الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

70 مليار دولار يحتاجها العالم سنويا لتمويل الرعاية الصحية

26 مايو 2006
مصطفى عبد العظيم:
حذر البنك الدولى امس من حدوث ازمة عالمية حقيقية في تمويل عمليات الرعاية الصحية في بلدان العالم نتيجة تراجع مستويات الدعم من قبل الحكومات وخاصة في البلدان الغنية مع تفاقم الامراض المستعصية كالايدز والملاريا في البلدان النامية والخوف من احتمال تحول إنفلونزا الطيور إلى وباء بشري عالمي ·
ودعا البنك في تقرير جديد له صدر امس الى ضرورة توفير ما يتراوح بين 25 و 70 مليار دولار أمريكي من المعونات الخارجية الإضافية سنويا لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية الجديدة في مجال الرعاية الصحية في كافة أنحاء العالم التي تكافح من أجل مواجهة التكاليف المتصاعدة بشدة، في الوقت نفسه ، بينما تستمر الفجوة الهائلة في مجال الرعاية الصحية بين البلدان الغنية والبلدان الفقيرة·
وعلى الرغم من التركيز العالمي الذي لم يسبق له مثيل على الرعاية الصحية باعتبارها قضية إنسانية ومتعلقة بالأمن القومي، ومن الزيادات الكبيرة في المعونات الإنمائية الموجهة للرعاية الصحية، فقد توفي ثلاثة ملايين شخص نتيجة فيروس ومرض الإيدز في العام الماضي وحده· ويبلغ متوسط العمر المتوقع في أفريقيا حاليا 47 سنة· ولولا الخراب الذي أحدثه فيروس ومرض الإيدز، لكان ذلك المتوسط قد بلغ الآن 62 سنة· كما أن مرض السل (الدرن) قابل للشفاء بأدوية منخفضة التكلفة، ومع ذلك يموت بسببه 5,000 شخص كل يوم؛ ويصدق نفس الشيء على الملاريا التي تودي يوميا بحياة 3,000 شخص معظمهم من الصغار·
وقد اثار التقرير الجديد - الذي جاء تحت عنوان' إعادة بحث تمويل الرعاية الصحية - دليل للممارسين -' بواعث قلق خطيرة تتعلق بالجهود العالمية الحالية لتوسيع نطاق وصول أنظمة الرعاية الصحية من أجل تحسين الحالة الصحية للملايين من أشد سكان العالم فقرا بحلول عام ،2015 كما تدعو إلى تلك الأهداف الإنمائية للألفية الجديدة· ويقول التقرير إن المجتمع الدولي، من جانبه، يجب أن يفي بوعده بإحداث زيادة كبيرة في معوناته الإنمائية في الوقت نفسه الذي يجعل من الممكن فيه التنبؤ بحجمها وجعلها مستدامة· كما أن التمويل من المؤسسات الخيرية الخاصة والشراكات العالمية، الذي كان زهيدا جدا في عام ،1990 يمثل حاليا حوالي 20 في المائة من مجموع المعونات المقدمة للرعاية الصحية· غير أن كثيرا من جهود المانحين شوهت أولويات الإنفاق القطرية، وزادت تكاليف المعاملات، وجزأت تقديم خدمات الرعاية الصحية·
وقال التقرير ان البلدان النامية هي التي يتعين عليها في نهاية المطاف التصدي لتحديات إصلاح أنظمة تمويل الرعاية الصحية لديها من أجل إيجاد موازنات تشغيل كافية، وضمان حصول جميع مواطنيها على رعاية صحية فعالة، مع حماية شعوبها من الفقر نتيجة المصروفات الطبية الهائلة الناجمة عن كوارث صحية والنكسات الأخرى مثل التعطل عن العمل أو الكوارث الطبيعية·
فجوات في الإنفاق
واشار التقرير الى وجود فجوات حقيقية في الانفاق على الرعاية الصحية بين الدول الغنية والدول الفقيرة ،حيث بلغ الإنفاق العالمي على الرعاية الصحية في عام 2002 اكثر من 3,2 تريليون دولار أمريكي، أي حوالي 10 في المائة من إجمالي الناتج العالمي الاجمالي، غير أن حوالي 12 في المائة فقط من هذا المبلغ أنفق في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل،فيما تنفق البلدان المرتفعة الدخل على الرعاية الصحية بنسبة أكثر مما تنفقه البلدان المنخفضة الدخل بحوالي مائة مرة، على الرغم من أن الفقراء في البلدان النامية محاصرون بنسبة 90 في المائة من عبء المرض في العالم· والأسوأ من ذلك أن معظم الإنفاق الهزيل على الرعاية الصحية في البلدان النامية يدفعه الفقراء أنفسهم لأن معظم البلدان الفقيرة لا تستطيع أن توفر لمواطنيها ولو الحد الأدنى من خدمات الرعاية الصحية الأساسية الضرورية·
ويقول جين لويس ساربيب، النائب الأول لرئيس البنك الدولي المسؤول عن شبكة التنمية البشرية، التي أعدت التقرير ، إن 'هذا التقرير يبين كيف يواجه الفقراء في بلدانهم النامية الخراب المالي شبه المؤكد عند التصدي للأمراض الكبرى دون الحماية المالية التي تقدمها بطريقة عادية أنظمة الرعاية الصحية الفعالة في بلدان منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي· ولهذا الشكل من عدم المساواة والعدالة عواقب وخيمة بالنسبة للحالة الصحية لفقراء العالم نظرا لأنه يعني أن تعرضهم لمرض كبير، والاضطرار إلى دفع أتعاب الطبيب من جيوبهم، يمثل وصفة تلقائية للوقوع في براثن الفقر·'
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©