عز وجل في كتابه العزيز: «من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه». مطر الكعبي: الشهيد شلال الفداء قال الدكتور محمد مطر الكعبي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف: «في يوم الشهيد يتجدد الحب والوفاء، فليس الشهيد مجرد فارس شجاع، وبطل في ميادين البطولة نزّاع، الشهيد في ديننا وثقافتنا وأجيالنا هو شلال الفداء، تدفقت دماؤه الطاهرة استجابة لنداء ربه ووطنه وحاكمه وإرادة قيادته الحكيمة والحازمة في إحقاق الحق وإزهاق الباطل وترسيخ قيم الخير والسلام والوئام بين الناس، وصانت دماؤه الزكية حدود الوطن وحماه، رافعاً علم البلاد بكل شهامة وعزة وعطاء وانتماء». وأضاف قائلاً: «كتب الله تعالى له بذلك الخلود، فهو لا يموت كما يموت البشر، فقد بشّرنا سبحانه وتعالى بأن الشهيد حي عند ربه في حياة كريمة، وافرة الأرزاق، بهيجة الإشراق، وبذلك أثار القرآن الكريم في ثقافتنا الدينية والوطنية وفي وجداننا الجمعي حب الإقدام والافتداء من أجل أن يسود السلام والتعايش الحضاري بين بني الإنسان؛ إذ ليس الهدف من الشهادة في ديننا الحنيف هو الهروب من متطلبات الحياة وتحسينها، بل المحافظة على أسس الحياة والحضارة وقيم الخير فيها، والذود عما أنجزه الإنسان من إعمار واستقرار وازدهار». وختم الكعبي كلمته: «لقد منحت قيادتنا الرشيدة الشهداء وأسرهم وأبناءهم ما يستحقون من التكريم والرعاية، وها هي واحة الكرامة (نصب الشهداء) التي يشيّدها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ويسهر عليها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ويتابعها من كثب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في العاصمة، بجوار الصرح المعماري جامع الشيخ زايد الكبير: اعتزازاً بما وهبه الشهداء من الأنفس الكريمة للقيادة والوطن، وما منحتهم القيادة والوطن من تكريم، ففي واحة الكرامة تتلاقى بصمت وإجلال أرواح الشهداء بنفحات الدعاء، وتبدع الأقلام بما تخط من مآثر هذه النخبة.. أولئك الخالدون في وجدان الشعوب والأجيال، وهذه باقة من ثمرات الأقلام يكتبها علماء الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف ووعاظها والمفتون، يضيئون بها للأجيال مكانة الشهداء ومآثرهم في النصوص الإسلامية وشروحها والخطاب الديني وقيمه، ليبقى الشهيد في ساحة الوعي خالداً مخلداً عند الله، وفي ذاكرة الناس شلال فداء وانتماء». صفوة الصفوة صفوة الصفوة قال عبدالرحمن الشامسي مدير إدارة الوعظ، في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف: إن المتأمل في هذا الدين القويم المصطفى، يرى أن الله عز وجل أجرى سنة الاصطفاء فيه أساساً لكثير من شرائعه وأموره، قال تعالى: ?اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ?، وقد ذكر علماؤنا أن صفايا الله عز وجل من خلقه، يجب على المسلم تعظيمها، فإنما تعظيم الأمور بما عظم الله جل وعلا، وهذه الآية جاءت في فِعْلها الحاضِر «أي المضارع»، وهذا كما يقول أهل المعاني: دليل على استِمرارية فعل الاصطفاء من الله سبحانه وتعالى. وشرح الشامسي الاصطفاء من حيث الاستمرار، أو الانقطاع، وأقوال أهل العلم في هذه المسألة، وانتهى إلى أن من أعظم هذه الاصطفاءات الربانية والمنح الإلهية اتخاذه - جل في علاه، من عباده شهداء، قال تعالى في محكم التنزيل: «ويتخذ منكم شهداء». [آل عمران: 140] قال أهل العلم: أي يكرم قوماً بالشهادة في سبيله، حتى يكونوا في منزلة عالية، ودرجة رفيعة سامية، لم يكونوا ليبلغوها لولا هذا الاصطفاء الرباني والاجتباء الإلهي، قال عز وجل: {فأولئك مَعَ الذين أَنْعَمَ الله عَلَيْهِم مّنَ النبيين والصديقين والشهداء والصالحين}. كما أن المتدبر في هذه الآية المباركة: «ويتخذ منكم شهداء»، يرى أن الله عز وجل يتخذ الشهداء من عباده بعد تمحيص وتصفية، وتخليص وفحص وتنقية، فالشهداء هم صفوة الصفوة، ولذلك كان اصطفاء الله «عز وجل» لعباده القائمين بحق الجهاد على منزلتين، «الأولى» طائفة يصطفيهم الله «عز وجل» من عباده ليقوموا بواجب الجهاد في سبيله، والدفاع عن دينه، وقال القرطبي رحمه الله: أي اختاركم للذود عن دينه والتزام أمره، وهذا تأكيد للأمر بالمجاهدة، أي وجب عليكم أن تجاهدوا، لأن الله اختاركم له»، أما الأخرى: فهي طائفة يختارها الله عز وجل» من بين هؤلاء المجاهدين ليكرمهم سبحانه غاية الإكرام، ويمتن عليهم منتهى الامتنان، بأن يتخذهم لنفسه «جل شأنه» شهداء، وهذا كما هو ظاهر هو أعظم التكريم والاصطفاء، وأجل الانتقاء والاختصاص والاجتباء، كيف لا والشهداء عند ربهم هم الأحياء، وعند ربهم يرزقون. وأشار إلى أنه بعد الوقوف على منزلة الشهادة في سبيل الله، وما خص الله «عز وجل» به عباده الشهداء من الفضل العظيم لا نملك إلا أن نقول: هنيئاً لكم يا شهداء الوطن الأبرار هذه الحياة الأبدية، والنعمة السرمدية.. دعيتم فأجبتم.. وطلبتم فلبيتم.. وها أنتم قد وجدتم ما وعدكم ربكم حقاً.. فاستبشروا بنعمة الله «عز وجل» عليكم، فأنتم الأحياء الفرحون، عند ربكم الكريم ترزقون، «وما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©