الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

حرارة الطقس تلهب أسعار الأسماك في الفجيرة

حرارة الطقس تلهب أسعار الأسماك في الفجيرة
22 يونيو 2013 01:30
فهد بوهندي (الفجيرة) - شهدت أسعار الأسماك في أسواق الفجيرة ارتفاعاً ملحوظاً، أرجعه مستهلكون إلى استغلال قلة من التجار، انخفاض المعروض، لعزوف معظم الصيادين عن الخروج في رحلات صيد بسبب ارتفاع حرارة الطقس، وزيادة الأسعار بشكل مبالغ فيه، على حد وصف بعضهم. من جانبهم، أرجع صيادون عدم خروج عدد كبير منهم إلى رحلات الصيد، وتقليص الرحلات إلى أقل مستوى، إلى ارتفاع درجات الحرارة الذي يرهقهم ويؤدي إلى هروب الأسماك إلى الأعماق بحثاً عن مياه باردة، ما يترتب عليه بذل جهد أكبر من جانب الصيادين، وتحملهم تكلفة إضافية، حيث تستغرق رحلات الصيد خلال فصل الصيف أوقات أطول لاضطرار الصيادين إلى قطع مسافات طويلة بحثاً عن الأسماك، إضافة إلى استهلاك كميات أكبر من الوقود، ما يقلص نسبة الربح لدى الصياد. وأكد رئيس جمعية صيادي البدية عبدالله هارون، أن الأسماك تبتعد عن الشواطئ هرباً من ارتفاع درجة الحرارة إلى أعماق أكبر بحثاً عن البرودة، ما يضطر الصياد إلى قطع أكثر من 40 ميلاً بحرياً للحصول على كمية بسيطة من الأسماك، مقابل مجهود بدني كبير، واستخدام كمية أكبر من الوقود، كما أن الصياد مضطر للعودة باكراً ليقطع هذه المسافة، ويستطيع الوصول إلى الميناء قبل الليل، ما يقلص مدة الرحلة كثيراً، وبالتالي كمية الأسماك. من جهته، قال الصياد محمد صالح: “من الطبيعي أن يؤثر الارتفاع الحاد في درجات الحرارة على مهنة الصيد التي يمارسها أصحابها، معرضين أنفسهم لأشعة الشمس الحارقة، وبالنسبة لي فقد رفعت قاربي الكبير إلى الميناء، وقمت بحفظه عن أشعة الشمس التي قد تعرضه والمعدات للتلف، واكتفيت بالقارب الصغير للرحلات القصيرة”. وأضاف: “نلاحظ أن كثيراً من الصيادين يبتعدون بشكل مؤقت عن الخروج للبحر، وذلك لأسباب عديدة، أولها يعود للعطلة الصيفية التي يحرص فيها الكثيرون على السفر مع الأسرة، وتعد حرارة الطقس العامل الأكبر المسبب لعزوف الصيادين عن الخروج للبحر، حيث تؤدي لهروب الأسماك إلى الأعماق، وبذلك تكون الرحلة بالنسبة للكثيرين متعبة وغير مجزية، حيث إن الربح يكون عند أقل مستوياته”. ويقول الصياد سالم النقبي: “الكثير من الصيادين يتجنبون الخروج إلى البحر مع بداية فصل الصيف، لأن المكوث تحت أشعة الشمس له آثار ضارة بصحة الإنسان، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وتحسباً للإصابة بضربات الشمس، وما تخلفه من أضرار صحية”. وأضاف: “في ظل هذه الظروف تقل الكميات المعروضة من أنواع معينة من الأسماك على الرغم من عدم انقطاعها، مثل الكوفر والهامور، حيث تعرض في الأسواق بكميات قليلة وتنفد مباشرة بسبب زيادة الإقبال عليها من قبل المستهلكين”. وأشار الصياد حسن الحوسني إلى أن شح الأسماك يعود إلى هروب أنواع كثيرة من الأسماك لأميال بعيدة، بحثاً عن المياه الباردة، وهذا له تأثير كبير على حركة الصيد، حيث إن كميات الأسماك التي تنجح القراقير باصطيادها تقل كثيراً عن نصف المعتاد، إضافة إلى أن الأنواع غالية الثمن وتعود بربح على الصيادين مثل الكوفر والصال والهامور، تكون قليلة جداً. ورأى الصياد فهد الحمادي، أن الغالبية العظمى من الصيادين ينقسمون إلى نوعين، الأول: صيادون منتظمون ولهم أعداد كبيرة من “الدوابي” في عرض البحر، ومستمرون في مراعاة “دوابيهم” طوال السنة صيفاً وشتاء، أما النوع الثاني، فهم موظفون يعتمدون على الصيد بـ (الحداق)، وهي وسيلة الصيد بواسطة الخيوط والميادير، وهذه الفئة هي التي تعزف عن الخروج للبحر خلال فصل الصيف، لأن رحلة الصيد لا تحقق الهدف المطلوب من كميات الأسماك، وبالتالي تكون مكلفة وغير مجزية. وقال ممثل جمعية الصيادين في خورفكان بميناء الصيادين: “تقل كميات الأسماك التي يجلبها الصيادون مع بداية فصل الصيف، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وتقليص فترة رحلة الصيد لأقل مدة ممكنة، ويلاحظ أن كميات الأسماك بشكل عام أقل نسبياً، إضافة إلى أن أسماك “الدوابي” أقل من المواسم الأخرى، وهي طريقة الصيد التي يعتمد عليها الصيادون والأسواق عادة، وتوفر كميات متنوعة من الأسماك بسبب وضعها في الأعماق”. إلى ذلك، وصف مواطنون من رواد سوق السمك، الأسعار بأنها مبالغ فيها جداً، وأن الباعة والتجار يستغلون الإقبال الكبير على شراء الأسماك بزيادة الأسعار، وقال المواطن خليفة الحوسني: “الأسعار مرتفعة جداً ومبالغ فيها، علماً بأننا لا نوجه الاتهام للصيادين بل للتجار الذين يشترون الأسماك منهم، ويعرضونها للبيع بأسعار خيالية لتحقيق ربح مالي كبير على حساب المستهلكين”. من جانبه، قال موسى محمد: “لا يعقل أن تباع سمكة هامور واحدة لا يتعدى وزنها كيلو جرامين بمائة درهم، فهذه أسعار خيالية جداً، لذا نطالب بتدخل الجهات المختصة لحفظ الأسعار من تلاعب الباعة”. 1628 صياداً في إمارة الفجيرة تعد مهنة الصيد من الأعمال الرئيسية على امتداد مدن الساحل الشرقي، نظراً لطبيعة المنطقة الساحلية، وكشفت وزارة البيئة والمياه في إحصائياتها لعام 2012 عن وجود 1628 صياداً في إمارة الفجيرة، فيما يبلغ عدد قوارب الصيد 857 قارباً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©