الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أحلف بسماها وبترابها».. من النكسة إلى الانتصار

«أحلف بسماها وبترابها».. من النكسة إلى الانتصار
12 أكتوبر 2017 22:15
القاهرة (الاتحاد) «أحلف بسماها وبترابها، أحلف بدروبها وأبوابها، أحلف بالقمح وبالمصنع، أحلف بالمدنة وبالمدفع، بولادي بأيامي الجاية، ما تغيب الشمس العربية، طول ما أنا عايش فوق الدنيا».. واحدة من أهم الأغنيات الوطنية التي غناها العندليب عبدالحليم حافظ العام 1967، ليؤكد أن الشمس لن تغيب عن مصر والأمة العربية، برغم نكسة 1967، وأن النصر قادم، وحرص في بداية كل حفلاته التي قدمها في تلك الفترة، سواء في مصر أو عدد من الدول العربية على تقديم هذه الأغنية التي كتب كلماتها الشاعر عبدالرحمن الأبنودي، ولحنها الموسيقار كمال الطويل، ووعد حليم بأن يغنيها في كل حفلاته إلى أن تتحرر أرض سيناء، وكانت بمثابة تعبئة للشعور الوطني طوال أيام النكسة. اللافت أن بعض الأقباط اعترضوا على كلمات الأغنية بداعي أن الإنجيل يقول: لا تحلفوا بالسماء فهي كرسي الله، ولا بالأرض لأنها موطئ قدمه، وأثار هذا الاعتراض غضب الأبنودي وحليم وقتها، ولكن كبار الكهنة والقساوسة أكدوا أن الأغنية مجرد كلمات شعرية كتبها الأبنودي تعبر عن مشاعر وطنية، ولا تدخل في التطبيق العملي، بمعني أنه لا يوجد أحد يقف في محكمة مثلاً ويحلف بسماء مصر أو بأرضها أو يحلف أمام شخص بها، وأن هذا تعبير بلاغي يوحي بشدة الحب للوطن، وأنهم أشخاص غير حرفيين في استخدام الكلمات والألفاظ، وأن من أثاروا ذلك هم من يتعاملون بحرف الكلمة وليس بروح الكلمة، ودافع الأبنودي وقتها عن الأغنية، وقال إنهم لم يتحدثوا عن سماء إله المسيحية وإله الإسلام، ولكنهم قالوا سماء مصر، وإنهم أخذوا جزءا بسيطا جداً وغنوا له، وتركوا سماء الكون كله، وأنه كتب لاحقاً للمسيح ووجوده على أرض مصر: يا كلمتي لفي، لفي الدنيا طولها وعرضها، وفتَّحي عيون البشر للي حصل على أرضها، على أرضها طبع المسيح قدمه، على أرضها نزف المسيح ألمه. ونفى الأبنودي العديد من حواراته أن يكون كتب الأغنية للرئيس الراحل جمال عبدالناصر لأنه كان يريد توحيد الأمة العربية، وقال إنه طوال مشواره لم يكتب اسم أحد على أغنياته، وأن الأغنية كتبها للمصريين كلهم ليقوموا بغنائها، لدرجة أن ماجدة الرومي غنتها فيما بعد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©