الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأرجنتين استدعت «الجماعية الفاعلة» في غياب ميسي الحاضر

الأرجنتين استدعت «الجماعية الفاعلة» في غياب ميسي الحاضر
8 يوليو 2014 01:03
رؤية فنية: جيوسيبي برجومي إعداد: محمد سيد أحمد يحل الإيطالي المخضرم جيوسيبي برجومي، ضيفاً مميزاً على الاتحاد، ليطل بوجهة نظره الفنية الثاقبة عبر نافذة الجريدة على مباريات مونديال البرازيل، ويعد برجومي واحداً من أهم لاعبي منتخب إيطاليا على الإطلاق، حيث سبق وأن توج بطلا للعالم مع الأزوري عندما حمل لقب نسخة 1982 كما أنه كان أحد أبرز قادة فريق إنتر ميلان في حقبة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي. حصول الأرجنتين على بطاقة الصعود إلى نصف النهائي، جاءت عن جدارة واستحقاق، لأنه كان الطرف الأفضل في كل شيء، ولعب بجماعية قابلتها عشوائية في أداء المنتخب البلجيكي الذي خيب الآمال باندفاعه وغياب التنظيم الدفاعي والهجومي، والواقع يشير إلى أن الوصول إلى مربع الذهب لم يكن مفروشاً بالورود لكل المنتخبات التي تأهلت إليه. ومن اللحظات الأولى قدم الأرجنتين مستوى جيداً، كان العمل الجماعي هو السمة المميزة للأداء فيه، ليكون جديراً بالعبور إلى قبل النهائي، والمدرب باسيلا وضع الثقة في هيجواين من البداية ليكون العلامة الفارقة في هذه المباراة، ويبدو أنه استعاد كامل مؤهلاته البدنية والفنية كمهاجم خطير. الهدف المبكر للأرجنتين ترجم الحالة الفنية والذهنية الجيدة التي كان عليها المنتخب كمجموعة وأفراد من البداية، ولعب التنظيم الجيد تماسك الخطوط وانتشار اللاعبين بالطريقة الصحيحة حتى عندما يخسرون الكرة، وشاهدنا عمل جماعي بشكل أفضل عن ما ظهر عليه المنتخب الأرجنتيني في المباريات السابقة، ولم تتأثر هذه الحالة الجيدة بخروج دي ماريا للإصابة واستمرت الروح العالية والعمل الجماعي والتنظيم الجيد وهذا ما مثل نقطة القوة للتانجو في هذه المباراة، وجعلتها لا تتأثر بخروج أسرع لاعب، بجانب مجابهتها لأسلوب المنافس والتسبب في أن يكون أداؤه فوضوياً في مناسبات عديدة من المباراة. الجيد في الأسلوب الذي لعب به منتخب التانجو التنظيم العالي، الجماعية في العمل دفاعياً وهجومياً، ورغم أن ليونيل ميسى لم يكن في أفضل حالاته، فإن فريقه لم يتأثر بذلك، وقدم كرة قدم جميلة من الناحية التنظيمية والفنية ليكون عبوره إلى قبل النهائي مستحقاً. في المقابل، فإن المنتخب البلجيكي خيب الآمال، وقدم مردوداً متواضعاً في كثير من تفاصيله، وشاهدنا مجموعة من اللاعبين المندفعين دون تنظيم هجومي واضح أو حتى دفاعي، أو إجادة البناء والتحضير بعد افتكاك الكرة من الخصم، بل كانت المحاولات عشوائية لإبعاد الكرة وتفادي استقبال أهداف من الأرجنتين، وكانت الكرة تمرر بين لاعبي بلجيكا فقط لمنع المنافس من الاستحواذ عليها، ولم يتغير هذا الوضع رغم التأخر بهدف ليظل الحال على ما هو عليه حتى الجزء الأخير من المباراة، بعد أن أرهق المنتخب الأرجنتيني فحاول البلجيك استغلال هذا التعب بمحاولة الوصول إلى مرماه من العمق، لكن هذه التحركات جاءت في توقيت صعب ليمر الوقت بسرعة، وتودع بلجيكا البطولة لحساب الأرجنتين، الذي لم يعتمد على النجم الواحد في هذه المواجهة، وقدم نفسه بشكل مميز ليستحق كمجموعة النجومية، رغم تألق لاعبين مثل هيجواين ودي ماريا حتى لحظة خروجه، ومع أن ميسي لم يكن في يومه، ولم يكن اللاعب الأفضل في المباراة. وقد توقعنا مردوداً أفضل للمنتخب البلجيكي قياساً على ما قدمه من مستويات متميزة في مبارياته السابقة، لكن السمة التي لا زمت مباريات هذا الدور استمرت، حيث رجحت كفة المنتخب الأقوى الذي نجح في التقدم في التسجيل، وحافظ على ذلك حتى نهاية اللقاء. (أبوظبي- الاتحاد) أجمل هدف هيجواين يوقع بذكاء وقوة تضاءلت القوة الهجومية التي كانت كاسحة في الدور الأول من البطولة، وأصبحت شبه معطلة أمام التنظيم الدفاعي الجيد في الدورين (ثمن وربع النهائي بالذات)، ولم تخرج مباراتا الأرجنتين وبلجيكا وهولندا وكوستاريكا عن هذا الإطار، حيث لم يسجل فيها غير هدف واحد حسم المباراة الأولى، وصعد بلاعبي التانجو إلى نصف النهائي، بينما غابت الأهداف تماماً عن المباراة الثانية لتحسم بضربات الجزاء الترجيحية. وعلي الرغم من أن الهدف الذي أحرزه هيجواين لا يوجد له منافس، إلا أنه كان هدفاً جميلاً في صناعته ولمسته الأخيرة، وقصة الهدف بدأت عندما افتك ليونيل ميسي الكرة في وسط الملعب قبل أن يمررها إلى دي ماريا الذي بدوره أرسلها لتصل إلى هيجواين الذي عالج الكرة مباشرة في المرمى هدفاً جميلاً في شكله وأسلوبه، وكان ترجمة للضغط الذي مارسه منتخب التانجو على بلجيكا، في الدقائق الأولى، وبداية صناعته من ميسي ثم جاءت لمسته الحاسمة من دي ماريا والتوقيع والذكي من هيجواين الذي كان تمركزه جيداً، وعرف كيف يتعامل مع الموقف بسرعة وقوة. (أبوظبي - الاتحاد) الظاهرة تكرر الإصابات العضلية ظواهر عديدة صاحبت الدور ربع النهائي وبالذات مباراتي اليوم الثاني منه، حيث استمرت فيه الأفضلية للفريق الذي يسجل أو ينهي المباراة لمصلحته، وهذه ترجمة لاستراتيجية عند أغلب المدربين الذين يملكون الخبرة في البطولة. ومن الظواهر السلبية الإصابات العضلية المستمرة في هذا الدور، والسبب في مثل هذه الإصابات تقارب توقيت المباريات، والشد العصبي عند اللاعبين والتوتر الذهني خوفاً من الهزيمة والإقصاء المباشر من البطولة، بجانب صعوبات الاستشفاء الكامل بين مباراة وأخرى، لبعض اللاعبين، حيث يلعب المخزون اللياقي دوراً مهماً ومؤثراً، وسيكون حاسماً في المرحلة المقبلة، والفريق الأكثر جاهزية وحضوراً في هذا الجانب ستكون حظوظه كبيرة. أيضاً من الظواهر السلبية في المباراتين العقم الهجومي في ظل وجود آلة هجومية قوية «الأرجنتين أمام بلجيكا» و«هولندا أمام كوستاريكا»، ورغم أن الوصول إلى هذه المرحلة من البطولة وطبيعة مبارياتها بإقصاء الخاسر تجعل اللعب الدفاعي يتفوق على الهجومي، لكن كان من المتوقع من منتخبين مثل الأرجنتين وهولندا أن تكون الحلول الهجومية أكثر كفاءة وتركيزا. (أبوظبي - الاتحاد) هولندا الأفضل والأحق بالتأهل فان بيرسي دافع مع كوستاريكا غالط المنتخب الكوستاريكي التوقعات والترشيحات التي كانت في معظمها تصب في مصلحة المنتخب الهولندي ولسبب بسيط أن الجميع يريد أن يشاهد نصف نهائي قوياً بين الأرجنتين وهولندا، ويكون بمثابة اختبار حقيقي لقوة المنتخبين. وفوز هولندا كان منتظراً، لكن في الوقت الأصلي، لكن منتخب كوستاريكا قدم مباراة كبيرة وبمستوى فني وبدني جيد في مجمله، والحظ ليحالفه في عدد من المحاولات لكن في النهاية الفريق الأفضل هو الذي تأهل. المنتخبان لعبا بثلاثة لاعبين في محور الدفاع، وبينما اكتفى كوستاريكا بذلك، بعكس هولندا الذي بحث كثيراً عن التسجيل وجميع لاعبيه كانوا قدموا مستوى عالياً، والوحيد الذي لم يعجبني أداؤه هو فان بيرسي؛ لأنه من وجهة نظر خاصة كان أفضل مدافع لكوستاريكا، أما روبن فكان كالعادة يركض أكثر من الجميع في كل أجزاء الملعب وشنايدر قدم مباراة كبيرة وقام بدوره في وسط الملعب كما يجب دفاعاً وهجوماً. وفي هذه المرحلة من البطولة، اللياقة البدنية والذهنية والحضور البدني الجيد يكون له دور مضاعف في ما يقدمه الفريق من مستوى، ومنتخب هولندا الذي خاض أوقاتاً إضافية لا تزال لديه طاقة بدنية ستعطيه أفضلية ودفعة قوية مقارنة مع بقية أضلاع نصف النهائي. وفي منتخب كوستاريكا، تميز بولا نيوس وجونزاليس، الذي كان بالفعل سداً منيعاً في الدفاع أحسن التغطية، وتدارك أخطاء زملائه كلما دعت الحاجة إلى ذلك، وشاهدناه أيضاً يتقدم أكثر من مرة إلى منتصف ملعب هولندا، وكان لاعباً مميزاً في هذه المباراة. لا شك في أن تأهل هولندا لمواجهة الأرجنتين، والبرازيل للقاء ألمانيا يجعلنا نترقب مباراتين جميلتين في نصف النهائي بين مدرستين مختلفتين، وأمام مواجهتين حقيقيتين، فهذه المنتخبات الأربعة تمثل تاريخ كرة القدم العالمية لعقود من الزمن، وصحيح أن هولندا لم يفز باللقب من قبل لكنه خسر 3 نهائيات. ويحسب للمدرب فان جال في هذه المباراة قراءته السليمة وتحضيره الجيد لكل السيناريوهات المحتملة، بعكس المراقبين، الذين توقعوا جميعاً أن تنتهي المباراة في الوقت الأصلي، لكنها ذهبت لأوقات إضافية ثم ركلات جزاء، وكان مدرب هولنا متحسباً لكل هذه الأمور، واعد لها لعدة تماماً، ويشكر مدرب كوستاريكا على تمكنه من قيادة فريقه للعمل بهذا التنظيم العالي طيلة زمن المباراة وجعل هولندا رغم التفوق يعاني كثيراً في الوصول إلى المرمى بجانب أن كوستاريكا كان قريباً من التسجيل في أكثر من مناسبة، ونجح في تسير دفة المباراة في الشوط الأول بالذات وفقاً للطريق، ثم قدرته لاعبه على الصمود 120 دقيقة، ليودعوا المنافسة مرفوعي الرأس، بعد نهاية مغامرتهم الكبيرة والمبهرة في البرازيل. المباراة بشكل عام رغم الأفضلية لهولندا في كل شيء إلا كوستاريكا استحق الاحترام على ما قدمه بشكل عام، وفي هذه المباراة على وجه الخصوص ومنعه للسيل الهجومي الهولندي الجارف من الوصول إلى مرماه بالضغط العالي، الذي كان من أهم أسلحة كوستاريكا في لمباراة. (أبوظبي - الاتحاد) سوبر ستار فان جال بصمة واضحة لم تكن آخر مباراتين في ربع النهائي عاديتين، بل شاهدنا خلالهما عملاً كبيراً من المنتخبات الأربعة مع أفضلية واضحة للمنتخبات الكبيرة، والتألق في هذه المباراة لم يكن حيث انتظره الجميع (ميسي أو فان بيرسي)، لكنه ظهر من خلال المستوى الذي قدمه هيجواين الذي سجل الهف الوحيد في المباراتين بجانب تحركاته المتواصلة وطلبة الدائم للكرة، وتمركز حيثما يجب بين الدفاع البلجيكي، وفي بلجيكا قدم فيستل مستوى مميزاً حاول كثيراً عمل ترابط لفريقه وبناء هجمات ولعب بمستوى ثابت من البداية وحتى نهاية اللقاء الماراثوني. أيضاً كانت بصمة المدرب الهولندي واضحة على منتخب بلاده في المونديال، الذي أكد أنه من المدربين الكبار فيه القادرين على صناعة الفارق بالتدخلات السليمة في التوقيت المناسب، والتركيز الكبير حتى على تفاصيل التفاصيل، بحيث لا يترك شيئاً للمصادفة. وترجمت مباراة هولندا وكوستاريكا كل هذه الصفات بدءاً من الخطة التي دخل بها فان جال المباراة، ثم تأنيه في إجراء التبديلات التي كان آخرها دخول الحارس كرول في الدقيقة الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني مكان ياسبر، ليساهم هذا التبديل بتأهل هولندا إلى قبل النهائي، بعدما تمكن كرول من صد ضربتين وقيادة بلاده إلى التأهل. وكشفت هذه المباراة عن أن فان جال تحسب لكل شيء، ولم يترك أي أمر للمصادفة، وعمل حساب أن المباراة قد تذهب إلى وقت إضافي وضربات جزاء ترجيحية. (أبوظبي - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©