الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تصريف الماء.. نظام إلهي دقيق يشهد بعظمة الخالق

تصريف الماء.. نظام إلهي دقيق يشهد بعظمة الخالق
8 يوليو 2014 00:23
أحمد محمد (القاهرة) أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، عن الكثير من المعجزات العلمية لتكون في هذا العصر دليلاً على صدق الرسالة، ولتشهد على نبوته، من هذه الأحاديث، ما تضمن تحديد كمية المطر، ونظام نزوله، وتصريف الماء، يقول صلى الله عليه وسلم: «ما من عام بأقل مطرا من عام ولكن الله يصرفه». يقول العلماء: إن هذا الحديث يدل على وجود نظام لنزول المطر وتصريف الماء على وجه الأرض، وهذا ما يتحدث عنه الخبراء اليوم، قد حدد هذا الفترة التي يتم خلالها حساب نسبة الأمطار على سطح الكرة الأرضية تختلف من شهر لآخر ومن فصل لآخر حسب درجة الحرارة وحالة الطقس، ولكن عند حساب كمية الأمطار الهاطلة خلال اثني عشر شهراً وجدها العلماء ثابتة، وهذا الأمر لم يكن أحد يعلمه في ذلك العصر، بل كان جميع الناس يظنون أن نسبة الأمطار تختلف من سنة لأخرى، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم، وضع القوانين العلمية للمطر قبل أن يكتشفها العلم الحديث بقرون طويلة. «التصريف» ومن الإعجاز في الحديث ما يؤكده رسول الله أن الماء يتوزع بشكل منتظم على سطح الكرة الأرضية، فكلمة «التصريف» تعني التوزيع لهذه الأمطار وفق مخطط دقيق، وهذا ما أثبته العلم الحديث، وهو أن المياه تتوزع بنسب دقيقة في مختلف أجزاء الكرة الأرضية، وهذه النسب ثابتة على مدار العام، ولو أنها اختلت قليلاً لاختلت معها الحياة على سطح الكوكب. وقال عليه الصلاة والسلام: «ما من ساعة من ليل ولا نهار إلا السماء تمطر فيها يصرفه الله حيث يشاء»، وقال صلى الله عليه وسلم: «ليس من سنة بأمطر من أخرى، ولكن الله قسم هذه الأرزاق، فجعلها في السماء الدنيا، في هذا القطر ينزل منه كل سنة بكيل معلوم ووزن معلوم، وإذا عمل قوم بالمعاصي حول الله ذلك إلى غيرهم، فإذا عصوا جميعا صرف الله ذلك إلى الفيافي والبحار». وهذا يؤكد حقيقة علمية، وهي أن المطر ينزل بشكل دائم طيلة الليل والنهار، وهذا ما تثبته يقيناً اليوم الأقمار الصناعية، وقد كان صلى الله عليه وسلم يعيش في بيئة صحراوية، ولم يكن لديه أجهزة ولا وسائل استشعار عن بعد ولا نشرات أرصاد جوية ولا أجهزة تصوير، ولم يكن هناك أي وسيلة للتنبؤ بأن الأمطار مستمرة ليلاً نهاراً، فلو كان يتكلم من تلقاء نفسه لأقر قومه على معتقداتهم ليحظى بتأييدهم، ولكنه لم يأت بكلمة واحدة من عنده. فقد تناول النبي الأعظم حقيقة علمية لم تكن معروفة في زمنه، وهذا يثبت صدقه وأنه لا ينطق عن الهوى، فقد أوجز في كلمات قليلة وبليغة حقائق علمية كبيرة عندما أخبر أن السماء تمطر باستمرار ليلاً ونهاراً ويصرفه الله بمشيئته حيث يشاء، كما تحدث عن مسألة مهمة وهي حقيقة تصريف ماء المطر، وجاءت المراجع العلمية المتطورة لتتحدث عن أنظمة تصريف الماء على الأرض، من خلال ما يسمى بدورة الماء، ويؤكد العلماء أن هناك معدلات ثابتة سنوياً لهطول كميات المطر، ولتوزيع هذا الماء على الأرض على شكل أنهار ومياه جوفية وبحيرات مالحة وعذبة وغير ذلك. المطر ويؤكد جميع العلماء أن ظاهرة المطر منظمة ومعقدة، وإن تشكل حبة المطر يعتمد على قوانين فيزيائية محكمة، ولكن الشيء الجديد الذي كشفته الصور الملتقطة بالأقمار الصناعية للأرض، أن المطر ينزل بشكل دائم في مناطق متفرقة من الكرة الأرضية، وهي مغطاة من جوانبها بالغيوم في معظم أجزائها، وفي كل ثانية هناك مئة ومضة برق تحدث في العالم، والبرق مرتبط بنزول المطر غالباً، ولذلك فإن الحقيقة العلمية الثابتة أن المطر ينزل باستمرار في أمكنة مختلفة من الأرض. كما يؤكد العلماء أن السماء تمطر بلا توقف خلال السنة، ولكن هذه الأمطار تنزل في مناطق متفرقة، وتتوزع بنظام يشهد على عظمة وإبداع الخالق عز وجل، فأجزاء الأرض تتبادل الفصول الأربعة، فعندما يكون النصف الشمالي من الأرض في فصل الصيف، يكون النصف الجنوبي يمر في شتاء وأمطار، والعكس صحيح، وتذهب معظم الأمطار في البحار، وهذه حقيقة علمية. الزرع والثمار وتتجلى النعمة العظمى بإنزال المطر بالقدر المطلوب، لا كثيراً فيفسد الأرض والعمران ولا قليلاً فلا يكفي الزروع والثمار، جعل الله في الأرض قابلية خزنه للاستفادة منه فيما بعد، ولو شاء أن لا تمطر السماء لفعل، ولو شاء جعله أجاجا لفعل، ولو شاء ذهابه في أعماق الأرض، بحيث لا ينال لفعل، لكن امتن الله على عباده بكل هذه النعم. فالمطر الذي ينزل من السماء يكون بقدر حاجة الأرض حالاً ومستقبلاً، فلو أن البحار تبخرت جميعاً، وتحولت إلى سحاب، ثم إلى مطر لحدثت الفيضانات وأهلكت الزرع والضرع، وعلى العكس من ذلك لو صارت الأمطار شحيحة، لا تكفي الناس لماتوا عطشاً، ولكن الذي خلق حاجات الإنسان خلق إلى جانبها أشياء بقدرها، فأودع في الأرض مخازن تحفظ مياه الشتاء للصيف. وهذا الماء الأرضي أخرجه ربنا‏ كله من باطن الأرض عن طريق ثورة البراكين‏،‏ ووزعه بتقدير حكيم‏،‏ وأداره في دوره منضبطة، ولولا هذه الدورة المحكمة لفسد ماء الأرض لوجود بلايين البلايين من الكائنات الحية في الأوساط المائية‏.‏
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©