الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تردد صيني إزاء اضطلاع بكين بدور أكبر على الساحة الدولية

20 يونيو 2012
لوس كابوس (المكسيك) (د ب أ)- مع انطلاق قمة مجموعة العشرين في المكسيك أمس الأول، اتجهت الأنظار صوب الصين، صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم، والتي لاتزال تنأى بنفسها عن المسؤولية الدولية التي يطلب إليها أن تتحملها. ولا ترغب الجمهورية الشعبية في احتلال مركز بين القوى الاقتصادية الكبرى، لكنها بدلا من ذلك تشدد على مكانتها كأكبر دولة نامية في العالم. وقال نائب وزير الخارجية الصيني كوي تيانكاي على هامش اجتماعات مجموعة العشرين لكبرى الاقتصادات العالمية المتقدمة والنامية في لوس كابوس أمس الأول “قبل أن تصبح الصين فعلا قوة اقتصادية في العالم، فلدينا طريق طويل علينا أن نقطعه”. وأشار كوي إلى أنه من حيث نصيب الفرد من الدخل القومي، تحتل الصين المركز رقم مئة في العالم، مضيفا أن هناك الكثير من الفقراء في الصين يواجهون “مشاكل حادة” وتنمية متفاوتة. وتخشى الصين من أنه إذا أدت قوتها الاقتصادية المتنامية لأن تصبح عضوا في نادي الدول الصناعية، فقد تواجه المجموعة انقساما وفي الوقت نفسه، ستصبح الصين معزولة عن العالم النامي. وقال نائب وزير الخارجية “إن ذلك سيضعف مكانتنا جميعا”. ومن خلال إصرارها على دورها كناطق باسم دول العالم النامي، أطلقت الصين دعوة للعالم الغني لإعطاء المزيد من الاهتمام لاحتياجات الدول الأكثر فقرا. كما تطالب بكين بمزيد من النفوذ في عمليات صندوق النقد الدولي، وقد يأتي ذلك مقابل أن تضع البلاد مليارات الدولارات من احتياطي النقد الأجنبي لديها، وهو الأكبر في العالم، تحت تصرف الصندوق لمواجهة عدم الاستقرار المالي العالمي. ورغم مظاهر الخلل في تدفق السلع التي تشكل أيضا جزءا من المشكلة، تواصل أكبر دولة مصدرة في العالم النظر إلى نفسها كونها ضحية، وتلقي باللوم في المشاكل الحالية على الولايات المتحدة وأوروبا. كانت رسالة الصين، التي تشدد على ماتقوم به من عمل شاق لتحقيق النمو، هي “على هذه الدول إعادة ترتيب البيت من الداخل أولا”. وتعتزم الصين المساهمة في تحقيق استقرار في أوروبا، الشريك التجاري الأكثر أهمية لبكين، عبر شراء سندات حكومية أوروبية. وتواصل بكين إصرارها على أن أوروبا قادرة على حل الأزمة، ولكن نبرة شك أخذت في الظهور رغم ذلك. وقال نائب وزير المالية الصيني تشو جوانجياو: “نحن نعتمد على أفضل النتائج من الساسة، لكننا مستعدون في نفس الوقت لما هو أسوأ”. وقال تشينج شياوه الأستاذ بجامعة الشعب في بكين لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.ا): “الصين غير مستعدة لقبول مسؤولية اقتصادية أو سياسية بسهولة كبيرة”، مشيرا إلى أن السؤال الرئيسي هو ما إذا كانت الصين يمكن أن تحل المشكلات بالفعل. وأضاف أستاذ العلاقات الدولية أن هناك غموضا كبيرا في بكين بشأن الدور الذي يمكن أن تقوم به البلاد، مضيفا “ليس لدى الصين ثقة كبيرة في نفوذها على الساحة الدولية”. وبرر تشينج ذلك بقوله “هل يقبل الآخرون بدورنا؟ هل يمكن أن نحقق شيئا؟ لانزال مترددين هنا”. غير أن الولايات المتحدة تشير إلى الصين كـ “شريك حاسم” في الإبقاء على الاقتصاد العالمي في مساره.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©