الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أشرف العريان: الطفل الصغير يمكنه أن يستوعب أربع لغات

أشرف العريان: الطفل الصغير يمكنه أن يستوعب أربع لغات
18 سبتمبر 2010 20:45
تغيرت آراء بعض الناس في التعاطي مع تدريس أولادهم لغات أجنبية، إذ كان يظن الأغلب أن الطفل لا يستوعب أكثر من لغة واحدة، في حين تغيرت الآراء اليوم للعكس، وفي هذا الصدد يشرح أشرف العريان الأخصائي النفسي بعض الدراسات ويسوق بعض الأمثلة على ذلك ويقول أن الطفل الصغير له قابلية لاستيعاب أكثر من لغة، وقد تصل إلى أربع لغات. يقول أشرف العريان في هذا الصدد: هناك دراسات وجدت تأثيرا سلبيا لتعلم اللغة الأجنبية على التحصيل، حيث أظهرت نتائج تقويم التلاميذ في نهاية الصف الثاني التي أجراها بريجي وبروهي وفاتشس (2000) لأطفال الروضة في سويسرا الذين بدأوا تعلم اللغة الألمانية كلغة ثانية اعتبارا من سن الرابعة أو الخامسة واستمر طيلة سنوات المرحلة الابتدائية أن تعليم الأطفال لغتين لم يكن له آثار حاسمة في تعلم الأطفال اللغة الأم ولا في التحصيل الأكاديمي، وهناك دراسات وجدت تأثيرا إيجابيا للغة الأجنبية على التحصيل، ففي دراسة أجراها آيكمان وفورد (1977) على مجموعتين من الأطفال في مرحلة الروضة، حيث درست المجموعة الأولى اللغة الفرنسية كلغة ثانية لمدة نصف ساعة في اليوم ثلاث مرات في الأسبوع، ودرست المجموعة الثانية اللغة الفرنسية لمدة 15 دقيقة في الأسبوع فقط، حيث استخدمت الوسائل التعليمية لتعزيز المثيرات اللغوية وتعلم الأطفال كلمات في البداية ثم جملا، فوجد الباحثان أن خبرة اللغة الأجنبية قد حسنت المفاهيم غير المحسوسة (المجردة) لديهم ومهاراتهم العامة في اكتساب المفردات. أثر تعلم اللغة عن أثر تعلم اللغة الإنجليزية في التحصيل الدراسي يقول العريان: يعتقد الكثير من الناس أن تعلم الأطفال اللغة الإنجليزية في سن مبكر له تأثير إيجابي على تحصيلهم الدراسي في المراحل الدراسية اللاحقة، ومن شأنه أن يجعلهم أكثر ثقافة من أقرانهم الذين لم يتعلموا هذه اللغة في سن مبكر، كما أظهرت نتائج كثير من الدراسات أهمية تعلم الطفل لغته الأم قبل الشروع في تعلمه اللغة الأجنبية. فقد أشارت جالاجر (2001) إلى أن قيام المدارس الدولية بوضع الأطفال الصغار في برامج الطفولة المبكرة دون دعم من اللغة الأم له آثار سلبية على الأطفال، وأشار دولسون (1985) إلى أن تعلم الأطفال للغتهم الأم من شأنه أن يساعدهم في بناء الأساس الأكاديمي الذي سيساهم في نجاحهم الدراسي والمهني في المستقبل. نسيان اللغة الأم يضيف أشرف العريان: هناك عدد من العوامل التي تؤدي إلى نسيان الأطفال اللغة الأم أو المحافظة عليها، حيث أظهرتها نتائج عدد من الدراسات، فقد استعرض فيرهوفن (1997) مجموعة من الدراسات السابقة وتوصل إلى أنه إذا كانت النظرة إلى اللغة الأم مرموقة، ولها مكانة في المجتمع، لن يكون لتعلم اللغة الأجنبية آثار سلبية، ولكن إذا لم يكن لها مكانة مرموقة، هنا يحدث نسيان لها. وأشار كروفورد (1996) إلى أن نسيان اللغة الأم لا يفرض من الخارج، بل من تغيرات داخلية في الجماعة التي تتحدث اللغة. نتائج دراسة خاصة يوضح العريان أنه في دراسة استطلاعية أجراها أحد المتخصصين على عينة من 40 طالبا وطالبة من معارفه وأصدقائه، وأبناء بعض الزملاء في المراحل الدراسية المختلفة (من الابتدائية حتى الجامعة) الذين التحقوا بمدارس دولية في المملكة تعلمهم اللغة الإنجليزية بصورة رئيسة منذ الروضة، واللغة العربية مقررا واحدا، وجد أن اللغة القوية لدى الجميع هي اللغة الإنجليزية، واللغة العربية هي اللغة الضعيفة خاصة في القراءة والكتابة بدرجات متفاوتة، بالنسبة للغة المفضلة في التخاطب مع الآخرين، يستخدم 35% اللغة الإنجليزية فقط، و25% يخلطون اللغتين العربية والإنجليزية أثناء الحديث، و40% يتخاطبون مع غيرهم بالعامية ويدخلون كلمات إنجليزية أثناء الحديث، ولوحظ أن 50% فقط يتحدثون اللغة الإنجليزية بلكنة أمريكية أو بريطانية، بالنسبة للقدرة على القراءة والكتابة باللغة العربية، وجدت أن 35% لا يستطيعون كتابة اللغة العربية على الإطلاق، و65% يستطيعون القراءة. التأثير السلبي يضيف العريان: أما الدراسات التي أظهرت نتائجها أن تعلم الأطفال اللغة الأجنبية في سن مبكرة قد أدى إلى نسيان اللغة الأم فمنها دراسة هانسن-سترين (1990) التي أجرتها على 4 أطفال أمريكان أعمارهم 3، 4، 7، 9 سنوات درسوا اللغة اليابانية لمدة عامين ونصف أثناء إقامتهم في اليابان، حيث التحق الطفلان الأكبر سنا بمدرسة يابانية، فوجدت هانسن سترين أنه كلما كان سن الطفل أصغر، كان نسيانه للغته الأم أسرع في غياب البيئة التعليمية، وقامت مرينو (1983) بدراسة ظاهرة نسيان اللغة لدى 41 طفلا في الروضة وحتى الصف الرابع ممن يتحدثون اللغتين الإسبانية والإنجليزية، فوجدت الباحثة فروقا بين أطفال الروضة والصفوف العليا في استخدام اللغة الأسبانية، حيث تدهور أداء الأطفال بدرجة كبيرة مع وصولهم إلى الصف الرابع، ولم يكن هناك فروق دالة بين الصفوف المختلفة في فهم اللغة الاسبانية. دراسات أجنبية يسوق العريان مثالاً آخر أجراه أحد الباحثين ويقول: أظهرت نتائج دراسة مدتها ثلاث سنوات أجراها جيا وآرونسون (2003) على عشرة أطفال صينيين هاجروا إلى الولايات المتحدة تتراوح أعمارهم بين 5-16 عاما، أن الأطفال الذين وصلوا الولايات المتحدة وهم في سن التاسعة فأقل قد غيروا لغتهم المفضلة من اللغة الأم إلى اللغة الثانية في العام الأول من وصولهم، حيث عاشوا في بيئة غنية باللغة الثانية أكثر من اللغة الأولى، وأصبحوا أكثر تمكنا من اللغة الثانية، أما الأطفال الأكبر سنا فقد حافظوا على تفضيلهم للغة الأولى، ويضيف العريان: يعتقد كثير من الناس أن تعلم اللغة الإنجليزية في سن مبكر لن يؤثر سلبا على تعلم الطفل الصغير للغة العربية مثل الخلط بين اللغتين العربية والإنجليزية أثناء الحديث، والاستخدام الخاطئ لقواعد اللغة الأم، والخلط بين المذكر والمؤنث، وتخفيف الزوائد الصرفية في أواخر الكلمات العربية، وإضافة التعريف والبوادئ واللواحق العربية للكلمات الإنجليزية، وعدم القدرة على نطق الأصوات العربية كالعين والضاد والقاف والغين، الخلط في اتجاه الكتابة. اللغة للكبار يقول العريان: أثبتت بعض الدراسات أن الأطفال الأكبر سنا أقدر على تعلم اللغة الأجنبية من الأطفال الأصغر سنا، فمنها دراسة أجراها سينوز (2002) على 60 طالبا في المرحلة الثانوية لغتهم الأم إما الباسك أو اللغة الإسبانية والباسك هي لغة المقررات فيما عدا اللغة الإسبانية والإنجليزية، حيث درس جميع الطلاب اللغة الإنجليزية مدة ست سنوات، ولكن بدأ نصفهم دراسة اللغة الإنجليزية في الصف الثالث الابتدائي، في حين بدأ نصفهم الآخر دراستها في الصف السادس الابتدائي، وفي نهاية المدة أظهرت نتائج الاختبارات أن مستوى إتقان الأطفال الأكبر سنا للغة الإنجليزية كان أعلى من الأطفال الأصغر سنا، في حين هناك دراسات تؤيد تعليم اللغات الأجنبية في سن مبكرة، فهناك دراسات لغوية أظهرت نتائجها أن الطلاب الأصغر في السن أكثر قدرة على تعلم اللغة الأجنبية من الطلاب الأكبر سنا، منها دراسة أجرتها ماجست (1988) Magiste على طلاب المدرسة الألمانية في ستوكهولم، حيث تعلم طلاب الصف الأول وحتى الرابع المقررات باللغة الأم مع مقدار متزايد من اللغة الثانية سواء كانت اللغة الألمانية أو السويدية، فوجدت الدراسة أن طلاب المرحلة الابتدائية ممن تتراوح أعمارهم بين 6-11 عاما استطاعوا الوصول إلى نوع من التوازن في استخدام اللغتين السويدية والألمانية بصورة أسرع من طلاب المرحلة الثانوية، وهناك نظريات تؤيد تعليم اللغات الاجنبية في السن الصغيرة، فبالنسبة للنظريات التي تتبنى وجهة النظر القائلة أن الطلاب الأصغر في السن أكثر قدرة على تعلم اللغة الأجنبية من الطلاب الأكبر سنا، فمنها نظرية السن الحرج أو الفترة الحرجة Critical Period للينبيرج (1964) التي تقول بحدوث تدهور في القدرة على تعلم اللغة الإنجليزية مرتبطة بالسن، ويقول بعض الباحثين أن هناك من يعتقد أن السن هو العامل الأساسي في تعلم اللغة الأجنبية، وأن لدى الأطفال قدرة خارقة على اكتساب لغة جديدة بسرعة وبمجهود قليل، في حين يجد الكثير من الأطفال الأكبر سنا والراشدين صعوبة في ذلك، ويعتقدون أن الصعوبات التي يعاني منها طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية في تعلم اللغة الإنجليزية إنما يعود إلى أن هؤلاء الطلاب لم يبدأوا تعلم اللغة الإنجليزية في سن مبكرة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©