الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«القاعدة»... رحيل «مفاجئ» عن جنوب اليمن

20 يونيو 2012
على نحو مفاجئ تقريباً، اختفى المقاتلون المرتبطون بتنظيم "القاعدة" من بلدتي جعار وزنجبار اليمنيتين الواقعتين جنوب البلاد، كما يقول سكان استيقظوا صباح الثلاثاء من الأسبوع الماضي ليكتشفوا أنهم قد رحلوا. ففي ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء قبل الماضي، يقول مسؤولون عسكريون، أرغم هجوم غير مسبوق للجيش اليمني مقاتلي "أنصار الشريعة" على الانسحاب من مواقعهم، مما سمح للحكومة باستعادة السيطرة على البلدتين لأول مرة منذ عام. وغداة ذلك، ساد هدوء غير مألوف البلدتين والمناطق الزراعية المحيطة بهما، حيث واصل المزارعون عملهم في الحقول، غير آبهين على ما يبدو بالتغيرات المهمة التي وقعت في الأيام الأخيرة. ويمثل هذا أكبر مكسب حتى الآن في هجوم اليمن على المقاتلين، والذي أرغم فيه الجنود الحكوميون، المدعومين من رجال القبائل المحليين، المقاتلين المرتبطين بالقاعدة على الانسحاب من معظم المحافظة. غير أنه بينما كان الجنود يحتفلون بهذا النصر وبعض السكان يعبرون عن آمال حذرة بخصوص المستقبل، شدد كثيرون على أنه رغم هذا التقدم الواضح، فإن عودة سيطرة الحكومة إلى المنطقة مازالت غير مضمونة وأن المعركة ضد "القاعدة" والمنتمين إليها في اليمن لم تنته بعد. وفي هذا الإطار، اعترف مسؤولون حكوميون رفيعو المستوى صراحة بأن الجزء الأكبر من المقاتلين تمكنوا من الفرار إلى المعاقل المتبقية إلى الشرق. وعلى الرغم من أن العديد من المدنيين قالوا إنهم يرحبون بانسحاب "أنصار الشريعة" وبدا أنهم يقبلون وجود الجيش، ما زال كثيرون في المحافظة غير واثقين بشأن إمكانية عيشهم تحت حكم الحكومة المركزية اليمنية، هذا في حين مازالت أقلية من السكان تتعاطف مع المقاتلين. المشاعر المعادية للحكومة المركزية يبدو أنها لا تزال قوية في المنطقة، التي لم تكن للحكومة المركزية تاريخياً سيطرة كاملة عليها، والعديد من المقاتلين القبليين الذين انضموا إلى الحكومة في المعركة ضد المقاتلين يدعون صراحة إلى انفصال جنوب اليمن، الذي كان بلداً مستقلاً حتى عام 1990. كما أن الكثيرين يحذرون من أنه في غياب تحسن جوهري في الظروف المعيشية للسكان، فإن بلدات مثل زنجبار وجعار يمكن أن تشهد من جديد اندلاعاً للعنف، مما يجعل المكاسب التي تحققت مؤخراً هشة وسطحية. وفي هذا الإطار، قال جمال العقل محافظ أبين، متحدثاً من مبنى على قمة مرتفع في جعار كان قبيل بضعة أيام فقط أحد القواعد الرئيسية للمقاتلين: "إن إعادة الخدمات الحكومية إلى سكان أبين تمثل واحدة من أولى أولوياتنا". غير أن العديد من السكان بدوا متشككين من مثل هذه التطمينات. وضمن هذا الإطار، نجد أنه في بلدة جعار، لم يتأخر السكان في التعبير عن امتعاضهم مما يبدو انقطاعات لا نهاية لها في التيار الكهربائي، مقرنين التعبير عن سعادتهم بانسحاب المقاتلين بتعبير عن الغضب مما يعتبرونه غياباً للاهتمام من قبل الحكومة المركزية بالبلدة والمناطق المجاورة لها والتي على الرغم من قربها الجغرافي من ميناء عدن الاستراتيجي، إلا أنها لطالما عانت من نقص الخدمات الحكومية الأساسية مثل الماء والكهرباء. وبالتوازي مع ذلك، كان الكثيرون من سكان أبين مترددين في نسب الفضل في إرغام المقاتلين على الانسحاب إلى الجيش، وعزوا الفضل في ذلك إلى ما يمسى "اللجان الشعبية" - وهي تنظيمات لرجال قبليين مسلحين انضموا إلى القوات الحكومية في المعركة ضد "أنصار الشريعة". كما أن الكثيرين هنا يتهمون السياسيين الشماليين بالتواطؤ مع المقاتلين، قائلين إنهم سمحـوا لهم بالسيطرة على زمام الأمور. وفي هذا السياق، يقول أحمد الشعوي، وهو ناشط انفصالـي من بلدة لودر، التي لعب فيها المقاتلـون القبليون دوراً مهمـاً في خلع "أنصار الشريعة": "إنهم بشكل عام هم الذين سلموا أبين للإرهابيين، والآن علينا أن نشكر الجيش لأنه أخرجهم؟"، مضيفاً "إن هذا انتصار جنوبي حققه الجنوبيون". وإذا كان المقاتلون قد انسحبوا ربما من بعض معاقلهم في أبين، فإنه لم يكن ثمة مؤشر على أنهم قد تخلوا عن القتال. ذلك أن معارك شرسة تواصلت في بلدة شقرة الساحلية، في حين توجهت أعداد منهم إلى معاقل في محافظة شبوة المجاورة. وعلى الرغم من المكاسب التي حققها الجيش اليمني، إلا أن الكثيرين هنا عبروا في صمت عن شكوك في قدرة الحكومة على ترجمة تقدمها إلى مكاسب دائمة. ويقولون إنه بالنظر إلى السيطرة الحكومية التي بالكاد تغطي معظم البلاد، فإن المقاتلين وحلفاءهم سيكون لديهم فضاء أكثر من كاف لإعادة تنظيم صفوفهم. وفي هذا الإطار، يقول سياسي يمني طلب عدم الكشف عن اسمه: "إنني مازلتُ متشككاً في قدرة الحكومة على استئصال "القاعدة" وأتباعها في اليمن على نحو فعال"، مضيفاً "وإذ آمل حدوث العكس، فإنني أخشى أن طرد هؤلاء المقاتلين من أبين سيعني فقط أن الجيش سيُرغم على خوض معركة مماثلة في مكان آخر بعد بضعة أشهر". آدم بارون جعار وزنجبار - اليمن ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©