صنعاء (الاتحاد)
كشف مسؤول كبير في جماعة الحوثي الانقلابية التي تسيطر على صنعاء، أمس الأربعاء، عن اتصالات سرية بين الجماعة وتنظيم الإخوان الإرهابي لتنفيذ عمليات مسلحة تخريبية تزعزع الأمن والاستقرار في جنوب البلاد. وأحبطت أجهزة الأمن اليمني في مدينة عدن (جنوب)، أمس، «مخططاً إرهابياً» لحزب «الإصلاح»، المرتبط بتنظيم الإخوان الإرهابي، لتنفيذ تفجير وسط تجمع حاشد السبت المقبل بمناسبة الذكرى السنوية الرابعة والخمسين لثورة 14 أكتوبر.
واعتقلت قوات الأمن ووحدات من مكافحة الإرهاب في عدن فجر أمس عشر من قيادات وأعضاء حزب «الإصلاح» المرتبط بتنظيم الإخوان الإرهابي بعد أن داهمت منزلي قياديين اثنين ومقر الحزب في منطقة القلوعة بمديرية التواهي.
وذكرت مصادر أمنية في عدن لـ«الاتحاد» أنه تم العثور خلال عمليات المداهمة على متفجرات وعبوات ناسفة، مشيرة إلى أن هذه العناصر كانت تخطط لتنفيذ عملية إرهابية بتفجير سيارة مفخخة وسط تجمع حاشد لأنصار المجلس الانتقالي الجنوبي يوم السبت في شارع المعلا.
وأكدت المصادر اعتقال عشرة من قيادات وأعضاء حزب الإصلاح بينهم محمد عبدالملك الأمين العام المساعد للحزب المرتبط بتنظيم الإخوان الإرهابي وأحد أبرز الأحزاب اليمنية التي انحازت للحكومة الشرعية في صراعها ضد المتمردين الحوثيين في شمال البلاد. وضمت قائمة المعتقلين عضو مجلس شورى الإصلاح بعدن، عارف أحمد علي، إضافة إلى أيمن شكيب أحد أبرز قادة الفصائل المسلحة التابعة لحزب الإصلاح في الجنوب.
وندد حزب «الإصلاح» في بيان باعتقال عناصره في عدن، وزعم أن العملية الأمنية غير قانونية»، بحسب البيان الذي حذر أيضاً الناشطين ووسائل الإعلام المحلية من «التعاطي الإعلامي غير المسؤول بغرض التضليل والإساءة». وجاءت العملية الأمنية بعد ساعات على اغتيال إمام مسجد في مدينة عدن بتفجير سيارته بعبوة ناسفة، بحسب مصادر أمنية ومحلية.
وذكرت المصادر أن إمام مسجد زايد في عدن، الشيخ ياسين العدني، والذي يعمل في دائرة التوجيه المعنوي التابعة لقوات الحزام الأمني ، قتل بعبوة ناسفة وضعت في سيارته، مشيرة إلى أن نجل الإمام الذي يبلغ من العمر 12 عاما أصيب في التفجير. ودان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس الأربعاء حادثة الاغتيال، ووصفها بـ«عمل إرهابي غادر وجبان» نفذته «عصابات الشر والغدر والإرهاب».
وشدد هادي في برقية عزاء لأسرة الشيخ العدني على «ملاحقة تلك العناصر المارقة لتنال جزاءها الرادع بما اقترفته من جرائم بحق الإنسانية والأبرياء والوطن لتكون عبرة لمن تسول له نفسه زعزعة أمن واستقرار اليمن وتمزيق نسيجه الاجتماعي.»
وكشف مسؤول كبير في جماعة الحوثي الانقلابية التي تسيطر على صنعاء، أمس الأربعاء، عن اتصالات سرية بين الجماعة وتنظيم الإخوان الإرهابي لتنفيذ عمليات مسلحة تخريبية تزعزع الأمن والاستقرار في جنوب البلاد.
وأقر محمد المقالح، عضو ما يُسمى باللجنة الثورية العليا التي تحكم صنعاء، في تغريدة على تويتر، بوجود هذه الاتصالات التي أشار إلى أنها تمهد لإعلان ما أسماها بـ«حركة مقاومة مسلحة ». ويعكس الخطاب الإعلامي الحالي لجماعة الحوثي المسلحة وتنظيم الإخوان الإرهابي، التي يمثلها سياسياً حزب «الإصلاح»، عن تنسيق كبير بين الطرفين المرتبطين بقطر على مهاجمة دور الإمارات العربية المتحدة في اليمن، وتشويه التواجد الإنساني والتنموي للدولة في الجنوب .
وصعّدت قيادات في حزب الإصلاح بعضها تشغل مناصب رفيعة في الحكومة الشرعية، الخطاب العدائي نحو الدور الإماراتي في اليمن خصوصاً في الجنوب.
وقال الكاتب والإعلامي اليمني، سام الغباري، إن هناك تنسيقا - كما يبدو - في مواقف الإخوان والحوثيين» ، و«توجها دعائيا مركزا وعجيبا لحملة تشويه» تستهدف أطرافاً في الحكومة الشرعية بالرياض وفي حزب المؤتمر الشعبي العام بصنعاء .
وعلمت «الاتحاد» من مصادر يمنية مطلعة بمغادرة العشرات من العناصر المسلحة لحزب «الإصلاح» مدينة مأرب (شرق) إلى محافظة تعز (جنوب غرب) التي تشهد منذ أيام ترتيبات حكومية، أمنية وعسكرية ومحلية، اعتبرها مراقبون تخدم تعزيز نفوذ الحزب داخل المحافظة المتاخمة لعدن.
عدد اليوم
