ربع السكان يعانون من السكري والضغط والسمنة

تحقيق - إيهاب الرفاعي:
كشف المسح الطبي الأخير الذي قامت به هيئة الخدمات الصحية في أبوظبي لأمراض السكري وضغط الدم والتدخين والسمنة المفرطة أن المنطقة الغربية تحتل المرتبة الأولى في الإصابة بتلك الأمراض وهو ما يؤكد ضرورة وضع خطط واستراتيجيات واضحة من قبل الجهات المعنية لمواجهة هذا الارتفاع المتزايد قبل أن تتفاقم مضاعفاته ومشاكله الصحية·
فقد أوضحت نتائج المسح الطبي -الذي شمل 7 آلاف شخص من أهالي المنطقة الغربية- أن 30% منهم مصابون بأمراض السمنة المفرطة، غالبيتهم من النساء ، و28% بمرض السكري، و24% بضغط الدم، وقد اكتشف نصفهم إصابته بالمرض وقت الفحص دون أن يعلم بإصابته مسبقا· كما كشف المسح أيضا عن ارتفاع نسبة الإصابة بين المواطنين عن نسبتها بين الوافدين·
وبلغت نسبة المصابين 1 إلى 4 من إجمالي الذين شملهم المسح بالمنطقة الغربية ، وهو ما يعني أن ربع سكان المنطقة يعاني من الإصابة بتلك الأمراض، وكذلك كانت نسبة الإصابة بين السيدات ضعف نسبتها بين الرجال، وقد أرجعها المسح إلى عدم ممارسة السيدات للرياضة والحركة مثل الرجال ·
وأكدت حمدة بن رصاص المنصوري مسؤولة قسم التثقيف الصحي في المنطقة الغربية أن العادات الغذائية الخاطئة وعدم ممارسة السيدات للرياضة وانعدام النوادي الصحية في المدينة والإفراط في تناول الزيوت التي تستعمل أكثر من مرة، بجانب الاعتماد على المطاعم في الغذاء ، أهم الأسباب التي أدت إلى ارتفاع هذه النسبة بين أهالي المنطقة الغربية·
وأوضحت أن القسم أعد خطة شاملة لنشر الوعي الصحي بين أهالي المنطقة للتعريف بالمخاطر الصحية السلبية التي يمكن أن تسببها هذه الأمراض وكيفية الوقاية والعلاج منها من خلال مجموعة من البرامج والفعاليات التي تتناسب وطبيعة المنطقة وعادتها وتقاليدها·
غياب ممارسة الرياضة
وتؤكد مريم سعيد إحدى سيدات المنطقة الغربية أن ارتفاع نسبة إصابة السيدات بالسمنة المفرطة في المنطقة الغربية جاء بسبب عدم وجود أماكن مناسبة ومخصصة لممارسة الرياضة سواء كانت الأندية الصحية لممارسة التمارين الرياضية أو الحدائق والأماكن العامة لممارسة التريض، خاصة وان المنطقة الغربية لها طبيعة خاصة تفرض على السيدات ضرورة الالتزام بها وهو ما أدى إلى حرمان غالبية السيدات من ممارسة الرياضة بجميع أنواعها وكانت النتيجة الحتمية إصابتهن بالعديد من الأمراض المختلفة سواء كانت السمنة أو السكري أو ضغط الدم والأمراض الأخرى المترتبة عليها·
إحراج للسيدات
وتشير موزة سالم إحدى المصابات بالسمنة إلى أن السيدات في المنطقة الغربية محرومات من ممارسة أي رياضة خاصة وان المنطقة لا يوجد بها أماكن مناسبة لذلك والمكان الوحيد الذي يمكن أن يصلح لممارسة التريض هو الحديقة العامة والتي لا تخلو من الشباب وهو ما يسبب إحراجا للسيدات ويمنعهن حياؤهن من أن يمارسن الرياضة أمامهم على عكس ابوظبي والعين والمناطق الأخرى التي تمتلئ بالعديد من الأماكن المناسبة لممارسة تلك الرياضة·
الرياضة علاج
ويؤكد الدكتور عبد الرحيم سرهيد أخصائي أمراض الباطنية بمستشفى مدينة زايد أن نسبة كبيرة من سيدات المنطقة الغربية يعانين من السمنة المفرطة المرتبطة بالعديد من الأمراض الأخرى، ومنها أمراض الدورة الدموية التاجية وارتفاع ضغط الدم والسكري وزيادة الشحوم في الدم علاوة على غيرها من الأمراض الأخرى المرتبطة بالسمنة مثل المفاصل والظهر والجهاز التنفسي وذلك لأسباب عديدة بعضها عام والآخر خاص بعادات المنطقة·
وأكد أهمية مزاولة المصاب بالسمنة للرياضة والحركة من أجل تنشيط الدورة الدموية وإنقاص الوزن مما يساهم في السيطرة على السكر وضغط الدم ونقص الشحوم في الدم·
وأشار الدكتور عبد الرحيم إلى أن المشي السريع لمدة تتراوح بين 30 و45 دقيقة يوميا له نتائج طيبة على صحة المريض بصورة عامة بجانب ان الاهتمام بالحمية الغذائية السليمة والامتناع عن التدخين يمكن أن يساعد المريض للعودة إلى حالته الطبيعية مرة أخرى·