الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوباما وحدود الشعبوية الاقتصادية

8 يوليو 2014 00:43
زكاري جولد فارب محلل سياسي أميركي بعد التركيز على معركـة عدم المسـاواة في الدخل في مطلـع فترة ولايتـه الثانية، تخلى الرئيس أوباما الآن، إلى حد كبير، عن الحديث بشكل ملفت عن هذا الموضوع، في خطوة تسلـط الضـوء علـى الجدل الدائر داخل الحزب الديمقراطي حول ما يسمى الشعبوية الاقتصادية والحدود التي يتعين أن تقف عندها. وخلال النصف الأول من هذا العام، تحول أوباما من التركيز على عدم المساواة في الدخل إلى موضوع آخر يبدو أكثر قبولاً من الناحية السياسية، هو رفع مستوى دخل الطبقة المتوسطة، مع التركيز على قضايا بعينها مثل الحد الأدنى للأجور، والفجوة في الدخل، بين الجنسين، وهي من القضايا التي من المتوقع أن يتردد صداها مستقبلاً في صفوف شرائح أوسع نطاقاً من الناخبين. ويعتبر هذا المحور لافتاً بالنسبة لرئيس وضع قضية عدم المساواة على رأس اهتماماته عقب انتخابه لولاية جديدة، واصفاً إياها بأنها «تشكل تهديداً أساسياً للحلم الأميركي، وتمس أسلوب حياتنا وما نرمز إليه في جميع أنحاء العالم». ويؤكد هذا التحول على الخلاف الدائر بين الجناحين الليبرالي والمعتدل في الحزب الديمقراطي حول كيفية معالجة قضايا عدم المساواة. ففي حين يتبنى اليسار لهجة أكثر راديكالية، ويسعى للتركيز على الفجوة في الدخل وما يعتبره تأثيراً ضاراً للشركات الكبيرة وحي المال «وول ستريت»، هناك قوى أكثر وسطية في الحزب تؤثر التركيز على قضايا أقل خلافية بكثير. ومن ناحية أخرى، يقول مسؤولون في البيت الأبيض إن التغيير في خطاب أوباما مدفوع بالرغبة في التركيز ليس فقط على المشكلة -عدم المساواة الاقتصادية- ولكن أيضاً على الحلول المطروحة للتعامل معها. ويؤكد مسؤولون قريبون من البيت الأبيض أن هذه الخطوة هي على الأقل مدفوعة جزئياً بالاقتراع الديمقراطي الذي وجد أن الحديث عن عدم المساواة في الدخل لا يترسخ بقوة في ذهن العامة في الولايات المتحدة، ويخاطر بإثارة سجالات غير ضرورية وربما يوحي أيضاً باحتمال نشوب صراعات طبقية. وفي هذا المقام ذكر «جيم كيسلر»، خبير السياسة في مركز أبحاث «ثيرد واي» الديمقراطي الوسطي الذي نصح البيت الأبيض والديمقراطيين بتجنب الشعبوية المفرطة، أنه «قد بات من الواضح في عام 2013 أن قضية عدم المساواة في الدخل كانت تتصدر أولويات البيت الأبيض، ولكنه تحول أيضاً فجأة عنها. والآن تبدو هذه القضية وكأنها لم تعد تتصدر اهتمامات المسؤولين -على الأقل في المستوى الخطابي». ويشير هذا التحول إلى تغيير أوسع نطاقاً في رسالة الحزب الديمقراطي وتكتيكاته قبل الانتخابات النصفية، وربما أيضاً في السباق الرئاسي لعام 2016. وقد خلص الخبراء الاستراتيجيون من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ ومنظمو الاستطلاعات التابعون لهم إلى أنه ينبغي التركيز بدرجة أقل على الفجوة في الثروة، والتأكيد بصورة أكبر على ضرورة حصول جميع الأميركيين على «فرصة» اقتصادية لتحقيق النجاح. ومن جانبه، ذكر السيناتور «تشارلز شومر»، عن ولاية نيويورك، أن «كلاً من البيت الأبيض ومجلس الشيوخ قد اتفقا على أن تدني دخل الطبقة الوسطى يعتبر القضية الأكثر خطورة التي تواجه هذه البلاد، ربما حتى أكثر من انخفاض دخل الشرائح الأخرى». ولكن العديد من الديمقراطيين الليبراليين، وأبرز من يمثلهم السيناتور «اليزابيث وارين»، عن ولاية ماساتشوستس، ظلوا يدفعون بأجندة الشعبوية الاقتصادية على نحو متزايد. كما يحذر بعضهم أيضاً من محاولة إخفاء الفجوة المتفاقمة في الثروة بالعبارات الملطفة. وفي العام الماضي، أظهر بحث سياسي للبيت الأبيض أن عدم المساواة في الدخل كان بمثابة مصطلح غائم لم يكن صداه يتردد دائماً لدى الناخبين، ولكن أوباما أصر على الحديث عنه على أي حال. وقد بلغ هذا التركيز ذروته في الخطاب الذي ألقاه في شهر ديسمبر في إحدى المناطق التي تتميز بالدخل المنخفض بجنوب شرق واشنطن، حيث أشار إلى عدم المساواة 26 مرة وناقش النتائج المترتبة على الفجوة الاقتصادية القائمة بين الأثرياء والفقراء. وفي هذا السياق قال أحد المسؤولين، طلب عدم الكشف عن هويته، إن الرئيس «لم يكن مهتماً على وجه الخصوص بمعرفة ما إذا كانت هذه رسالة اقتصادية جيدة، ولكنه أراد فقط دق ناقوس الخطر». ولكن بينما كان عام 2014 يلوح في الأفق، أدرك الخبراء الاستراتيجيون في البيت الأبيض أن قضية عدم المساواة في حد ذاتها لا تلقى صدى لدى الناخبين». وأكد مسؤول بارز في البيت الأبيض أن أوباما كان يريد التركيز في المقام الأول على لغة أكثر شمولية، مثل «الفرص» وسياسات محددة كرفع الحد الأدنى للأجور، أو الإنفاق على البنية التحتية، أو خلق فرص العمل. وبغض النظر عن المصطلحات التي استخدمها أوباما، فقد واصل الجمهوريون في الكونجرس انتقادهم لفلسفته الاقتصادية. وفي هذا الصدد قال رئيس اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري «رينس بريبوس» يوم الخميس: «بينما نحن مقبلون على عطلة عيد الاستقلال، من المخيب للآمال أن ندرك أن ملايين من مواطنينا الأميركيين يعتقدون أن الحلم الأميركي يتبدد ببطء، لأننا غير قادرين على خلق فرص عمل جيدة في ظل اقتصاد أوباما». ومع ذلك فهناك أيضاً آخرون من المحافظين يرون فرصة لاتفاق ممكن بين تركيز أوباما على تحريك الاقتصاد والجمهوريين الذين يبحثون عن وسائل أفضل لمعالجة مخاوف الطبقة الوسطى. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©