المرأة تواصل زيادة نسبة مشاركتها في وظائف النفط والغاز

أبوظبي (الاتحاد) قال عدد من القادة البارزين في قطاع النفط والغاز، إن المرأة تحقق زيادة مستمرة في نسبة مشاركتها في كل وظائف قطاع النفط والغاز، في ظل الزيادة من المهنيات الباحثات عن وظائف فنية وعلمية في هذا القطاع من الجيل القادم. وأشار قادة القطاع الذين من المقرر أن يشاركوا في مؤتمر «المرأة في الصناعة»، المنتظر انعقاده على هامش معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك) في العاصمة الإماراتية نوفمبر المقبل، إلى أن هناك عدداً متزايداً من النساء «يسعى إلى إيجاد فرص في المجالات التقنية»، على الرغم من أنهنّ يحظين بتمثيل جيد في أدوار إدارة الأعمال والشؤون الإدارية في الشركات. ويُتوقع أن يشارك أكثر من 200 مندوب في مؤتمر «المرأة في الصناعة»، في إطار فعاليات أديبك، الذي يقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، من13 إلى 16 نوفمبر المقبل في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، ويُعتبر أحد أبرز فعاليات النفط والغاز في العالم، والأكبر من نوعه في منطقة أفريقيا والشرق الأوسط. ومن المقرّر أن يشهد المؤتمر المرتقب على مدى يوم كامل في 16 نوفمبر، نقاشات وحوارات تتركز حول سبل تعزيز التنوّع المهني واندماج المرأة في قطاع النفط والغاز العالمي. وفي هذا السياق، قالت عايدة عرايسي، الرئيس التنفيذي لغرفة التجارة العربية الأميركية، إن المرأة «لا تحظى بتمثيل وافٍ  في أدوار ظلّت تقليدياً تُعتبر حِكراً على الرجل في قطاع النفط والغاز، مثل العمل في وظائف هندسية أو علمية». وأوضحت عرايسي التي عملت على نطاق واسع مع قادة صناعة النفط والغاز، للمساعدة في تدعيم العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والشرق الأوسط، أن ثمّة العديد من الشابات اللاتي يدرسن ويحصلن على مؤهلات للعمل في هذه المجالات، معتبرة أنه قد «آن الأوان لخلق مزيد من الفرص لهنّ، نظراً للحاجة إلى توجيه النساء خلال مسيرتهنّ نحو تحقيق إمكانياتهن، وضمان أن تكون إسهاماتهنّ وإنجازاتهن المهنية ظاهرة بجلاء أمام القادة وصانعي القرار في القطاع». ويتيح مؤتمر المرأة في الصناعة منبراً مهماً للمشاركين من النساء والرجال من بلدان عدّة لمناقشة كل الجوانب المتعلقة بعمل المرأة في قطاع النفط والغاز وتبادل الخبرات والتجارب، وينعقد ضمن أديبك لكي يحظى بالظهور أمام المشاركين في هذا الحدث الدولي الكبير. ويشتمل المؤتمر على جلسات تهدف إلى تسليط الضوء على مساهمة المرأة في قطاع النفط والغاز، والطريقة التي يمكن بها لقادة القطاع، رجالاً ونساءً، أن يتكاتفوا لبناء بيئات عمل متنوعة وشاملة وقادرة على استيعاب الأجيال القادمة من الشباب والشابات. ويشارك في جلسات الحوار نساء عاملات في عدد من الشركات الدولية والمحلية، بينها «بتروناس» و«لوك أويل» و«نو?ا» للكيماويات وتطوير للبترول، ومن المنتظر أن يتبادلن المعرفة والخبرات، ويستعرضن الاستراتيجيات الكفيلة بتعزيز التنوع في جميع المجالات. وكانت دراسة بحثية أجرتها مجموعة بوسطن الاستشارية لصالح المجلس العالمي للبترول وجدت أن أقل من خُمس العاملين في قطاع النفط والغاز هم من الإناث، ويزداد هذا التفاوت حدة في مجالات العمليات البحرية والملاحية والتكرير والصناعات البتروكيماوية، حيث لا تشغل المرأة سوى 15 بالمئة من الوظائف الفنية والميدانية للموظفين المعينين على أول سلم الخدمة. وبالمقارنة، فإن الخريجات من النساء يشغلن نصف الوظائف المكتبية ووظائف دعم الأعمال التجارية للموظفين المعينين على أول مدخل الخدمة. وينصبّ تركيز برنامج مؤتمر المرأة في الصناعة، في جانب كبير منه، على المهن العلمية والتقنية، وفي هذا السياق، يُنتظر أن تُجرى مقابلة مباشرة أمام المشاركين، تتحدث فيها الصحفية ريم عبداللطيف إلى مديرات تنفيذيات من شركات «بيكر هيوز» و«جنرال إلكتريك» و«تنمية نفط عُمان»، حول سبل إشراك مزيد من النساء في مجالات لم يعتدن عليها كثيراً، مثل التكرير والبتروكيماويات والعمليات البحرية والملاحية. وسوف تشمل جلسات أخرى في المؤتمر عروضاً تقديمية تستعرض بالتحليل تجارب ناجحة لعمل المرأة في وظائف مهنية تناقش خلالها قائدات ومديرات مشاريع أبرز التطورات الرئيسية المتعلقة بمشاريع نفطية يعملن فيها. وحقّق المعنيون بقطاع التعليم نجاحاً كبيراً في تشجيع عدد أكبر من النساء والشابات على متابعة دراستهن في مواضيع تندرج تحت تخصصات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات، وفقاً لعبداللطيف، التي تشغل منصب رئيس تحرير النسخة الإنجليزية من الموقع الإخباري «أرقام»، مؤكدة أن الطالبات «يُبلين بلاء حسناً في العديد من هذه المجالات»، وأضافت:«يتمثل التحدي في ضمان وجود مسارات مهنية مناسبة للمهنيات الشابات عند تخرجهن، والحرص على استمرار التطوير المهني طوال مسيرتهن العملية، ويمكن لمؤتمر المرأة في الصناعة أن يساعد شركات النفط والغاز على الاستفادة من صاحبات المواهب». تجدر الإشارة إلى أن معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك) تستضيفه شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) وتنظمه شركة «دي إم جي للفعاليات».