الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الوحدة والأهلي في الموقعة الأخيرة

الوحدة والأهلي في الموقعة الأخيرة
26 مايو 2006
أكرم يوسف:
في السابعة والنصف من مساء اليوم باستاد طحنون بن محمد بالقطارة يكتب الوحدة والأهلي كلمة النهاية ليسدل بعدها الستار على أحداث دوري ال265 يوما الذي شهد الكثير من الأحداث المثيرة والمباريات الممتعة والأهداف الجميلة، إلا أن الموقعة الأخيرة الليلة بين الوحدة و الأهلي ستكون، الأقوى والأعلى والأجمل لأنها' الفاصلة التي 'ستحدد بطل دوري الإمارات عام 2006 بعد أن تساوى الوحدة والأهلي في عدد النقاط في 22 جولة ولكل منهما 47 نقطة ·
القمة الأخيرة اليوم نتوقعها عاصفة هجومية بين الوحدة بطل الدور الأول والأهلي بطل الدور الثاني، بين فريق يملك أقوى هجوم وآخر ثاني أقوى دفاع ،بين فريق يريد أن يؤكد أنه الأفضل بعد أن تصدر المسابقة من البداية للنهاية ،وفريق يحلم بالدوري منذ 26 عاما ·
مباراة لن تعترف بأنصاف الحلول ،مباراة كؤوس لابد أن تقدم لنا في النهاية بطل الدوري ،ولا مجال للخطأ أو المغامرات غير المحسوبة ،فالخطأ يعني ضياع الحلم وضياع بطولة ·
ولايختلف أحد على أن عنوان 'الوحدة والأهلي' يحمل شهادة ضمان بمشاهدة مباراة ممتعة قبل أن تبدأ، نظرا لمكانة وإمكانات الفريقين وأحلامهما الكبيرة، وفي آخر 4 لقاءات في الدوري فاز الوحدة ( ذهابا وعودة) وبنتيجة 13-6 ، في الموسم الماضي فاز 2-1 و5-2 ،وهذا الموسم 4-3 و2-0 ،ولذلك علينا أن نهيئ أنفسنا قبل إقلاع الرحلة الأخيرة من الدوري ل90 دقيقة مليئة بالقوة والقتال للنهاية، ولا يبدو هذا غريبا على فريق يضم بين صفوفه نجوما بحجم مترو والمنهالي وإسماعيل مطر وعبد الرحيم جمعة وفهد مسعود وعبدالسلام وعبد الله النوبي وفريق آخر يضم فيصل خليل وفرهاد مجيدي ومارتن باردوي وسالم خميس وحسن علي إبراهيم وعادل عبد العزيز ·
ومن المؤكد أن مباراة اليوم تختلف تماما عن كل اللقاءات السابقة لأنها لا تساوي ثلاث نقاط مثل التي قبلها ولكنها تساوي بطولة ،وإذا كان الوحدة يلعب من أجل الاحتفاظ بالدرع ويدرك أنها الفرصة الأخيرة للخروج من الموسم بلقب بعد أن خسر كأس رئيس الدولة وكأس الاتحاد وخرج من الدور الأول لدوري أبطال آسيا ، فإن الأهلي أمام اختبار حقيقي لقدرته على الحلم والتحدي وترجمة كل شهادات الإعجاب التي تزين صدور لاعبيه منذ أن تولى الألماني وينفرد شايفر المهمة الموسم الماضي إلى دليل عملي على أرض الواقع في' اختبار الأقوياء ' ،ولا أعتقد أن المركز الثاني هو قمة أحلام فريق بحجم الأهلي ،وإذا كان الأهلي لم يثبت عمليا في المواجهات المباشرة مع الوحدة هذا الموسم أنه الأفضل وخسر على ملعبه 4-3 وخارج ملعبه 2-صفر ،فإنه لن يجد من يقدم له خدمات هذه المرة ويعرقل الوحدة وعليه أن يثبت عمليا في الملعب أنه بالفعل جدير بالمنافسة واللقب ،كما أثبت الوحدة ذلك منذ بداية الموسم وقدم عروضا ممتعة وخدم نفسه بنفسه، باستثناء الدور الثاني عندما تعرقل وتبعثرت أوراقه وخسر الكثير من النقاط ·
الطريق إلى الفاصلة
عندما انتهى الدور الأول كان الرهان على الوحدة ليتوج بطلا ل2006 وربما قبل نهاية المسابقة ،وتجاوز الأمر حدود الدوري وراهن البعض على فوز الوحدة بكل البطولات والمنافسة بقوة على البطولة الآسيوية ،وفي الحقيقة لم يكن هذا التفاؤل من فراغ ولكنه جاء بعد أن أقنع أداء الوحدة الجميع في الدور الأول بأنه الأفضل ،وأنهى هذا الدور متقدما على أقرب منافسية الأهلي بفارق 7 نقاط كاملة ،ولم يخسر سوى 5 نقاط فقط من 33 نقطة في 11 مباراة ·
ولكن في الدور الثاني فاجأ الوحدة نفسه قبل منافسيه وبدأ رحلة التراجع ونزيف النقاط بعد إقالة هولمان عندما خسر من الوصل والنصر ، ثم أقيل الفرنسي جودار بعد الخروج من الآسيوية ،وفي النهاية كانت النتيجة خسارة 14 نقطة كاملة من 11 مباراة ووضع نفسه تحت ضغط المباراة الفاصلة بعد أن كان يغرد بمفرده في الدوري بكل حرية ·
وفي المقابل اتسم أداء الأهلي بالتوازن منذ بداية الموسم وإن كان أداؤه في الدور الثاني أفضل من الأول ،حيث خسر في الدور الأول 12 نقطة من هزيمتين وثلاثة تعادلات ،إلا أنه في الدور الثاني قدم أداء أفضل ولم يخسر سوى 6 نقاط ،ويعد بطل الدور الثاني حيث جمع 26 نقطة وهو نفس عدد النقاط التي جمعها الجزيرة في هذا الدور إلا أنه تفوق بفارق الأهداف ·
إذن نحن أمام مواجهة اليوم بين بطل الدور الأول ، وبطل الدور الثاني ·
مصادر القوة
واتفقنا جميعا على أن الأهلي تحسن أداؤه كثيرا من الجانب الدفاعي مع المدرب الألماني وينفرد شايفر ،وبات يقدم كرة واقعية بعيدا عن الاستعراض،وعندما نقارن بين أداء الأهلي الموسم الماضي وهذا الموسم سنجد أن الأرقام تضعنا أمام طفرة كبيرة حققها الأهلي من المركز السابع الموسم الماضي وفي رصيده 9 هزائم و6 تعادلات ،و40 هدفا في شباكه إلى ثلاث هزائم وخمسة تعادلات و24 هدفا فقط في شباكه هذا الموسم ليصبح صاحب ثاني أقوى خط دفاع بعد العين وأقل فرق الدوري تعرضا للخسارة ،إلا أن هجوم الأهلي يأتي بعد الوحدة والنصر والشارقة هذا الموسم برصيد 44 هدفا وبفارق 20 هدفا عن الوحدة الأقوى هجوما ·
فالوحدة إذن يراهن على الهجوم في موقعة اليوم فهو يملك ترسانة هجومية لا تتوقف أمام أقوى الدفاعات عندما تكون في لياقتها الفنية والذهنية والبدنية ،ومباراة الشارقة الأخيرة التي حسمها الوحدة بالستة أكدت أن الفريق جاهز للتحدي والقتال للنهاية ·
أوراق الحسم
وعندما نقارن بين' أوراق الحسم ' في صفوف كل فريق سنجد أن الوحدة يملك الكثير من الأوراق المؤثرة ،إلا أن الرباعي المكون من متروفيتش وصالح المنهالي وإسماعيل مطر وعبد الرحيم جمعة أحرز 38 هدفا أي 57 % من نسبة الأهداف التي أحرزها الوحدة هذا الموسم منها 15 لمترو و10 لإسماعيل و6 للمنهالي و7 أهداف لعبد الرحيم ،،وأكثر ما يتميز به الوحدة توافر الحلول الهجومية فإذا كان الهجوم المكون من مترو وموريتو والمنهالي أحرز 28 هدفا رغم أنهم لم يشاركوا في كل المباريات باستثناء مترو إلا أن خط الوسط لديه أيضا القدرة على التسجيل ونجد أن إسماعيل مطر وعبد الرحيم جمعة وفهد مسعود وحيدر الو علي أحرزوا 26 هدفا ·
وبالطبع غياب مهاجم مثل موريتو أحرز 7 أهداف أو ظهير وسط مدافع مثل حيدر أحرز 6 أهداف من شأنه أن يؤثر على الفريق إلا أن الحلول كثيرة ،وهناك بدلاء على مستوى رائع مثل النوبي وحسن أمين لديهم القدرة على التأثير وتقديم الإضافة كما شاهدنا النوبي في مباراة الشارقة الأخيرة عندما لعب بدلا من الو علي ·
ويضم الوحدة أكثر من لاعب لديهم القدرة على تسديد الكرات الثابتة مثل فهد مسعود وبشير سعيد وإسماعيل مطر ،وفي مقابل الهجوم الكاسح هناك هفوات دفاعية أدت إلى خسارة الفريق لبطولتين بالإضافة إلى خروجه من الآسيوية وربما تلك الأخطاء دائما تمثل نقطة الضعف ·
وبالإضافة إلى تلك القدرات الفنية يملك هذا الجيل من فريق الوحدة ' ثقافة البطولة ' حيث فازوا باللقب الموسم الماضي وموسم 2001 وبالتالي لديهم خبرة كبيرة في التعامل مع مثل هذه المواقف الصعبة واللعب تحت ضغط في اللحظات الأخيرة ·
وفي المقابل لا يراهن الأهلي فقط على قوة دفاعه وأدائه المتوازن ،بل أيضا يملك خط هجوم مؤثرا يتكون من فيصل خليل ' هداف المواطنين' في الدوري برصيد 16 هدفا ،وبجواره يلعب المهاجم الإيراني فرهاد مجيدي الذي يجمع مابين السرعة والمهارة وأحرز 10 أهداف هذا الموسم مع الأهلي وناديه السابق الوصل ،وهو يشكل قوة هجومية كبيرة مع فيصل خليل ،ورغم وجود مهارات رائعة في وسط الأهلي مثل سالم خميس ومارتن باردوي وحسن علي إبراهيم إلا أن التأثير الهجومي أقل من وسط الوحدة حيث أكثر اللاعبين تسجيلا في هذا الخط هو مارتن باردوي وأحرز 3 أهداف فقط مقابل هدف لكل من سالم خميس وهدفين لأحمد شاه ، بينما يعد عادل عبد العزيز الظهير الأيسر ثالث هدافي الفريق بعد فيصل خليل وفرهاد مجيدي وأحرز خمسة أهداف ·
الأهلي يتمتع بحالة من الاستقرار الفني مع المدرب الألماني وينفرد شايفر الوحيد الذي لم تتم إقالته هذا الموسم من بين كل أندية الدوري ،وهو يلعب بواقعية ،وأجاد معه الأهلي بطريقة 4-4-2 بينما يلعب الوحدة بطريقة 3-5-2 وهي أقرب لطريقة 3-4-3 لوجود إسماعيل مطر دائما في المثلث الهجومي خلف رأسي الحربة ·
وتشهد مباراة اليوم أكثر من مواجهة داخل الملعب في كل الخطوط ،بين فهد مسعود وعادل عبد العزيز في الجانب الأيسر ،وبين عبدالله النوبي وخالد محمد في الجانب الأيمن ،وبين سالم خميس وإسماعيل مطر في الوسط وبين فرهاد مجيدي وعمر علي ،وفيصل خليل وبشير سعيد وصالح المنهالي ومحمد قاسم وبدر ياقوت ومتروفيتش ·
والتحدي الأكثر قوة سيكون بين وسط الوحدة الهجومي و صلابة دفاع الأهلي ،ومفاجأته الهجومية ·ورغم أننا جميعا نعرف جيدا نقاط القوة ومواطن الضعف في كل فريق ،ونتحدث عنها في كل مكان إلا انه من الصعب جدا على اي منا أن يحدد هوية الفائز قبل أن يبدأ اللقاء ،لأن 'موقعة البطولة ' لاتعترف بالحسابات والتاريخ والأرقام ،ولكنها تبوح بكل أسرارها للأفضل وتمنحه اللقب والتقدير ·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©