الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

قتيل في لبنان باشتباك مع الجيش وانفجار صاروخ

قتيل في لبنان باشتباك مع الجيش وانفجار صاروخ
22 يونيو 2013 16:49
بيروت (وكالات) - قتل شخص في تبادل لإطلاق النار بين الجيش اللبناني ومحتجين قطعوا عدداً من الطرق في شرق لبنان، على خلفية توترات مذهبية على علاقة بالنزاع السوري، بحسب ما أفاد أمس مصدر أمني لوكالة فرانس برس. وأشار المصدر إلى أن بعض الطرق قطعت ليل الخميس الجمعة في عدد من المناطق ذات الغالبية السنية في لبنان، تضامناً مع بلدة عرسال، وهي بلدة ذات غالبية سنية متعاطفة إجمالاً مع المعارضة السورية، يقول سكانها إنها «محاصرة» من قبل سكان البلدات الشيعية المحيطة بها. وأوضح المصدر أن الشخص قتل لدى محاولة الجيش تفريق المحتجين الذين قطعوا الطريق الدولية المؤدية إلى معبر المصنع الحدودي مع سوريا، من دون أن يحدد ما إذا كان هذا الشخص قد قضى برصاص أطلقه الجنود، أو المحتجون. وأكدت قيادة الجيش في بيان حصول إطلاق النار، متحدثة عن سقوط جرحى، بينهم أربعة عسكريين، من دون أن تشير إلى وقوع قتيل. وقالت انه “حصل توتر في بعض مناطق البقاع والشمال وبيروت، تخلله اعتصامات وظهور مسلح وقطع طرقات بالعوائق والإطارات المشتعلة، بالإضافة إلى تعرض عدد من مراكز الجيش ودورياته، في مناطق المصنع وسعد نايل وتربل وعرب الفاعور وقب الياس ومجدل عنجر في البقاع، لإطلاق نار من قبل عناصر مسلحة، حيث ردت وحدات الجيش على النار بالمثل، وأوقعت عدداً من الإصابات في صفوفهم». وأشارت إلى أن وحداتها «تمكنت خلال الليل الفائت من إزالة المظاهر المسلحة وفتح معظم الطرقات وإعادة الأوضاع إلى طبيعتها». وأضاف البيان «أقدم عدد من المسلحين على إطلاق النار باتجاه مراكز الجيش، وقد ردت عناصر هذه المراكز على النار بالمثل، كما باشرت قوى الجيش حملة دهم واسعة لتوقيف مطلقي النار، حيث تمكنت من توقيف 22 عنصراً مشتبهاً بهم». على صعيد متصل، انفجر صاروخ «جراد» ليل الخميس شرق بيروت بعيد إطلاقه من بلدة في جبل لبنان، بحسب ما أفاد مصدر أمني وكالة فرانس برس، مشيراً إلى أن الجيش اللبناني عثر أمس على صاروخ آخر لم ينطلق. وانفجر الصاروخ بعيد اصطدامه بكابلات كهربائية في منطقة قريبة من العديد من المراكز الحساسة، منها القصر الرئاسي ووزارة الدفاع. وقال المصدر إن «الجيش اللبناني عثر أمس على منصتين لإطلاق الصواريخ في منطقة بلونة» الواقعة في قضاء كسروان في جبل لبنان، إلى الشمال الشرقي من بيروت. وأشار إلى أن «أحد الصاروخين أصاب ليل أمس الأول كابلات كهربائية في منطقة الجمهور» في قضاء بعبدا، وأن الصاروخ الآخر «عثر عليه على المنصة»، وهما من «طراز جراد عيار 122 ملم، ويبلغ مدى كل منها نحو 40 كيلومتراً». وشدد المصدر على أن «المكان المستهدف غير واضح»، وأن من نصب صواريخ مماثلة «لا يكترث أين تسقط. هدفه ترهيبي». ولم يؤد سقوط الصاروخ إلى وقوع إصابات، وأصاب الكابل الكهربائي قرابة الساعة الأولى فجر أمس بحسب ما أفادت مؤسسة كهرباء لبنان في بيان، مشيرة إلى أن «انفجاراً مدوياً نتج عن ذلك». وقال المصدر الأمني، إن «كل ما يجري هو نتيجة التداعيات السورية»، معتبراً أن الحادث الأخير «يحمل دلالات أخطر» من استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت الشهر الماضي بصاروخين من النوع نفسه. من جانبة، أعلن قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي أمس أن لبنان أمام تحد يهدد وحدته للمرة الأولى منذ الحرب الأهلية عام 1990 وأن محاولات إشعال الفتنة في لبنان تزداد يوماً بعد يوم. وقال قهوجي، أمام وفد زاره أمس لإعلان تضامنه مع الجيش، «إننا نمر بأصعب مراحل تاريخ لبنان الحديث والوطن اليوم أمام تحد حقيقي يهدد للمرة الأولى وحدته ووحدة أبنائه منذ انتهاء الحرب باتفاق الطائف». وأضاف أن «المحاولات تزداد يوماً بعد يوم لإشعال الفتنة المذهبية ونقلها من منطقة إلى أخرى لتحويل لبنان مجدداً إلى ساحة للصراعات الإقليمية والدولية. وفي ظل هذه الهجمة غير المسبوقة نحاول بإمكاناتنا البشرية والمادية الضئيلة أن نكون على قدر التحديات الجسام التي تواجهنا». ورأى قهوجي أن «الفتنة أكبر من الجميع ولم تعد محصورة بحوادث متنقلة هنا أو هناك والتهجم على الجيش لن يفيد إلا أعداء لبنان، ونحن نؤمن بأن قدرة المرجعيات السياسية وقادة الأحزاب والقوى السياسية أيضاً كبيرة جداً من أجل العمل مع الجيش لوقف دورة العنف». ودعا قهوجي «جميع المرجعيات السياسية والروحية والقضائية والإعلامية إلى ترجمة حرصها على الوطن أفعالاً على الأرض وتوحيد جهودها لدعم الجيش في مهماته بدل استهدافه يومياً». وأوضح أن «الجيش ليس مسؤولاً عن الفتنة المذهبية، أو عن الصراعات السياسية المحلية والإقليمية التي تريد إشعال فتيل الحرب ولا عن التجييش الإعلامي والسياسي والمذهبي الذي يريد أن ينال من وحدة المؤسسة العسكرية». وقال قهوجي: «إننا نواجه خطراً كبيراً، ولن ننجو منه إلا بوعي هؤلاء جميعاً وبقدرة القوى السياسية على الإمساك بجمهورها ومناصريها وبمساعدة وسائل الإعلام من أجل منع انزلاق لبنان نحو الاقتتال ونحو المجهول». وكانت قيادة الجيش اللبناني أعلنت في وقت سابق أمس أنها لن تتهاون في التصدي للخارجين على القانون والمعتدين على قوى الأمن. وأعلن العماد قهوجي أنه «لا تهاون على الإطلاق في أمن اللبنانيين واستقرارهم والجيش سيكون بالمرصاد لكل من يحاول المس به». ووصف قهوجي، لصحيفة «السفير» اللبنانية في حديث نشر أمس، المرحلة التي يمر بها لبنان بأنها «شديدة الحساسية وبالغة الصعوبة وتتطلب من الجميع دون استثناء التنبه لمخاطرها وإلى ما قد يترتب عنها». وأضاف أن «هذا يوجب بالحد الأدنى التعاون وبذل الجهود لتخفيف التوتر والاحتقان». وأوضح أن الجيش «سيقوم بما هو مطلوب منه وأكثر في كل ما من شأنه أن يؤدي إلى العبور بالبلد إلى بر الأمان».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©