الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الوقوع في الفخ

22 يونيو 2015 00:15
في زحمة خلافات غازية اجتاحت الشرق الأوسط برمته منذ اليوم الأول لما يسمى الربيع العربي الذي كشف عن حقائق، وستر أخرى، وغير توجهات، وألغى أفكاراً، وخلق عداءات، وأنتج مخاوف، حتى عجز عامتنا عن إدراك من مع من، ومن ضد من، وما دافع المجرمين لارتكاب جرائمهم؟ وأين كانوا يمكثون قبل هذا؟ أهؤلاء من كوكب آخر وتحينوا فرصة الخلافات البشرية؟ وهل كانوا متفقين على ما قاموا به من جرائم ارتكبت في حق الأبرياء؟ أم أن استعدادهم للشر هو من حركهم وجمعهم في وادي دماء طاهرة يبددون أمنهم ويصادرون سعادتهم ويقتلون أحلامهم؟. هذه الحقبة الزمنية فقط جعلت جيلنا يراجع النفس عن أصل الشر والخير، حتى أول يوم من هذه الأحداث كنا نؤمن بأصالة الخير في بني البشر، وما الشر سوى طارئ سرعان ما يمر ويتركنا ننعم بكمية الخير التي أمدنا الله بها، أما الآن، وبعد أن خدمت وسائل التواصل نشر تلك الجرائم المخالفة لطبيعة البشر، والمضادة لتوجهات الإنسانية، تغيرت عدسات الرؤية، وبات يداخل الكثير منا شك فيما يكنه الآخرون له إن كان خيراً أم شراً. الإخوان والدواعش والحوثيون، وغيرهم من المسميات، باتت تجسد إرهاب البلاد الآمنة المستقرة، وظهورهم العدائي على الرغم من ثوبهم المزين باسم الإسلام تسبب في ضياع قضايا المسلمين كفلسطين وأفغانستان والعراق وغيرها، ولم تعد ذات أهمية في أجندات الاجتماعات العربية والإسلامية، وشوه أولئك المدعون للإسلام صورة المسلمين، وأغلقوا الأبواب أمام من يعشق الدعوة إلى دين الله وإن كانت ستفتح إن أراد الله ذلك. أما مثقفونا وكتابنا فإنهم يشغلون أنفسهم بالطعن في علماء الإسلام الذين قضوا أعمارهم ليتركوا إرثاً ننهل من معينه كلما جفت أودية علمنا، وكان الأحرى بأولئك المثقفين تسخير أقلامهم في توعية المجتمعات وتبصيرها، والعمل على وقاية المتدينين من الوقوع في فخ سمي الإسلام، نصبه أعداء الدين للنيل منه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©